استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

فرضيات الحرب والسلم في الخليج

الجمعة 15 يناير 2021 06:01 م

فرضيات الحرب والسلم في الخليج

التصعيد مع إيران تهديد لأمن الخليج نفسه ولن يستهدف غير استنزاف المنطقة ماديا.

أمن إيران هو أمن الخليج مما يجعل من تفعيل علاقات عربية إيرانية طبيعية شرط استقرار المنطقة وأمن بلدانها وشعوبها.

أكد تاريخ الحروب أنّها تُسبق دائما بأزمات كبرى وتكون أداة ووسيلة لتعويض النقص والخسائر الناجمة عن الأزمة.

هل يشن ترامب حربا على إيران ليغطي هزيمته الفادحة بالانتخابات الرئاسية مع أزمة عالمية خانقة ناتجة عن جائحة ضربت العالم واقتصاده وتجارته؟

*     *     *

مع بدء قطار المصالحة الخليجية شرعت أقلام كثيرة في الحديث عن إمكانية حرب وشيكة في المنطقة تستهدف فيها إدارة الرئيس ترامب دولة إيران.

لا يخلو هذا التنجيم من وجاهة وكذلك من بعض الغرابة.

أما الوجاهة فتتمثل في قدرة الرئيس المنتهية ولايته على ارتكاب ذلك من أجل أن يغطي على هزيمته الفادحة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وتظهر وجاهة هذا التحليل كذلك في الأزمة العالمية الخانقة الناتجة عن الجائحة التي ضربت العالم وأربكت كل آلياته الاقتصادية والتجارية.

فقد أكد تاريخ الحروب أنّها تُسبق دائما بأزمات كبرى وتكون أداة ووسيلة لتعويض النقص والخسائر الناجمة عن الأزمة.

لكن يبدو الأمر من جهة أخرى غريبا بسبب تعقّد الملف الإيراني فهي دولة كبيرة وثقيلة سكانيا وجغرافيا واستراتيجيا ولا تشبه في ذلك بقية الدول العربية بل هي دولة تعلم منذ عقود أنها مُهددة بالغزو والعدوان في كلّ حين.

ثم إن إيران ليست وحدها في المنطقة وإنما تمثل شبكة من الحلفاء والامتدادات حتى داخل المنطقة العربية نفسها هذا فضلا عن كونها تدخل ضمن المجال الاستراتيجي للقوّة الروسية.

الخلايا الإيرانية في المنطقة العربية وجوارها الإقليمي لن تقف صامتة في حال قُصفت إيران وهو الأمر الذي سيحوّل كل مغامرة عسكرية إلى بقعة زيت لا يُعرف مداها.

ثم إنّ المسارات السياسية في منطقة الخليج تتجه إلى التهدئة وطيّ الملفات المفتوحة انطلاقا من حصار قطر وحرب اليمن والملف السوري واللبناني وهو ما يجعل من إمكانية فتح ملف جديد شائك بحجم الملف الإيراني أمرا صعب التوقّع وإن لم يكن مستبعدا.

رغم كل هذه التوقعات والتوقعات المضادة فإنه ليس من مصلحة دول الخليج اندلاع أية مواجهات جديدة في محيطها الإقليمي بل على العكس من ذلك اليوم إذ المطلوب هو السعي إلى خفض التصعيد وربما الجلوس معها على طاولة الحوار لنزع فتيل التشنج في المنطقة.

إيران رغم تدخلاتها في ملفات عربية كثيرة هي دولة جارة بالمنطق الجغرافي ولن تتحرك من مكانها ثم هي أيضا دولة مشرقية ومسلمة وهو ما يجعل من تطبيع العلاقات معها أمرا استراتيجيا بالنسبة للأمن القومي لدول الخليج.

التصعيد مع إيران هو تهديد لأمن الخليج نفسه ولن يستهدف غير استنزاف المنطقة ماديا، أمن إيران هو أمن الخليج وهو ما يجعل من تفعيل علاقات عربية إيرانية ودية شرط استقرار المنطقة وأمن بلدانها وشعوبها.

* د. محمد هنيد أستاذ العلاقات الدولية المشارك بجامعة السوربون، باريس.

المصدر | الوطن

  كلمات مفتاحية

المصالحة الخليجية، إيران، أمن الخليج، علاقات عربية إيرانية، التصعيد، ترامب، حروب، أزمات،