«وسام شرف» ماكرون لديكتاتور ترامب المصري!

«لم يكن ينبغي على الرئيس ماكرون أن يمنح وسام الشرف لرئيس دولة أصبح شريكا لمجرمين فظيعين»!

جاء رد الفعل على «وسام الشرف» الفرنسي للسيسي من إيطاليا فأعلن الكاتب الإيطالي كورادو أوجياس الحاصل عليه رده لفرنسا احتجاجا على منحه للسيسي.

*     *     *

رغم بعض تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المؤيدة أو المجاملة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، من قبيل قوله إن الأخير «نجح في تحقيق النظام والأمن في مصر» فإن ممازحة ترامب للسيسي حول حذائه، ووصفه الساخر له بأنه «ديكتاتوره المفضل» سيكونان، على الأغلب، ما سيبقى لوصف العلاقة بين الاثنين!

وهو ما يمكن أن يضاف إليه ـ لإدراك الكوميديا السوداء التي تغلف السياسات العالمية ـ أن الرئيسين يتنافسان، مع عشرات الشخصيات والمنظمات، بينهم رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، وناشطة المناخ السويدية غريتا ثونبرغ، على جائزة نوبل للسلام للعام 2021!

وضمن سياق الجوائز وأشكال التفخيم، كان مثيرا للغاية مراقبة الاحتفاء الكبير الذي حظي به السيسي خلال زيارة الدولة (وهي أعلى الزيارات أهمية من الناحيتين السياسية والبروتوكولية) إلى باريس، حيث أقيمت له مأدبة عشاء في الإيليزيه، وتم تقليده وسام الشرف من رتبة الصليب الأكبر، ولعلّ تغييب الإعلام الفرنسي والأجنبي المعتمد في باريس، والاقتصار على الإعلام المصري، عن تغطية أحداث تلك الزيارة، هو شكل آخر من التكريم المميز والخاص الذي حرص الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تقديمه لضيفه المصري.

كان ضروريا في أجواء الاحتفاء الكبير هذا عرض بعض الممازحات الخفيفة حول «مشاعر المسلمين» من قبل السيسي، و«حقوق الإنسان» من قبل ماكرون، وذلك لتزييت براغي التحالف الصاعد بين الطرفين.

مع وصول مبيعات السلاح الفرنسي على الجيش المصري، منذ عام 2014، إلى مبلغ يتجاوز سبعة مليارات يورو، والتنسيق في قضايا الصراع ضد تركيا في البحر المتوسط، وسوريا، وليبيا، وقره باغ.

وكذلك في تعضيد حلقة الحلفاء والشركاء، كما هو الحال مع اليونان وإسرائيل والإمارات، وكانت الأخيرة هي الدولة الوحيدة التي تشتري 390 دبابة لوكلير الفرنسية (الأغلى في العالم بقيمة 9.3 مليون دولار) وحصلت مقابل المبلغ الباهظ الذي دفعته على تحسينات تجعل دباباتها أفضل من مثيلاتها في الجيش الفرنسي.

والأهم من ذلك، أنها حصلت على تغطية فرنسا، عضو مجلس الأمن الدولي، لتدخّل أبوظبي عبر هذه الدبابة والأسلحة الفرنسية الأخرى في اليمن.

حيث استخدمت ضد اليمنيين، وعلى جرائمها ومراكز اعتقالها هناك، والتي وجه نواب فرنسيون استجوابا لوزير خارجيتها جان ايف لودريان، الأسبوع الماضي حولها، بعد معلومات كشفتها صحيفة «لوموند» عن انتهاكات للقوات الإماراتية في منشأة بلحاف اليمنية.

باستثناء بعض المقالات الصحافية في صحف فرنسية وعالمية وعربية، فإن رد الفعل الوحيد على «وسام الشرف» الفرنسي للسيسي جاء من إيطاليا، حيث أعلن الصحافي والكاتب الإيطالي كورادو أوجياس، الأحد الماضي، أنه سيعيد «وسام الشرف» الحاصل عليه لفرنسا، احتجاجا على منح الوسام نفسه للرئيس المصري، معلقا:

«لم يكن ينبغي على الرئيس ماكرون أن يمنح وسام الشرف لرئيس دولة أصبح شريكا لمجرمين فظيعين» في إشارة إلى دور السيسي في مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، وكذلك إلى فرنسا نفسها «التي لا يزال يمثلها هذا الوسام».