تنديد حقوقي بإعدام معارض إيراني بتهم غامضة

الأحد 13 ديسمبر 2020 03:48 م

نفذت إيران حكم الإعدام، السبت، في المعارض "روح الله زم"، الذي عاش لفترة في المنفى بفرنسا، وذلك بعد تثبيت الحكم بحقه بسبب دوره في موجة احتجاجات ضد السلطات الإيرانية في شتاء 2018/2017.

وقال التلفزيون الرسمي، إنه "تم تنفيذ حكم الإعدام شنقاً في مدير شبكة (آمد نيوز) المناهضة للثورة صباح اليوم (السبت)"، وذلك بعد أيام فقط على تثبيت المحكمة العليا الحكم عليه بسبب "خطورة الجرائم" التي ارتكبها ضد إيران.

كان المتحدث باسم السلطة القضائية "غلام حسين إسماعيلي"، أعلن الثلاثاء أن هذه الهيئة بتت "قبل أكثر من شهر" في قضية "زم"، وثبتت "الحكم الصادر بحقه (في يونيو/حزيران) من قبل المحكمة الثورية" في طهران.

في 12 ديسمبر/كانون الأول، قال مكتب الادعاء العام والثوري في طهران إن السلطات أعدمت "زم" (42 عاما)، بعد إدانته بتهم منها "الفساد في الأرض"، وهي تهمة غامضة تستخدمها السلطات الإيرانية ضد المعارضين السياسيين.

وواجه "زم" 17 تهمة، منها إنشاء آمد نيوز لزعزعة الأمن القومي، والتجسس لصالح المخابرات الفرنسية والإسرائيلية، والتواطؤ ضد الأمن القومي.

وعاش "زم"، وهو ابن رجل دين شيعي مؤيد للإصلاح، في المنفى بفرنسا لسنوات عدة قبل أن يوقفه الحرس الثوري الإيراني، في ظروف غامضة.

ففي أكتوبر/تشرين الأول 2019، قال الحرس الثوري إنه نصب كميناً لـ"زم"، وأوقعه في إطار "عملية معقدة باستخدام الخداع المخابراتي"، لكنه لم يذكر مكان العملية ولا كيفية استدراجه إلى مكان اعتقاله.

إدانة حقوقية

وذكرت وكالة "نور نيوز" الإخبارية المقربة من الحرس الثوري الإيراني الأسبوع الماضي، أن الحرس اعتقل "زم" بعد أن سافر إلى العراق في سبتمبر (أيلول) عام 2019، وجرت إعادته إلى إيران.

وقالت "تارا سبهري فر"، باحثة إيران في هيومن رايتس ووتش: "يُظهر إعدام روح الله زم مدى استخدام إيران الوحشي واللاإنساني لعقوبة الإعدام كأداة قمع. المحاكمات العادلة والإجراءات القانونية الواجبة ضرورية للمدعى عليهم في جميع القضايا، ولكن في قضايا الإعدام فإن غيابها يجعل أي إجراءات استهزاءً بالعدالة".

وأضافت : "على العالم ألا يغض الطرف عن استمرار انتهاكات إيران الصارخة لحقوق الإنسان. كما على السلطات العراقية أن توضح فورا ما إذا كانت قواتها الأمنية قد سهلت هذا الانتهاك عبر اعتقال زم وإعادته إلى إيران".

وأدانت منظمة "مراسلون بلا حدود"، التي تدافع عن حرية الصحافة، تنفيذ حكم الإعدام. وعبرت المنظمة على "تويتر" عن غضبها الشديد، "إزاء هذه الجريمة الجديدة للنظام القضائي الإيراني"، قائلة إنها تعتبر أن "الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي هو العقل المدبر لعملية الإعدام هذه".

وكان "زم" الذي يحمل صفة لاجئ في فرنسا، يدير قناة على تطبيق "تليجرام" للتراسل تحمل اسم "آمَد نيوز"، التي كان عدد متابعيها يتجاوز المليون متابع.

وتتهم طهران "زم" بأداء دور نشط في تحريك حركة الاحتجاج خلال شتاء 201/2017، وقُتل ما لا يقل عن 25 شخصاً في هذه الاضطرابات التي شهدتها عشرات المدن الإيرانية بين 28 ديسمبر/كانون الأول 2017، و3 من يناير/كانون الثاني 2018.

وفي سبتمبر/أيلول، أثار إعدام المصارع الإيراني الشاب "نافيد أفكاري"، الذي اتهم بقتل مسؤول خلال احتجاجات مناهضة للحكومة في عام 2018، موجة غضب خارج البلاد وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.

وعلت أصوات كثيرة منددة بما وصفته بتسرع السلطات في تنفيذ الحكم الذي صدر، وفقاً لمؤيدي "أفكاري"، على أساس اعترافات انتزعت منه تحت التعذيب.

ومع ما لا يقل عن 251 عملية إعدام في عام 2019، فإن إيران هي الدولة الأكثر إصداراً لعقوبة الإعدام بعد الصين، وفقاً لأحدث تقرير عالمي لمنظمة العفو الدولية عن عقوبة الإعدام.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

إيران معارض إعدام

إيران.. حكم بسجن ناشطة كشفت عن اختبارات عذرية للسجينات