الجزائر تمول جماعات ضغط لتعديل موقف أمريكا من إقليم الصحراء

السبت 19 ديسمبر 2020 09:56 ص

أفادت مجلة فرنسية بأن الجزائر أعدت مخططا للرد على الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على إقليم الصحراء، من خلال جماعات الضغط المتعاقدة معها في واشنطن.

وذكرت "جون أفريك" أن الجزائر جددت تعاقدها مع تلك الجماعات في مايو/أيار الماضي بمبلغ يقارب 30 ألف يورو شهريا، في وقت لم يتخيل عضو اللوبي الأمريكي "ديفيد كين" أن إدارة الرئيس "دونالد ترامب" ستتخذ بعد بضعة أشهر خيارا غير ملائم تماما للجزائر من خلال الاعتراف بالسيادة المغربية على إقليم الصحراء.

وأوضح تقرير المجلة أن "اللوبي الأمريكي المتعاقد مع الجزائر ستكون أمامه مسؤولية تعزيز الدور الإقليمي للجزائر في العاصمة الأمريكية. وسيرتكز عمل ديفيد كين على جانبين رئيسيين: إقناع الأمريكيين بأهمية الجزائر في مجال الدفاع، وإحباط الضغط المغربي المؤثر في واشنطن".

 وفي هذا السياق، هاجم "كين"، "ترامب" ووزير الخارجية "مايك بومبيو" ومستشار الرئيس "جاريد كوشنر" واتهمهم بعقد "صفقة غير أخلاقية ومخزية"، وفق تعبيره.

 ويعني موقف "كين" (جمهوري) إعلان القطيعة مع الرئيس المنتهية ولايته، وهو بذلك يسير على خطى حليفه الرئيسي في الملف الجزائري، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق "جون بولتون".

وكان "بولتون" أيد إجراء استفتاء لتقرير مصير إقليم الصحراء، وشارك في تطوير خطة "جيمس بيكر الثانية" عام 2003، التي نصت على إنشاء سلطة مؤقتة مستقلة في هذا الإقليم، التي تتصارع عليه الرباط من جبهة "البوليساريو".

واعتبر "بولتون"، في حديث لمجلة "فورين بوليسي"، أن خطوة الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على إقليم الصحراء "تنهي 3 عقود من دعم الولايات المتحدة لتقرير المصير من خلال استفتاء يسمح للإقليم بتقرير الوضع المستقبلي له".

وأضاف أن "أفضل ما يمكن أن يفعله بايدن هو عكس القرار بشأن السيادة المغربية على إقليم الصحراء".

وتابع: "إذا كان بايدن يريد إجراء تحول 180 درجة فسيتعين عليه القيام بذلك فور تنصيبه، وسيؤدي ذلك إلى الحد من الضرر".

أما "كين" فنشر عمودا بصحيفة "واشنطن بوست"، في 11 مايو/أيار الماضي، أشاد فيه بالرئيس الجزائري "عبد المجيد تبون"، واصفا إصلاحاته بـ"الشجاعة" وبأن لديه "الحس السليم".

وإضافة إلى قضية الصحراء، يعمل "كين" على إبلاغ الصوت الجزائري في مجال الدفاع، لا سيما بعد نجاحه سابقا في ملفات تتعلق بالسلاح.

وأكد تقرير "جون أفريك" أن "كين" بإمكانه أن يعتمد في مجلس الشيوخ أيضا على دعم سيناتور أوكلاهوما "جيم إنهوف"، مشيرا إلى أن الأخير، الذي ينتقد سياسات الحد من الأسلحة بشدة، وصف قرار "ترامب" بشأن إقليم الصحراء بأنه "صادم ومحبط للغاية".

وفي فبراير/شباط 2019 ذهب "إنهوف" إلى الجزائر؛ حيث التقى على رأس وفد من أعضاء الكونجرس الأمريكي رئيس الوزراء السابق "أحمد أويحيى" قبل زيارة مخيم اللاجئين الصحراويين الواقع في تندوف.

وخلص التقرير إلى أنه من غير المرجح أن يتراجع "بايدن" عن القرار الذي اتخذه "ترامب" بشأن إقليم الصحراء؛ ما قد يضعف عمل مجموعات الضغط التي تراهن عليها الجزائر.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الجزائر المغرب إقليم الصحراء

وزيرا خارجية الجزائر والولايات المتحدة يبحثان تعزيز الشراكة