توتر مرتقب.. كيف تؤثر الانتخابات المقبلة في إسرائيل على استراتيجيتها الإقليمية؟

الجمعة 11 ديسمبر 2020 09:07 م

ستؤدي النهاية الوشيكة لحكومة الوحدة الإسرائيلية إلى مزيد من التعهدات بضم عدواني للضفة الغربية، وسياسات خارجية متشددة، حيث ستتنافس الفصائل اليمينية ضد بعضها البعض في موسم انتخابي مثير للجدل للغاية.

لن تستمر حكومة الوحدة بين حزب "أزرق وأبيض" وحزب "الليكود" بزعامة رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" لفترة أطول، حيث يدفع الأخير الآن باتجاه مشروع قانون من شأنه حل الكنيست والدعوة إلى انتخابات جديدة. وقد أعلن الرجل الثاني في حزب "نتنياهو"، "جدعون ساعر"، في 9 ديسمبر/كانون الأول، أنه سيترك "الليكود" للترشح لرئاسة الوزراء في ظل حزب جديد كان قد شكله يسمى "الأمل الجديد".

أدى تحرك "ساعر" لتحدي "نتنياهو" بشكل مباشر إلى زعزعة المشهد السياسي اليميني في (إسرائيل) قبل الموسم الانتخابي الساخن، حيث سيكون لدى خصوم "نتنياهو" اليمينيين الحافز للاستفادة من السخط الشعبي من إدارته لجائحة "كورونا" وتهم الفساد، فضلاً عن نقاط ضعفه في السياسة الخارجية فيما يتعلق بإيران وقطاع غزة.

بخلاف أزمة "كورونا"، لا يوجد شيء آخر يمنع حكومة الوحدة الإسرائيلية من الانهيار. تم تشكيل الحكومة في أبريل/نيسان 2020 مع الموجة الأولى من إصابات "كورونا". وتضمّن تفويض الحكومة إغلاقًا وطنيًا للحد من انتشار الفيروس، إلى جانب اتفاق لتقاسم السلطة لإنهاء الشلل السياسي في البلاد.

وبموجب هذه الصفقة، كان من المقرر أن يحل "جانتس" محل "نتنياهو" كرئيس للوزراء في نوفمبر/تشرين الثاني 2021. ولكن لتجنب نقل السلطة، حاول "نتنياهو" وحزبه، منذ ذلك الحين، تقويض الثقة في حكومة الوحدة من خلال وسائل مختلفة. وشمل ذلك في الآونة الأخيرة، إثارة نقاش ساخن حول الجدول الزمني للميزانية المقبلة، الأمر الذي أجبر "جانتس" وحزبه في النهاية على الضغط من أجل حل الكنيست.

يشعر "نتنياهو" بالقلق من أن خسارة رئاسة الوزراء ستعرضه للاتهامات الجنائية التي يواجهها في 3 قضايا فساد على الأقل. كما أنه قلق من أن تسليم السلطة إلى "جانتس" سيعني نهاية الحياة السياسية له، حيث لم يعد معظم رؤساء الوزراء الإسرائيليين إلى السلطة بعد تركهم المنصب.

ويتمحور النقاش بشأن الموازنة في (إسرائيل)؛ حول ما إذا كان يجب أن تشمل الميزانية نفقات لمدة عام أو عامين. ستزيد ميزانية السنتين من احتمالات اتجاه "نتنياهو" لحل لكنيست لمنع "جانتس" من تولي المنصب في عام 2021، وهذا هو السبب في دفع "جانتس" لميزانية عام واحد.

وسيؤدي دخول "ساعر" للميدان إلى موجة من الوعود اليمينية، يمكن أن تؤثر على سياسات (إسرائيل) الخارجية تجاه الضفة الغربية وإيران وغزة. ويعتبر "ساعر" قوميا وقد فضّل الاستيطان والضم في الماضي، ويمر طريقه لإسقاط "نتنياهو" عبر قوميين من الليكود مستاءين من قيادة رئيس الوزراء.

ولضمان عدم ذهاب هذه الأصوات إلى حزب "الأمل الجديد" بزعامة "ساعر"، سوف يميل "الليكود" إلى تكثيف وعوده بالضم، بالإضافة إلى تبني سياسات خارجية أكثر تشددًا لتعزيز مصداقية "نتنياهو" في مجال الأمن القومي.

وقد يشير ذلك إلى تحولات مستقبلية في سلوك إسرائيل الإقليمي، من خلال زيادة النفوذ السياسي للمستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، وكذلك صقور ملف إيران وغزة، في مناقشات السياسة الخارجية.

في الفترة التي سبقت انتخابات أبريل/نيسان 2020، وعد "نتنياهو" بالبدء في ضم المزيد من الأراضي في 1 يوليو/تموز، لكنه توقف منذ ذلك الحين عن الوفاء بهذا التعهد من أجل تمهيد الطريق للتطبيع مع الإمارات. وأثار هذا التأخير غضب أنصار "نتنياهو" من المستوطنين، مما دفع البعض إلى تحويل ولائهم لحزب يميني منافس؛ هو حزب "يمينا".

وفي المقابل، أشاد الإسرائيليون اليمينيون إلى حد كبير باستراتيجية "نتنياهو" العدوانية المناهضة لإيران، والتي تمكن من تنفيذها دون خوف من رد الفعل الأمريكي على مدى السنوات الأربع الماضية؛ بفضل نهج الرئيس "دونالد ترامب" المتشدد تجاه طهران.

لكن خصوم "نتنياهو" اليمينيين يجادلون الآن بأنه لن يكون قادرًا على تقديم نفس المستوى من التنسيق الأمني ​​الاستراتيجي مع الولايات المتحدة بعد ترك ترامب" منصبه في يناير/كانون الثاني، بالنظر إلى علاقة "نتنياهو" الأقل صداقة مع الرئيس الأمريكي المنتخب "جو بايدن".

ينتقد القوميون أيضًا سياسة "نتنياهو" تجاه "حماس"؛ المتمثلة في تقديم المساعدات للقطاع مقابل السلام، ويدفعون بدلاً من ذلك نحو استراتيجية تعتمد أكثر على الردع العسكري.

المصدر | ستراتفور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

بنيامين نتنياهو جدعون ساعر حل الكنيست حكومة الوحدة الإسرائيلية

الكنيست الإسرائيلي يوافق مبدئيا على حل نفسه وإقامة انتخابات مبكرة

حزب جانتس يصوت الأربعاء على حل الكنيست والذهاب لانتخابات رابعة