وثائق مسربة: هذا ما فعلته السلطات الصينية لإخفاء تفشي كورونا

السبت 19 ديسمبر 2020 07:34 م

كشفت آلاف التقارير الداخلية المسربة والتوجيهات الصادرة عن الحزب الشيوعي كيف أدار المسؤولون الصينيون محتوى الإنترنت خلال الأسابيع الأولى من ظهور فيروس كورونا المستجد.

وأظهرت تلك الوثائق التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" أن حالة من الذعر وفقدان السيطرة أصابت مراقبي الإنترنت التابعين للحكومة الصينية في 7 فبراير/شباط 2020، بعد انتشار خبر وفاة الطبيب الصيني "لي وينليانج"، الذي كان أول من حذر من تفشي الفيروس القاتل.

وتشير الوثائق إلى أن المراقبين الحكوميين أمروا المواقع الإخبارية بعدم إصدار إشعارات فورية لتنبيه القراء إلى وفاة الطبيب، وطلبوا من منصات التواصل الاجتماعي إزالة اسمه تدريجيا من صفحات الموضوعات الشائعة.  

كما قاموا بتنشيط معلقين وهميين عبر الإنترنت لإغراق مواقع التواصل الاجتماعي بأحاديث مشتتة للانتباه.

ووفق التقارير المسربة؛ تطلب إحدى التوجيهات التي أرسلت للمعلقين المحليين من "جميع مكاتب إدارة الفضاء الإلكتروني أن تولي اهتماما كبيرا للرأي عبر الإنترنت، وأن تتحكم بحزم في أي شيء يضر بشكل خطير بمصداقية الحزب والحكومة ويهاجم النظام السياسي".

وتقول الصحيفة إن الوثائق، التي حصلت عليها من مجموعة قراصنة تطلق على نفسها "C.C.P. Unmasked"، توضح مقدار الجهود التي تبذلها الحكومة الصينية وراء الكواليس لإحكام قبضتها على الرأي العام.

وتضيف أن هذا الأمر يتطلب بيروقراطية هائلة وجيوشا من الناس وتكنولوجيا متخصصة ومراقبة مستمرة لمنافذ الأخبار الرقمية ومنصات التواصل الاجتماعي وربما الكثير من المال.

وتتضمن الوثائق أكثر من 3200 توجيه و1800 مذكرة وملفات أخرى من مكاتب منظمي الإنترنت في البلاد والمتمثلة بإدارة الفضاء الإلكتروني في الصين ومقرها مدينة هانغتشو الشرقية. 

وتشمل أيضا ملفات داخلية ورموز كمبيوتر من شركة صينية تصنع البرامج التي تستخدمها الحكومات المحلية لمراقبة المناقشات عبر الإنترنت وإدارة جيوش المعلقين عبر الإنترنت.

وتظهر الوثائق أن القيود التي فرضتها الصين على المعلومات حول تفشي الفيروس بدأت في أوائل يناير/كانون الثاني، وذلك قبل أن يتم الإعلان بشكل رسمي عن ظهور الوباء.

وتشير إلى أنه وعندما بدأت العدوى تنتشر بسرعة بعد بضعة أسابيع، فرضت السلطات قيودا على أي شيء يسلط الضوء على استجابة الصين السلبية للغاية.

وتضيف أن القيود المتعلقة بفيروس كورونا بدأت تفرض في العاصمة في الأسبوع الأول من شهر يناير/كانون الثاني، وخلال ذلك الوقت أمر توجيه صادر من إحدى الوكالات، المواقع الإخبارية باستخدام المواد التي تنشرها الحكومة فقط وضرورة عدم الإشارة إلى وجود أي تشابه بين تفشي كورونا وتفشي وباء السارس المميت في الصين الذي بدأ في عام 2002.

وفي بداية فبراير/شباط، تظهر الوثائق، أن اجتماعا رفيع المستوى دعا إلى إدارة أكثر إحكاما لوسائل الإعلام الرقمية، وإلى ضرورة ألا يتم التأثير على الرأي العام داخل الصين فحسب، بل السعي أيضا إلى التأثير بنشاط على الرأي العام الدولي".

وتم الطلب في حينه من المنافذ الإخبارية التكتم على التقارير المتعلقة بقيام السلطات بزيادة عمليات شراء المستلزمات الطبية والحماية من الفيروس، لأنها يمكن أن تتسبب في ردة فعل عنيفة في الخارج وتعطل جهود المشتريات الصينية التي كانت تسحب كميات هائلة من معدات الحماية الشخصية مع انتشار الفيروس.

وحتى السبت، بلغ عدد الإصابات بكورونا في الصين 86 ألفا و806 حالات بينها 4634 وفاة.

وعالميا، وصل عدد الإصابات بكورونا إلى أكثر من 76 مليونا بينهم حوالي 1690 وفاة.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

الصين كورونا

فورين أفيرز: الصين تنتصر في معركة لقاح كورونا