ماكرون ردا على دعوات حقوقية: لن نربط التعاون مع مصر بالديمقراطية

الاثنين 7 ديسمبر 2020 05:45 م

رد الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" على دعوات منظمات حقوقية بالانتقال من الأقوال إلى الأفعال وربط أي تعاون مع مصر بتحقيق تقدم في سجلها لحقوق الإنسان، بأنه لن يفعل ذلك، متعللا بأن القاهرة تواجه تهديدا إرهابيا.

جاء ذلك في تصريحات لـ"ماكرون" بقصر الإليزيه خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري "عبدالفتاح السيسي" الذي يزور فرنسا حاليا.

وقال "ماكرون" إنه لن يربط التعاون الدفاعي والاقتصادي بين البلدين بالخلافات حول حقوق الإنسان والديمقراطية.

واشار الرئيس الفرنسي إلى أنه يدرك أن مصر تواجه تهديدا إرهابيا، لكنّه شدد على أن مجتمعا مدنيا شاملا يبقى السد المنيع ضد التطرف.

وأضاف "ماكرون" أنه "مدافع دائم عن الانفتاح الديمقراطي" و"مجتمع مدني ديناميكي ونشط" في مصر، وأنه يحيي إطلاق السلطات المصرية سراح 3 أفراد من منظمات حقوقية.

وأوضح أنه تطرق أيضا إلى "ملفات أفراد آخرين" بينهم "رامي شعث" المدافع المصري-الفلسطيني عن حقوق الإنسان المتزوج من فرنسية، الذي تدين عدة منظمات غير حكومية اعتقاله التعسفي منذ أكثر من عام.

ومع ذلك، قال "ماكرون": "لن أربط تعاوننا في المجالين الدفاعي والاقتصادي بهذه الخلافات"، مشددا على ما وصفها بـ"سيادة الشعوب".

واعتبر "ماكرون" أن "سياسة تقوم على الحوار أكثر فاعلية من سياسة المقاطعة التي ستفضي إلى خفض فعالية أحد شركائنا في مكافحة الإرهاب والاستقرار الإقليمي".

اتهامات غير لائقة

وفي المقابل، اعتبر "السيسي" أنه لا يليق أن يتم تقديم الدولة المصرية على أنها دولة مستبدة، مشددا على ضرورة عدم ربط الإرهاب بأي دين.

وأضاف أنه اتفق مع "ماكرون" على أهمية تصدي المجتمع الدولي لما وصفها بالسياسات العدوانية التي تنتهجها قوى إقليمية.

وتستمر زيارة "السيسي" إلى فرنسا، 3 أيام، يعقد خلالها لقاءات مع "ماكرون"، وكبار مسؤولي الحكومة الفرنسية، لكن الزيارة أثارت غضبا كثير من الجهات الحقوقية داخل وخارج فرنسا.

انتقادات واسعة لزيارة "السيسي"

وعلى صعيد آخر، دعت 20 منظمة حقوقية فرنسية، إلى التظاهر، غدا الثلاثاء؛ تنديدا بزيارة "السيسي" إلى باريس.

وقال المسؤول في الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان "أنطوان مادلين": "إننا مذهولون لرؤية فرنسا تمد البساط الأحمر، في حين هناك اليوم أكثر من 60 ألف معتقل رأي في مصر".

بدورهم، طالب نواب فرنسيون بالبرلمان الأوروبي الرئيس "ماكرون" بوضع ملف احترام حقوق الإنسان في صلب محادثاته "السيسي".

وحذر النواب من "العار" الذي لحق بفرنسا بعد استقبال الزعيم الليبي الراحل "معمر القذافي"، تزامنا مع وصول "السيسي" اليوم إلى باريس.

وفي رسالة نشرتها صحيفة "لوموند" الفرنسية، قال 15 نائبا ينتمون لكتلة الخضر في البرلمان الأوروبي إن احترام حقوق الإنسان ينبغي أن يكون في صميم العلاقة مع حكومة "السيسي"، وهو مبدأ "لا يمكن التفاوض عليه".

وأضافوا أن انتهاكات الحكومة المصرية لحقوق الإنسان لا حد لها، ولا يبدو أن هناك ما سيوقفها اليوم، وشددوا على أن فرنسا لا ينبغي لها أن تزكي مثل هذه الانتهاكات.

وقبل أيام حثت 20 منظمة حقوقية (بينها منظمات عالمية) الرئيس "ماكرون" على الضغط على "السيسي"؛ من أجل الإفراج عن حقوقيين معتقلين في بلاده.

وقالت المنظمات في بيان إنه "حان الوقت ليضطلع الرئيس ماكرون بتعهده المعلن من أجل حقوق الإنسان في مصر".

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

العلاقات المصرية الفرنسية عبدالفتاح السيسي إيمانويل ماكرون منظمات حقوقية زيارة السيسي لفرنسا استبداد

رايتس ووتش تدعو لوقف مبيعات الأسلحة إلى مصر

أقطاي ينتقد لقاء السيسي وماكرون: انقلابي ومستعمر يبجلان بعضهما