قال مصدر سوداني إن إثيوبيا "تحاول المراوغة" خلال مفاوضات "سد النهضة" الجارية حاليا من أجل إنجاز المرحلة الأولى والاستعداد للملء الثانى لخزان السد فى شهر يوليو/تموز المقبل.

وأضاف أن هناك طرحا من قبل الجانب الإثيوبى دعا خلاله إلى فصل محوري ملء "سد النهضة" وتشغيله أثناء المفاوضات، معتبرا أن هذا الطرح من شأنه وضع فريقي التفاوض الآخرين أمام الأمر الواقع.

وأوضح أن رؤية السودان إنهما قضية واحدة ومتكاملة لا يجب فصلهما عن بعضهما البعض، ولا يريد التفاوض بشأن محور وترك محور آخر، حسبما نقلت صحيفة "الشروق" المصرية الخاصة.

ونقلت الصحيفة نفسها عن مصدر سوداني آخر، قوله إن بلاده تعتقد أنه "آن الآوان لحسم قضية مفاوضات سد النهضة بشكل نهائي" عقب الانخراط لسنوات طويلة بها، موضحا أن أي تجزئة للاتفاق الخاص بالملء دون التشغيل يُعد "قنبلة موقوتة" ويحرم السودان من حرية الحصول على المعلومات، فضلا عن ضرورة وجود إلزامية للاتفاق وآلية لفض النزاعات المحُتملة.

وأوضح المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أنه خلال زيارة وزير الخزانة الأمريكي "ستيفن منوتشين"، إلى العاصمة السودانية الخرطوم، الأربعاء الماضي، وخلال لقائه بوزير الري السوداني والوفد المفاوض، ناقشا تطورات ملف "سد النهضة"، وطرحا عليه النقاط الموضوعية والخلافية خلال مسيرة المفاوضات مع مصر وإثيوبيا، مشيرا إلى أن بلاده تعول على دور أمريكي لنصل إلى حل بأسرع وقت ممكن قبل الملء الثاني لخزان السد.

وفي وقت سابق، الأحد، أعلنت مصر والسودان وإثيوبيا، فشل الاجتماع السداسي حول "سد النهضة"، والذي شاركوا فيه على مستوى وزراء الخارجية، فيما عبرت جنوب أفريقيا، التي ترأست الاجتماع، عن أسفها لأنه "وصل إلى طريق مسدود".

وعقب انتهاء الاجتماع، قال وزير الري السوداني "سيد عباس" إن الخرطوم تقدمت باجتجاج إلى الاتحاد الأفريقي وأديس أبابا، بعد إعلان الأخيرة، خلال الاجتماع، اعتزامها الاستمرار في ملء السد، دون التوصل إلى اتفاق.

وأضاف الوزير: "لا يمكننا أن نستمر في هذه الدورة المفرغة من المباحثات بشأن سد النهضة إلى ما لا نهاية".

بدورها، قالت الخارجية المصرية إن الاجتماع بشأن "سد النهضة"، "أخفق في تحقيق تقدم لخلافات على كيفية استئناف المفاوضات"، معلنة تحفظ مصر وإثيوبيا على مطالبة السودان بتكليف خبراء الاتحاد الإفريقي بطرح حلول ملزمة للقضايا الخلافية.

من ناحيتها، عبرت الخارجية الإثيوبية عن استغرابها من رفض السودان مقترحا من الاتحاد الأفريقي بعقد اجتماعي مع الخبراء الأفارقة.

وتعهدت أديس أبابا بمراعاة مخاوف الخرطوم بشأن سلامة السدود على أراضيه، والالتزام بعدم تأثرها بملء "سد النهضة"، وتبادل البيانات والقضايا الفنية الأخرى.

وتخوض الدول الثلاث مفاوضات متعثرة حول السد، على مدار 9 سنوات، وسط اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا بالتعنت ومحاولة فرض حلول غير واقعية.

وتصر أديس أبابا على ملء السد بالمياه حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه مع القاهرة والخرطوم، فيما تصر مصر والسودان على ضرورة التوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي، لعدم تأثر حصتهما السنوية من مياه نهر النيل سلبا.