انتصار بايدن وعزلة بريطانيا

الأحد 17 يناير 2021 10:00 ص

انتصار بايدن وعزلة بريطانيا

ألم يطلق جو بايدن على رئيس الوزراء البريطاني تعبير «الاستنساخ الجسدي والعاطفي» لسلفه؟

بوريس جونسون «أفضل صديق» لدونالد ترامب يجد نفسه في موقف محرج من عزلة لم يسبق لها مثيل في الغرب.

بايدن وفريقه يرون أن بوريس جونسون صورة مصغرة عن ترامب، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خطأ تاريخيًا.

*     *     *

بين مكائد المحكمة وإغلاق الأبواب، أثار مقر رئاسة الوزراء البريطاني في «10 داونينغ ستريت» سلسلة من الأحداث التي أدت إلى أن يقيل بوريس جونسون، يوم الجمعة، 13 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، عرّاب مؤيدي «بريكست»، التساؤل!

لم يساهم رحيل المستشار الخاص دومينيك كَمِنغز، مهندس انتصار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في استفتاء 2016، ومروّج انتصار جونسون الانتخابي في ديسمبر/ كانون الأول 2019، ومؤيد أساليب الصدمة إزاء الاتحاد الأوروبي، في اختزال المشهد.

من المؤكد أن القبضة المفرطة على حكومة كامينغز، المعروف باسم «دوم»، وهو شخصية معروفة بازدرائه للمسؤولين المنتخبين والإدارة، أكدت فقط على استعصاء رئيس الوزراء، وتردده.

أدت التسريبات إلى الصحافة التي نظمها المقربون لإخضاع جونسون، والصراع مع كاري سيموندس، صديقة رئيس الوزراء ومديرة الاتصالات السابقة في حزب المحافظين، إلى وصمة عار لدومينيك كَمِنغز، وآخرين من أنصار «متشددي البريكست».

 وبعيداً عن الدراما النفسية الحكومية، تأتي الحلقة في لحظة حاسمة من مفاوضات العلاقات المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي التي انتهت بالإاتفاق في اللحظات الأخيرة قبل الموعد النهائي - 31 ديسمبر/ كانون الأول، وبعد أيام قليلة من فشل دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إذ يبدو أن الطلاق بين جونسون، واستراتيجيته السياسية هي علامة ضعف.

 والحقيقة أنه بعد فوز جو بايدن بالرئاسة الأمريكية سارع رئيس الوزراء، بوريس جونسون، وهو «أفضل صديق» لترامب، إلى تهنئة جو بايدن، الذي يرى أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان خطأ تاريخياً.

 ساعة واحدة فقط كانت المدة التي استغرقها «داونينج ستريت» يوم السبت، 7 نوفمبر/ تشرين الثاني، لنشر رسالة التهنئة إلى الرئيس المنتخب جو بايدن، ونائبته كامالا هاريس. وقال جونسون: «الولايات المتحدة هي أهم حليف لنا، وأتطلع إلى العمل معاً بشأن أولوياتنا المشتركة، من التغير المناخي إلى التجارة والأمن».

 لقد كان رد فعل نيكول ستورجون، رئيسة الوزراء الإسكتلندية، وميشيل مارتن، الزعيم الإيرلندي، وجَستن ترودو، رئيس الوزراء الكندي، أسرع بالتأكيد.

لكن بوريس جونسون كان أسرع من الأوروبيين الآخرين، مثل أنغيلا ميركل، وإيمانويل ماكرون، ورؤساء المجلس والمفوضية. ففي وقت مبكر من يوم الأحد، 8 نوفمبر/ تشرين الثاني، تحدث جونسون لوكالة أسوشييتد برس عن الديمقراطية الأمريكية، وأن هناك «أشياء كثيرة توحدنا أكثر من الأشياء التي تفرقنا».

 ويعكس هذا الشغف حماسة معينة لدى رئاسة الحكومة البريطانية. لأن بوريس جونسون، وهو «أفضل صديق» لدونالد ترامب، يجد نفسه في موقف محرج، من العزلة التي لم يسبق لها مثيل في الدول الغربية.

وقال جونسون مازحاً في اجتماع في «داونينغ ستريت»، يوم الجمعة، 6 نوفمبر/ تشرين الثاني، وفقاً لصحيفة «صنداي تايمز»: جو بايدن هو واحد من القادة القلائل الذين لم أوجه إليهم إهانة، ويبدو أن هذه النكتة لم تضحك من حوله. فجونسون، الذي كان لا يزال يراهن قبل بضعة أسابيع على إعادة انتخاب دونالد ترامب، لم يلتق أبداً بجو بايدن، وفرقه تتدافع الآن لإنشاء روابط مع الديمقراطيين عبر المحيط الأطلسي.

ومع ذلك، فقد تكون المهمة صعبة: فجو بايدن، ومجموعته المرافقة، بما في ذلك العديد من مستشاري باراك أوباما السابقين، يرون أن الزعيم البريطاني هو صورة مصغرة عن ترامب، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو خطأ تاريخي. ألم يطلق جو بايدن على البريطاني تعبير «الاستنساخ الجسدي والعاطفي» لسلفه؟

ولم ينس بايدن الملاحظة التي أدلى بها بوريس جونسون، في أعمدة «ذا صن»، في عام 2016، والتي أشارت إلى «الإرث نصف الكيني» لأوباما.

ما يفترض أن يفسر «المشاعر المعادية لبريطانيا». وكتب تومي فيتور، المتحدث السابق باسم أوباما، على تويتر، يوم السبت الماضي «لن ننسى أبداً تعليقاتك العنصرية عن أوباما، وتفانيك المستعبد لترامب».

المصدر | لوموند

  كلمات مفتاحية

بريطانيا، جو بايدن، دونالد ترامب، بوريس جونسون، عزلة، بريكست، دومينيك كَمِنغز، أوباما،