يديعوت أحرونوت: هذه أولويات بايدن في الملفات الخارجية

الجمعة 22 يناير 2021 07:26 م

سلطت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية الضوء على جدول أعمال الرئيس الأمريكي الجديد "جو بايدن"، الذي تم تنصيبه الأربعاء، كرئيس للولايات المتحدة، خلفا لـ"دونالد ترامب".

وقال الكاتب "ناحوم برنياع"، في تقرير للصحيفة الإسرائيلية، إن أمريكا تركز في هذه اللحظة على المواضيع الداخلية: الوباء، والأزمة الاقتصادية، والتغييرات والتعيينات التي جلبتها الإدارة الجديدة.

وأضاف أن الصين هي الموضوع الأول أو الثاني على جدول الأعمال. بينما إيران هي الموضوع الثالث أو الرابع. والفلسطينيون التاسع أو العاشر.

وأشار إلى أنه في موضوعي إيران والفلسطينيين، يعتزم "بايدن" السير في طريق مختلف عن طريق "ترامب"، مضيفا: "قبل أن ندخل إلى بحث مفصل في هذه المسألة يجدر بنا أن نسجل لأنفسنا نقطتين أساسيتين: بايدن ليس ترامب؛ بايدن ليس أوباما". بينما النقطة الثالثة: "في كل ما يتعلق بالنووي الإيراني، فشلت الدبلوماسية الإسرائيلية فشلاً ذريعا"، بحد قوله.

على مسافة لمسة

وعن الاتفاق النووي، قال الكاتب: "حاول أوباما كبح مشروع النووي من خلال اتفاق دولي. رد نتنياهو بظهور دراماتيكي في الكونجرس من خلف ظهر الرئيس. وكان الخطاب مبهراً – وكذا النتيجة. وشدد الخوف من عملية عسكرية إسرائيلية الضغط على أوباما للوصول إلى اتفاق مهما يكن. ولم يستجب الاتفاق لكثير من المطالب الأمنية العادلة لإسرائيل. ومع ذلك، فقد كبح استمرار التخصيب".

وأضاف: "جاء ترامب فانسحب من الاتفاق النووي، كما طلبت إسرائيل، وشدد العقوبات على إيران. أضعفت العقوبات إيران اقتصادياً، ولكنها رغم التقديرات المتفائلة في القدس، لم تسقط النظام. وسمح الانسحاب الأمريكي من الاتفاق للإيرانيين استئناف العمل على المشروع النووي".

وتابع: "جاء بايدن فقرر إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق. وأوضح نيته في محادثات علنية. فهو يعتزم العودة إلى الاتفاق، وإلغاء أو تقليص العقوبات، ومن ثم الشروع في مفاوضات مع الإيرانيين بهدف تحسينه وتمديده. ما يوجهه هو القلق من تقدم إيران نحو القنبلة. تتابع إسرائيل العملية بقلق كبير".

ويقول مصدر مطلع إن "اتفاقاً جيداً هو اتفاق سيء. تسأل إسرائيل ماذا سيحصل في اليوم الذين ينتهي فيه مفعول الاتفاق ولا يكون الإيرانيون ملزمين بشيء للعالم، وتكون القنبلة على مسافة لمسة".

واعتبر الكاتب أن هناك ثلاث مشاكل تشغل بال إسرائيل: ثقوب الرقابة على المشروع؛ وتقدم الإيرانيين في نصب أجهزة طرد مركزي أكثر تطوراً (IR9 و IR8)، والتقدم في إنتاج الصواريخ والرؤوس المتفجرة.

وتفترض إسرائيل أن للإيرانيين مصلحة عليا للعودة إلى الاتفاق. فوضعهم جيد أقل مما كان في 2015، عند التوقيع على الاتفاق. يمكن السماح لهم بأن ينضجوا أكثر قليلاً.

وطاقم الأمن والخارجية الذي عينه "بايدن"، أشخاص كانوا مشاركين في المفاوضات مع إيران. وتقدر إسرائيل بأن هؤلاء الأشخاص غارقون في الاتفاق مع إيران، ويريدون شطب أي ذكر لخطوات "ترامب". وسيسارعون للعودة والتوقيع. ويقول المصدر إنه "محظور أن يكون الاتفاق هو الاتفاق السابق رقم 2".

لقد فضّل "أوباما" التجلد على حملة "نتنياهو". أما "بايدن" ففي وضع آخر. الأغلبية في مجلسي النواب انتقلت من الجمهوريين إلى الديمقراطيين. وإمكانيات "نتنياهو" محدودة. 

وثمة محافل في إسرائيل تحلم بصفقة رباعية: دول الخليج توافق على تمويل إعادة بناء سوريا، مقابل أن تبعد سوريا إيران عن حدودها؛ الأمريكيون يرفعون العقوبات التي فرضوها على روسيا، وروسيا بالمقابل تخرج من سوريا.

لكن هذا لن يحصل، بحسب الكاتب، فقد سبق للفكرة أن طرحت ورفضت. الإيرانيون لا يبدون اهتماماً، ولا السوريون؛ والعقوبات على روسيا فرضت في أعقاب ضم روسيا شبه جزيرة القرم، أرض سيادية أوكرانية. بايدن لا يؤيد الاحتلال.

انتهى الاحتفال

أما الموضوع الفلسطيني فهو مُلِح بشكل أقل، ولكن ليس أقل تعقيداً. فحسب القرار الذي مرره وزير الخارجية الأسبق "جون كيري" عندما كان وزير خارجية في إدارة "أوباما"، يجري مجلس الأمن كل شهر بحثاً في الموضوع الفلسطيني.

وجاء "ترامب" إلى البيت الأبيض فعطّل هذه المداولات، ولم تتعهد إدارة "بايدن" مسبقاً بأن تؤيد كل خطوة إسرائيلية في الضفة. فعندما ترغب الحكومة في شرعنة بؤر استيطانية غير قانونية، تبني أو تضم، فسيتعين عليها أن تقنع البيت الأبيض مسبقاً.

وختم الكاتب تقريره بالقول: "حكومة الـ 61 اليمينية التي يتحدث عنها نتنياهو ستولد مع يدين مكبلتين. وكما سبق أن قلنا، فقد انتهى الاحتفال". 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

بايدن ترامب إسرائيل إيران

منحازون لإسرائيل.. شخصيات يهودية اختارهم بايدن في إدارته