استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

دروس من حربين فاشلتين!

الثلاثاء 29 ديسمبر 2020 11:05 ص

دروس من حربين فاشلتين

ميل أمريكا لا ينتهي على ما يبدو للحروب والمغامرات العسكرية.

التحديات التي تنتظر إدارة بايدن تفوق تلك التي واجهت أي إدارة من الإدارات السابقة.

لا يمكننا تحمل تبديد أي أموال أخرى على حملات عسكرية غير حكيمة والبلاد بحاجة ماسة لمزيد من الإصلاح وتقليل القتال.

أثبتت النزاعات أنها باهظة الثمن وكان ممكنا استخدام أموالها بشكل أكثر إنتاجية في أماكن أخرى.

في كل حالة تعاون القادة السياسيون في واشنطن مع كبار القادة الميدانيين في ارتكاب أخطاء فادحة وعدم كفاءة لا مثيل له.

*     *     *

مع نهاية هذه السنة سيبدأ عصر بايدن - أو عصر جو وكمالا. ومع ذلك، فأنا على يقين من أن عام 2021 سيفتتح وقتاً أكثر سعادة. ويمكن القول: إن التحديات التي تنتظر بايدن وهاريس تفوق تلك التي واجهت أي إدارة من الإدارات السابقة، باستثناء روزفلت.

وقد أحصى آل غور، المشاكل الأكثر إلحاحاً التي سيواجهها فريق بايدن، إضافة إلى جائحة الفيروس التاجي، وهي تشمل:

- 40 سنة من الركود الاقتصادي للأسر ذات الدخل المتوسط؛

- التفاوت المفرط في الدخل والثروة، مع ارتفاع مستويات الفقر؛

- العنصرية الهيكلية المروعة والتحزب السام؛

- الانهيار الوشيك لاتفاقات الحد من الأسلحة النووية؛

- أزمة معرفية تقوض سلطة المعرفة؛ سلوك غير مبدئي بتهور من جانب شركات وسائل التواصل الاجتماعي؛

- والأكثر خطورة من ذلك كله، أزمة المناخ.

لكن لم يذكر آل غور ميل أمريكا الذي لا ينتهي على ما يبدو للحرب والمغامرات العسكرية. بالتأكيد، إن غزو العراق واحتلاله عام 2003 إلى جانب فيتنام كانا من العوامل التي دفعت هذا البلد إلى الانهيار.

أولاً، كان من الممكن تجنب حربي فيتنام والعراق، وكانت الحربان خيارين ولم يدفعنا أحد لخوضهما.

ثانياً، اتضح أن كليهما كان غير ضروري، وتم تنفيذهما رداً على التهديدات - الشيوعية المتجانسة وأسلحة الدمار الشامل العراقية - التي كانت من نسج الخيال المحموم. وفي الحالتين، لعبت السخرية والجبن الأخلاقي دوراً في تمهيد الطريق نحو الحرب.

ثالثاً، أثبت النزاعان أنهما باهظي الثمن وكان من الممكن استخدام أموالهما بشكل أكثر إنتاجية في أماكن أخرى.

رابعاً، في كل حالة، تعاون القادة السياسيون في واشنطن مع كبار القادة الميدانيين في ارتكاب أخطاء فادحة وعدم كفاءة لا مثيل له.

خامساً، الحربان تحولتا إلى مستنقعات ذاتية وكانت السيطرة على الأحداث غير ممكنة.

سادساً، خلّف النزاعان وراءهما إرثاً ساماً من الاضطرابات والحقد والمرارة والانقسامات السياسية التي يبدو من غير المرجح أن تلتئم في أي وقت قريب.

 وأخيراً، لم تلق أي من الحربين محاسبة مناسبة ومكانهما في السرد الأكبر للتاريخ الأمريكي لا يزال غير منضبط؛ إذ لا تزال كل من حربي فيتنام والعراق غير مهضومة بشكل غريب، وتعدان حديثتين جداً؛ بحيث لا يمكن نسيانهما أو تجاهلهما.

 وفيما يتعلق بالسياسة الحالية، فإن الحقيقة هي أننا الأمة التي فشلت في كل من فيتنام والعراق. والآن، إذا أعطيت الأولوية لفيتنام والعراق بالنسبة للحرب ضد ألمانيا النازية، فستواجه مجموعة مختلفة تماماً من الدروس.

 أولاً، وضع الولايات المتحدة داخل كيان أكبر يُدعى الغرب والغرب غير موجود. وعندما تختار الولايات المتحدة الحرب، يجب أن تتوقع القتال بمفردها أو بمساعدة اسمية من الحلفاء فقط. ففي فيتنام والعراق لم يتشكل أي تحالف كبير.

 ثانياً، مهما كانت الإمبريالية مموهة أو متبجحة، فإنها لم تعد تحتفظ بأدنى شرعية. وقلة من الأمريكيين على استعداد للاعتراف بالدوافع الإمبريالية التي طالما شكلت السياسات العالمية لهذا البلد.

 ثالثاً، إذا ظلت الولايات المتحدة عازمة على تصدير نسختها من الحرية والديمقراطية، فسيتعين عليها ابتكار طرق أقل قسرية للقيام بذلك.

 رابعاً، الحروب الغبية تنضب. ولقد ألحقت كل من فيتنام والعراق أضراراً لا توصف بالاقتصاد الأمريكي. ولا يمكننا تحمل تبديد أي أموال أخرى على الحملات العسكرية غير الحكيمة. والولايات المتحدة بحاجة ماسة إلى المزيد من الإصلاح وتقليل القتال.

 في 20 كانون الثاني/ يناير 2021، دعونا نأمل، أن يلتزم بايدن وهاريس بأحد الدروس الرئيسية لحقبة كينيدي وعندها فقط قد يصبح من الممكن القيام بالمهمة الشاقة المتمثلة في إصلاح بلدنا.

* أندرو ج باسيفيتش أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية بجامعة بوسطن، ومؤلف كتاب «حرب أمريكا من أجل الشرق الأوسط الكبير».

المصدر | كومون دريمز

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة، الحروب، العراق، فيتنام، الاقتصاد، بايدن، الحملات العسكرية،