استطلاع: مواطنو دول الربيع العربي غير راضين عن حياتهم بعد الثورات

الخميس 17 ديسمبر 2020 09:25 م

أظهر استطلاع رأي نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن غالبية المواطنين في الدول التي شهدت ثورات، عرفت باسم "الربيع العربي"، باتوا أقل رضا عن أحوالهم أكثر مما كانوا قبلها، مشيرين إلى أن الظروف المعيشية ببلدان الربيع العربي تدهورت، لاسيما تلك التي شهدت حروبا أهلية وانقلابات على مناخ الحريات.

وتشير النتائج إلى أن "الشعور باليأس والحرمان" اللذين تسببا بتلك الفترة المضطربة من تاريخ الشرق الأوسط، قد زاد، مع أن الذين شاركوا فيها ليسوا نادمين على حركات التظاهر باستثناء الدول التي عانت من حروب أهلية.

وسجل الاستطلاع أن الشعور بالتدهور السيء في الأوضاع كان مرتفعا أكثر مما كان عليه الحال قبل الثورة، في سوريا التي وافقت فيها نسبة 75% من المشاركين على هذا الرأي، ثم اليمن 73% من المشاركين، و60% في ليبيا، وهذه البلدان تحولت فيها التظاهرات إلى حروب أهلية وتدخلات أجنبية.

وشمل الاستطلاع تونس ومصر حيث سقط فيهما حاكمان ديكتاتوريان بداية عام 2011، وكذا السودان والجزائر والعراق التي شهدت في تلك الفترة تظاهرات صغيرة لكنها اكتسبت زخما العام الماضي.

ومع أن نسبة تصل لأقل من نصف المشاركين في مصر والعراق الجزائر قالوا إن "حياتهم باتت أسوأ" مقارنة بما كانت عليه قبل 2010، إلا أنه لم تقل سوى نسبة الربع من المشاركين في الدول الثلاث إن "حياتهم باتت أفضل".

وكشف الاستطلاع عن حالة من الانقسام الجيلي، ففي بعض البلدان، أبدى الجيل الشاب والناضج ممن لا ذاكرة له عن الأوضاع قبل الثورة وسيرثون المجتمع العربي، مواقف أقل سلبية من التغيرات.

ويقول الاستطلاع إن الشباب الجزائري ما بين 18 -24 عاما مع نظرائهم في تونس ومصر والعراق أقل ميلا للتعبير عن "ندم من التظاهرات العامة والثورات".

لكن آباءهم كانوا "أقل تفاؤلا"، حيث تتفق الغالبية في الدول الثماني أن الجيل الناشئ اليوم في العالم العربي سيواجه مستقبلا أسوأ مما عاشه الذين نشأوا قبل ثورات الربيع العربي.

وسجلت تونس أعلى نسبة لمن يقولون إن حياتهم تحسنت بعد الثورة، حيث بلغت 27%، لكن نصف التونسيين قالوا إن حياتهم تحولت للأسوأ وسط الركود الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة وتفشي فيروس كورونا.

وقالت غالبية التونسيين، 86%، إنهم يشعرون اليوم بقدر عال من الحرية مقارنة مع ما كان عليه في ظل نظام "بن علي".

وقالت نسبة النصف إن هناك فرصة أقل للاعتقال غير القانونية، ولكن هذا لم يخف حس عدم الرضا في هذا البلد المغاربي.

وكشف الاستطلاع عن زيادة الشعور بعدم المساواة وانكسار العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم، وهو نفسه الذي أدى إلى عصر الثورات الذي بدأ في 2010.

وكان هذا رأي نسبة 92% من السوريين، وهي أعلى نسبة لسؤال اشتمل عليه الاستطلاع، وجاء اليمن في المرتبة الثانية بنسبة 87%، ثم تونس بنسبة 84%.

وقال 7 من كل 10 جزائريين وعراقيين إنهم شعروا بنفس الشعور، وكذلك 68% من المصريين.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الربيع العربي ثورات الربيع العربي استطلاع رأي ظروف معيشية حرية

الربيع العربي.. أحلام التغيير والحرية حبيسة الزنازين

فورين أفيرز: الانتفاضات العربية لم تمت.. وهكذا سيكون المستقبل