دشداشة إماراتية في تل أبيب!

الجمعة 11 ديسمبر 2020 09:00 ص

دشداشة إماراتية في تل أبيب!

الإمارات «ستصبح الملاذ الآمن الجديد لليهود والشعوب المضطهدة في العالم»!

حين تكون القدوة تتعلق بالقوة، فالمنطقي أن يقوم الأقوى بـ«احتلال» ما يريد وإهانة من يريد.

العالم ليس حفلة تنكرية بالدشداشة، وإسرائيل تحتفل يوما بعيد المساخر لكنّها تعود لطبيعتها الافتراسية في اليوم التالي.

لا أحد يحاسب أبوظبي على اقترافاتها الشائنة بحق فلسطين والعرب والمسلمين وصرفها على طريقة وعد بلفور من حسابهم.

تقدم إسرائيل كما تكشف الحوادث قدوة مثلى لأبوظبي ونظائرها العربية لكن هذا الاقتداء لا يخفي خلل التوازن الكبير بين الطرفين!

*     *     *

قام عدد من الشبان الفلسطينيين من بلدة كفرقاسم الشهيرة بالمذبحة التي قامت بها إسرائيل ضد أبنائها عام 1956 بـ«تجربة» سياسية طريفة، حيث لبسوا الدشداشة الإماراتية المعروفة وقادوا سيارتين في شوارع تل أبيب، ثم ترجلوا وبدأوا بالتجوّل بين المشاة لتسجيل طريقة التعامل مع مواطنين إماراتيين بعد اتفاقية التطبيع التي أعلنت أبو ظبي عنها في آب/أغسطس الماضي.

تعامل الإسرائيليون مع الأزياء التنكرية للشبان بطريقة النظر إلى شيء نادر هبط عليهم فجأة، وبدأ البعض بأخذ صور «السيلفي» معهم كتذكار لهذا الحدث المستجد.

لكنّ حين قام الشبان بكشف هويّتهم الحقيقية كفلسطينيين من كفر قاسم تغيّر الحال وتغيّر الموقف، وتتالت إثر ذلك التعليقات الطريفة، وأحدها حذرهم من فعل ذلك في القدس لأنهم سيحصلون على «قتلة مرتبة»!

وبما أن الموضوع تحوّل إلى القدس، فمن المفيد مقارنة ما حصل مع الشيخ الإماراتي حمد بن خليفة آل نهيان، أحد أفراد الأسرة الحاكمة في أبو ظبي، الذي اشترى 50 في المئة من ملكية نادي «بيتار القدس» المعروف بالخط العنصريّ المتطرّف لإدارته وجمهوره، ومواقفه المهينة للعرب والفلسطينيين والمسلمين.

إضافة إلى شرائه لهذه الحصة الكبيرة في النادي فقد التزم الشيخ حمد باستثمار قرابة 100 مليون دولار في النادي على مدى عشر سنوات، وألقى تصريحا سياسيا بائسا اعتبر فيه القدس «عاصمة إسرائيل» وهو ما ردّت عليه جماهير النادي بخط عبارات مسيئة للنبي محمد، والعرب، على السور الخارجي لملعب النادي في مدينة القدس.

عبّر الحاخام الجديد الذي عينته إسرائيل في الإمارات، إيلي أبادي، عن رأيه في العلاقة الجديدة الحاصلة مع أبوظبي بالقول إن الإمارات «ستصبح الملاذ الآمن الجديد لليهود والشعوب المضطهدة في العالم» وبذلك يردّ أبادي بعضا من الهدايا السياسية والاقتصادية التي تقدمها سلطات الإمارات لإسرائيل، بشكل مطرد ومتصاعد!

فلا أحد، على ما يبدو، قادرا على محاسبة أبوظبي على اقترافاتها الشائنة بحق الفلسطينيين والعرب والمسلمين، وعلى صرفها، على طريقة وعد بلفور، من حساب الفلسطينيين والعرب والمسلمين.

تقدم إسرائيل، على ما تكشفه هذه الحوادث، القدوة المثلى لأبو ظبي ونظائرها العربية، لكن هذا الاقتداء لا يخفي خلل التوازن الكبير بين الطرفين، وهو ما كشفته صفقة الشيخ حمد، الذي صوّره كاريكاتير إسرائيلي وهو يقول لأحد أفراد جمهور النادي العنصري في الملعب إنه «يحتل» مقعده، فحين تكون القدوة تتعلق بالقوة، فالمنطقي أن يقوم الأقوى بـ«احتلال» ما يريد، وإهانة من يريد.

العالم ليس حفلة تنكرية بالدشداشة، وإسرائيل تحتفل يوما بعيد المساخر لكنّها تعود لطبيعتها الافتراسية في اليوم التالي.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

الإمارات، التطبيع، إسرائيل، دشداشة، نادي «بيتار القدس»، حمد بن خليفة آل نهيان،