المفاوضات كادت تنهار في اللحظة الأخيرة.. كواليس تسوية الأزمة الخليجية والقضايا العالقة

الاثنين 4 يناير 2021 11:43 م

كشفت تقارير أمريكية، تفاصيل اللحظات الأخيرة في مفاوضات حل الأزمة الخليجية، وحقيقة الدور الذي لعبه "جاريد كوشنر"، صهر ومستشار الرئيس "دونالد ترامب" ومسؤولين أخرين في التفاوض، كما سلطت الضوء على موقف كل من مصر والإمارات من المصالحة، والقضايا التي لا تزال عالقة بين طرفي الأزمة الممتدة منذ 3 سنوات.

ومنذ 5 يونيو/حزيران 2017، تفرض كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصارا بريا وجويا وبحريا على قطر، بزعم دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتعتبره "محاولة للنيل من سيادتها وقرارها المستقل".

وفي مساء الإثنين، أعلن وزير خارجية الكويت، أحمد ناصر الصباح، أنه تم الاتفاق على إعادة فتح الأجواء والحدود البرية والبحرية بين السعودية وقطر، اعتبارا من الليلة، وذلك عشية قمة خليجية منتظرة في مدينة العلا السعودية، اليوم الثلاثاء.

ووفق موقع أكسيوس الأمريكي، فإن خطوة إعادة فتح الأجواء والحدود سبقتها مفاوضات شاقة، تعرضت فيها السعودية وقطر خلال الأيام الأخيرة لضغوط مكثفة من إدارة الرئيس "دونالد ترامب" لإنهاء النزاع، بعد أن باءت محاولات سابقة بالفشل.

وذكر الموقع أن كلا البلدين الخليجيين يعتبران أن توقيع اتفاق بمثابة بادرة لنوايا الحسنة وجزء من جهودهما لترتيب الأوضاع وتنظيف الطاولة من الخلافات قبل تولي إدارة الرئيس المنتخب "جو بايدن". 

وأشار الموقع إلى أن "كوشنر" توسط بين السعودية وقطر، وسافر إلى الأولى للمشاركة في التوقيع على الاتفاق خلال قمة مجلس التعاون الخليجي المقرر عقدها في مدينة العلا.

ووفق الأنباء الواردة فإن كوشنر سيحضر القمة الخليجية برفقة مبعوث البيت الأبيض "آفي بيركويتز"، والمستشار "براين هوك" الذي شارك هو الآخر في المفاوضات.

وستكون قمة العلا هي المرة التي يزور فيها أمير قطر الشيخ "تميم بن حمد" السعودية منذ اندلاع الأزمة الخليجية في 2017.

وسيوقع القادة الخليجيون خلال القمة اتفاقية تتضمن ثلاث إجراءات لبناء الثقة، أولها فك السعودية والإمارات والبحرين الحصار الجوي والبحري عن قطر، وثانيها سحب قطر جميع الدعاوى المرفوعة ضد جيرانها الخليجيين الثلاثة، وثالثها وقف جميع الأطراف حملاتها الإعلامية ضد بعضهم البعض.

وأوضح الموقع أن التوافق بين الأطراف الخليجية المتنازعة تم من حيث المبدأ خلال زيارة "كوشنر" الأخيرة للسعودية وقطر قبل أسابيع، حيث التقي ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" وأمير قطر الشيخ "تميم بن حمد".

ونقل الموقع عن مسؤولين أمريكيين قولهم إنه بعد لقائه بولي العهد السعودي، سافر "كوشنر" إلى الدوحة بصحبة "هوك"، بينما ترك مساعديه المقربين "بيركوفيتز "و"آدم بوهلر" في السعودية.

ووفق الموقع فقد توسط الطرفان في محادثات بين السعوديين والقطرين عبر الهاتف حتى تم التوصل إلى مسودة اتفاق.

وأشار الموقع إلى أنه في الأسابيع القليلة الماضية، عُقدت مناقشات نهائية مع السعوديين والقطريين للتأكد من التزام الجانبين بالتفاهمات التي تم التوصل إليها.

وأوضح أن البيت الأبيض ضغط على كل من الإمارات والبحرين ومصر، وجميعهم لديهم تحفظات على الاتفاقية، لأنهم ينظرون إلي قطر نظرة سلبية ولا يعتقدون أن القطريين صادقين في المصالحة، بحسب وصف الموقع.

ونوه "أكسيوس" إلى أن الصفقة كادت أن تنهار يوم الأحد، عندما تسبب سوء تفاهم في اللحظة الأخيرة في نشوب توترات جديدة بين السعودية وقطر، حسبما أفادت مصادر مطلعة.

وكان من المفترض أن يغادر "كوشنر" وفريقه بعد ظهر الأحد لحضور القمة ولكنهم أجلوا رحلتهم.

ووفق مصادر مطلعة، فإن "كوشنر" وفريقه أجبروا السعوديين والقطريين على التفاوض حتى يتم إيجاد حل. وغادر "كوشنر" وفريقه واشنطن وسوف يصلون السعودية في وقت مبكر من صباح الثلاثاء.

ونقل الموقع عن مصدر دبلوماسي من إحدى الدول الخليجية قوله إن الاتفاقية خطوة في الاتجاه الصحيح وتتضمن بعض التطورات الإيجابية، لكنها لا تمثل نهاية للخلاف الخليجي.

ووفقا للدبلوماسي المذكور، فقد تم حل بعض القضايا لكن الأسباب الجذرية للشقاق، وعلى رأسها العلاقات الشخصية السيئة بين القادة والخلافات السياسية الكبيرة بشأن إيران وتركيا والإخوان المسلمين، لا تزال قائمة.

وخلص الموقع أن الاتفاق الذي سيتم توقيعه الثلاثاء، سيكون إنجازا في اللحظة الأخيرة لإدارة "ترامب"، قبل أن يتولى "بايدن" منصبه في 20 يناير/ كانون الثاني الجاري.

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

المصالحة الخليجية الأزمة الخليجية جاريد كوشنر

ترحيب أوروبي بعودة العلاقات بين السعودية وقطر

ف. تايمز: لا رابح في الأزمة الخليجية.. وبن سلمان الخاسر الأكبر