الجمهوريون بالكونجرس يعرقلون قانون الاستعداد لتنصيب بايدن

الثلاثاء 8 ديسمبر 2020 10:04 م

رفض زعماء الحزب الجمهوري، الثلاثاء، قرارا اقترحه الديمقراطيون للاستعداد لاحتفالات تنصيب الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، باعتباره قرارا يتضمن اعترافا رسميا بفوز "جو بايدن" الرئاسي.

ويسلط ذلك الخلاف الضوء على المعضلة التي تواجه نواب الحزب الجمهوري المتخوفين من إقرار أي قرار يتعارض مع مواقف الرئيس "دونالد ترامب"، الذي يرفض حتى الآن الاعتراف بالهزيمة ويتمسك بأنها انتخابات مزورة، وأنه الناجح في الانتخابات، دون أن يقدم دليلا على ذلك.

وفي التصويت على مشروع القانون، الذي جرى خلف أبواب مغلقة في مبنى الكابيتول، بين أعضاء لجنة من الحزبين مكلفة بالتخطيط لحفل التنصيب الرئاسي في مبنى الكابيتول، اقترح زعيم الأغلبية في مجلس النواب "ستيني هوير" (ديمقراطي)، وهو عضو في اللجنة، مشروعا يُمكّن اللجنة من "إخطار الشعب الأمريكي" بخطط "تنصيب جو بايدن وكمالا هاريس".

وأوضح "هوير"، خلال مغادرته الاجتماع، أن القرار سيضع أيضا قيودا على الحضور في حفل التنصيب، بالتشاور مع خبراء الصحة العامة، لمنع الازدحام وسط زيادة في حالات الإصابة بفيروس كورونا في جميع أنحاء البلاد.

لكن التصويت على ذلك القرار فشل أمام تمسك الجمهوريين بموقف "ترامب"، وذلك بعد تصويت حزبي شمل ثلاثة (ديمقراطيين) مقابل ثلاثة (جمهوريين).

واتهم "هوير" المعارضة الجمهورية بأنها متجذرة في "رفض الحزب الجمهوري قبول نتيجة الانتخابات" و"احترام الحزب لنوبات غضب الرئيس ترامب بعد الانتخابات".

يقول مراقبون إن قيادات الحزب الجمهوري خائفون من معارضة "ترامب" في ظل سيطرته وسيطرة تياره على مفاصل الحزب؛ إذ يتوقع أي منهم أن يجد نفسه بعيدا عن ترشيحات الحزب حال معارضة "ترامب" علنا.

في المقابل دافع الجمهوريون عن موقفهم بأن الديمقراطيين يستبقون العملية الانتخابية القانونية؛ لأن ناخبي الولاية لا يصوتون لإضفاء الطابع الرسمي على النتائج الرئاسية حتى 14 ديسمبر/كانون الأول (موعد اجتماع المجمع الانتخابي وتصويت مندوبي الولايات).

ويأتي ذلك التصويت في الوقت الذي يواصل فيه "ترامب" الادعاء بأن الانتخابات تم تزويرها من خلال مؤامرة شارك فيها عاملون في الانتخابات الحكومية وحكومات أجنبية وشركات تكنولوجيا الانتخابات.

ولم يقدم "ترامب" أي دليل على التلاعب بالانتخابات في أي ولاية، وحتى المسؤولين الجمهوريين الذين يشرفون على العملية رفضوا مزاعم الرئيس من خلال نداءات عاجلة بشكل متزايد للناخبين لقبول النتائج.

خطط "ترامب"

وتقول تسريبات إعلامية أمريكية إن "ترامب" يستعد لمغادرة منصبه وترك البيت الأبيض بطريقة دراماتيكية، تتضمن قيامه برحلة أخيرة على متن الطائرة الرئاسية في 20 يناير/كانون الثاني إلى فلوريدا؛ حيث سيحضر مهرجانا معارضا في الوقت نفسه الذي تجري فيه احتفالات تنصيب "بايدن".

لكن الأمر لا يقتصر على مجرد استعراض سياسي؛ إذ نقلت وكالة "أسوشييتد برس" أيضا عن مسؤولين جمهوريين أن مشاريع "ترامب"، سواء للعب دور سياسي أو الترشح مرة أخرى في انتخابات عام 2024، أدت إلى تجميد خطط عدد من الجمهوريين للترشح في الانتخابات المقبلة.

ويسعى أنصار "ترامب" وفقا لتلك الترتيبات إلى إظهار صورة منقسمة بشكل كبير على شاشات التلفزيون الأمريكية؛ حيث سيخاطب "ترامب" حشدا كبيرا في باحة المطار، بينما يؤدي "بايدن" اليمين الدستورية أمام جمهور ضئيل خارج مبنى الكابيتول.

ويعتزم "ترامب" استغلال إعلان "بايدن" عدم أدائه القسم أمام تجمع جماهيري حاشد بسبب جائحة "كورونا"؛ حيث سيسعى إلى حشد الآلاف من أنصاره، لإظهار نفسه زعيما شعبيا، في مشهد لم تشهده الولايات المتحدة من قبل.

ويرى بعضهم أن سلوكه الشعبوي هذا يخلق انطباعا بأنه يسعى لسرقة الأضواء من حفل التنصيب، وخلق استقطاب سياسي حاد، ومركزين سياسيين للقرار، الأمر الذي لا يمكن التكهن بتداعياته.

وتقول مصادر أمريكية متواترة إن "ترامب" لن يحضر مراسم تنصيب "بايدن"، وسيعلن ترشحه لانتخابات 2024 رسميا لـ"استعادة البيت الأبيض"، وهو ما سيؤدي إلى 4 سنوات من لعبه دور المعارض الرئيسي لـ"بايدن".

وتفسر تلك التسريبات إلى حد كبير إصرار "ترامب" على عدم الاعتراف بخسارته، وامتناعه رسميا عن قبول الهزيمة، خصوصا أن الدستور الأمريكي لا يجبره على ذلك. 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

دونالد ترامب الرئيس الأمريكي جو بايدن

البنتاجون يعلن بدء تلقي فريق بايدن إحاطات استخبارية عسكرية