حقق الديمقراطيون نصرًا تاريخيًا في ولاية جورجيا الأمريكية، بعد أن فازوا بالمقعدين اللذين كانت تجرى عليهما انتخابات الإعادة، ما يضمن لهم السيطرة على مجلس الشيوخ، وعلى مجمل الكونجرس، حيث يتمتعون بالأغلبية في مجلس النواب.

وشهدت جولة الإعادة على مقعدي ولاية جورجيا منافسة ساخنة على المقعد الأول بين الجمهوري "ديفيد بيرديو"، الذي انتهت مدته في مجلس الشيوخ الأحد الماضي، والديمقراطي "جون أوسوف"، وعلى المقعد الثاني بين الجمهورية "كيلي لوفلر"، التي تم تعيينها منذ حوالي عام، ضد الديمقراطي "رافائيل وارنوك".

وشهدت النتائج تأرجحًا كبيرًا بين المرشحين الديمقراطيين والجمهوريين، وظلت متقاربة منذ البداية حتى النهاية، حيث أظهر الديمقراطيون تقدمًا في مراحل الفرز الأولى، وحافظوا على التقدم حتى فرز 50% من الأصوات.

لكن الكفة عادت لتميل لصالح الجمهوريين بعد فرز 70% من الأصوات، وظل الجمهوريون محتفظين بالتقدم حتى اقتراب السباق من نهايته.

ومع انتهاء فرز 98% من الأصوات، نجح المرشح الديمقراطي "وارنوك" في العودة للمقدمة ليتصدر بأغلبية 35132 صوتًا على الجمهورية "لوفلر".

فيما حافظ الجمهوري "بيرديو" على تقدمه على الديمقراطي "أوسوف" بأغلبية بسيطة بلغت 1888 صوتًا.

ومع وصول الفرز إلى نهايته حدثت المفاجأة السارة للديمقراطيين، حيث أكد "وارنوك" فوزه بنسبة 50.5% من الأصوات مقابل 49.5% لمنافسته الجمهورية، ليدخل التاريخ كأول سيناتور أسود يمثل ولاية جورجيا في مجلس الشيوخ.

فيما نجح المرشح الديمقراطي "أوسوف" في قلب النتيجة لصالحه، ليتقدم بأكثر من 16000 صوت على منافسه الجمهوري، ليصبح البالغ من العمر 33 عامًا أصغر أعضاء مجلس الشيوخ.

وبهذه النتيجة، حقق الديمقراطيون اختراقًا تاريخيًا في الولاية التي كانت توصف بأنها معقل للحزب الجمهوري، والتي لم يفز فيها أي ديمقراطي بمقعد في مجلس الشيوخ منذ 20 عامًا.

واقتنص الديمقراطيون بهذا الفوز الأغلبية في مجلس الشيوخ، والتي ستتعزز بصوت نائبة الرئيس المنتخبة "كامالا هاريس" عندما تتولى منصبها يوم 20 يناير/كانون الثاني الجاري، حيث ستشغل أيضًا منصب رئيس مجلس الشيوخ.

وكان الجمهوريون يحتاجون للفوز بمقعد واحد فقط لضمان الأغلبية في مجلس الشيوخ، ليصبح عدد مقاعدهم 51 مقعدًا مقابل 49 مقعدًا للديمقراطيين، وهو ما كان سيجعل من صوت "كامالا هاريس" أمرًا غير مؤثر، ويمنحهم حق النقض والاعتراض على من سيعينهم "بايدن" في المناصب السياسية والقضائية، والاعتراض كذلك على العديد من مبادراته التشريعية.

ولذا فإن فوز الديمقراطيين يمهد الطريق التشريعي أمام "بايدن"، بعد أن أزيحت من أمامه عقبة الاعتراضات الجمهورية التي كانت ستنتظره لو حافظ الجمهوريون على أغلبية مجلس الشيوخ.

وجاءت جولة الإعادة على المقعدين الحاسمين في جورجيا قبل يوم واحد من جلسة مشتركة للكونجرس للتصديق على تصويت الهيئة الانتخابية وتعزيز فوز "بايدن"، وسط ضغوط من جانب الرئيس المنتهية ولايته "دونالد ترامب" على نائب الرئيس "مايك بنس" والجمهوريين في الكونجرس، للاعتراض على النتائج والتدخل لإلغائها.