استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

إسرائيل والسعودية في موقف صعب في غزة

الأحد 10 أغسطس 2014 11:08 ص

سعيد نجفي، إيكونوميك تايمز // ترجمة وتحرير: الخليج الجديد

إن قرار أمريكا بشن ضربات جوية ضد داعش في العراق مرتبط بمبادرات وقف اطلاق النار في غزة في القاهرة. ولإدراك الرعب العربي الجماعي من وقف إطلاق النار في غزة فإن نظرة عامة أمر مطلوب.

منذ أن خرج الملك عبد الله من فترة النقاهة في أوروبا في فبراير 2011 ليجد أولى كوارث الربيع العربي - سقوط حسني مبارك وبن علي - انكسر قلب الرجل.

كان من المنطقي أن من سيلي ذلك في السقوط هي المملكات والإمارات في السعودية والأردن وقطر والمغرب والبحرين والخليج عامة. وقد صرخ الملك عبد الله قائلا، «لن يحدث ذلك أبدا».

وقد قدم دميتري ميدفيديف في الكريملين وعمرو موسى في الجامعة العربية مادة تمكينية في قرار مجلس الأمن رقم 1973. أولا تدخل الأوروبيون - تذكر رجال المخابرات البريطانية الذين اعتقلوا في ليبيا وهو الأمر الذي أثار عاصفة داخل مجلس العموم - ثم تدخلت أمريكا. وعلى كل حال فقد أدى سقوط القذافي إلى كل ما تشهده ليبيا الآن.

ثم بدأ بعد ذلك تدمير سوريا وهي الديكتاتورية العلمانية الأخرى والتي كانت تتمتع بمعيشة كريمة. وقد كانت قطر وتركيا إلى جانب السعودية في هذا المشروع الذي يهدف لتغيير النظام.

وقد تم اختيار لحظة نفسية مناسبة لجر رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي إلى الفخ. هذه هي فترة أردوغان الأخيرة كرئيس للوزراء. أما بالنسبة للشعبية فقد تفوق أردوغان على كمال أتاتورك. والآن حانت الفرصة ليلعب دورا في المنطقة العربية وذلك من خلال تسهيل سقوط الأسد في سوريا.

خلع أردوغان ثيابه العلمانية (التي فرضها كمال أتاتورك) وقام بالتسلل إلى قبضة الإخوان المسلمين وظهر في طرابلس والقاهرة متضامنا مع المصليين في صلاة الجماعة وهو ما أصاب السعوديين بالذعر.

كانت الفكرة متمثلة في سقوط الأسد وليس في تقوية الإخوان الذين تخافهم السعودية أكثر من الشيعة الذين قاموا بفرض حصار على المسجد الحرام بمكة في نوفمبر 1979 بعد أن تولى آية الله الحكم في إيران.

وعلى صعيد العمليات في سوريا، حشدت السعودية قطر أيضا لسببين: كانت الرياض حريصة على تهدئة الاختلافات التقليدية مع قطر وبذلك تشكل المملكات جبهة موحدة. والثاني، أن مصداقية الإعلام العربي محل تساؤل. ولذلك كانت قناة الجزيرة في قطر مطلوبة.

وبمجرد أن بدأت قطر بالتحدث إلى طالبان في أفغانستان وحماس في غزة شعرت السعودية بالذعر مرة أخرى. كان علي قطر التي تتضامن مع الإخوان المسلمين أن تخرج من المعادلة. وقد فقد بالتزامن مع ذلك دعم قناة الجزيرة.

قامت السعودية بعد ذلك بتمويل عبد الفتاح السيسي للإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي وانتخابه بعد ذلك رئيسا.

وفي صيف 2014 كان شكل غرب أسيا كالتالي:

تعارض السعودية والأردن والمغرب والبحرين والإمارات الإخوان المسلمين بشكل عنيف. وإسرائيل هي الدولة الأولى المقربة لهذه المجموعة الآن أكثر من ذي قبل. وقد قامت مصر بالتنسيق مع إسرائيل من أجل إبقاء معبر رفح مغلقا أمام الغزاويين.

وقد جعل ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتطلع إلى التحالف مع هذه الدول المذكورة آنفا. وحتى في الأوقات العادية، فإن الرحابة الإسرائيلية تجاه الأنظمة العربية تؤدي إلى انعكاسات تدميرية بين الشعوب. بعد ما قامت به إسرائيل في غزة من تدمير، وهو الأمر الذي اجتاح وسائل التواصل الاجتماعي، ازداد الغضب الشعبي على الأنظمة الحاكمة.

ومع فشل وقف إطلاق النار واستمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، فإن الأنظمة التي تدعم أهداف إسرائيل ربما لن تكون قادرة على الصمود أمام الغضب الشعبي جراء ما يحدث ضد غزة فكل التفصيلات موجودة على مواقع التواصل الاجتماعي.

يجب الأخذ في الاعتبار التشكيلة البديلة والمتمثلة في حزب الله وسوريا والعراق وجميعهم داعمين أخلاقيين لحماس. غير أن جميعهم مشغولون الآن بأنفسهم إما في سوريا أو ضد داعش في العراق. أما بالنسبة لقطر وتركيا وكذلك الإخوان المسلمين فإنهم يدعمون حماس بكل صراحة. كما أن نفوذ هذه الدول الإقليمي لا يمكن تجاهله: قام جون كيري بدعوة قطر وتركيا إلى اجتماع في باريس من أجل الخروج من مأزق غزة.

والآن إما أن تنهار مبادرة وقف إطلاق النار وإما أن تحث أمريكا السعودية ومصر على استيعاب قطر وتركيا بشكل مباشر وغير مباشر في المحادثات الجارية حول غزة في القاهرة.

في الوقت نفسه أغضبت قطر الكثيرين من خلال تصريحها بأن أعضاء المعارضة البحرينية - وأغلبهم من الشيعة - يمكنه الحصول على الجنسية القطرية.

كما أن داعش التي تسيطر على أجزاء من سوريا والعراق،. تحرك جنودها إلى المناطق اللبنانية المتاخمة لسوريا. وفي الحال، مولت السعودية الحكومة اللبنانية بمليار دولار من أجل تمكين الجيش من الوقوف أمام داعش.

ومن أجل استرضاء قطر، ضغط الرئيس باراك أوباما على السيسي من أجل الإفراج عن ثلاثة صحفيين تابعين للجزيرة بمصر وذلك لأنهم أيدوا الإخوان المسلمين وقت سقوط مرسي.

في الوقت نفسه، بدأت داعش، متشجعة بنجاحاتها، في تفجير عدد من الكنائس القديمة الكائنة في المناطق الكردية في العراق.

«هذا يكفي»، هكذا قال أوباما، وأمر بضربات جوية محدودة على مواقع داعش. إذا كان الأمريكيون يقصفون مجموعة من العرب، فهل يستطيع أصدقاؤهم، الإسرائيليون، استئناف قصفهم لمجموعة أخرى من العرب؟

 

(الآراء الواردة تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي «الخليج الجديد»)

 

 

 

  كلمات مفتاحية

مركز أبحاث يديره مسؤول إسرائيلي يحرض على السعودية