إدانات أمريكية وأوروبية لقمع الاحتجاجات في روسيا.. وموسكو تعلق

السبت 23 يناير 2021 09:12 م

أدان الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة، السبت، ما وصفته بـ"حملة منظمة" لقمع حرية التعبير في روسيا، تزامنا مع موجة تظاهرات في العديد من المدن.

وجاءت الإدانة بعد مواجهات واعتقالات في صفوف مؤيدي المعارض الروسي "أليكسي نافالني"، الذي اعتقلته السلطات الأحد الماضي فور وصول طائرته القادمة من برلين.

وقُبض على مئات الأشخاص في احتجاجات عمت أرجاء البلاد دعماً لـ"نافالني"، من بينهم زوجته "يوليا نافالني"، قبل أن يُفرج عنها في وقت لاحق، بعد اعتقالها خلال تظاهرة للآلاف في موسكو.

وقالت المتحدثة باسم السفارة الأمريكية في موسكو "ريبيكا روس"، إن "السلطات الروسية تعتقل المتظاهرين السلميين والصحفيين في حملة منسقة لقمع حرية التعبير والتجمع السلمي".

وأضافت: "يستمر هذا لسنوات من تشديد روسيا للقيود والإجراءات القمعية ضد المجتمع المدني ووسائل الإعلام المستقلة والمعارضة السياسية".

وقالت وزارة الخارجية البريطانية، في بيان لها، إن المملكة المتحدة "تشعر بقلق بالغ إزاء اعتقال المتظاهرين السلميين"، داعية "الحكومة الروسية لاحترام التزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان والامتثال لها، والإفراج عن المواطنين المعتقلين خلال المظاهرات السلمية".

وأدان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي "جوزيب بوريل"، "الاعتقالات الواسعة والاستخدام غير المتناسب للقوة" من قبل السلطات الروسية في احتجاجات السبت، وقال إنه سيناقش "الخطوات التالية" مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الإثنين المقبل.

وكتب "بوريل" في حسابه عبر "تويتر": "أستنكر عمليات الاحتجاز الواسعة النطاق، والاستخدام غير المتناسب للقوة، وقطع الاتصال بالإنترنت والهاتف".

وتحدى "نافالني" تهديدات الحكومة الروسية باعتقاله حال عاد إلى البلاد من ألمانيا، التي نُقل إليها في أغسطس/آب الماضي، للعلاج من تسمم أصابه.

وأمضى "نافالني" 5 أشهر في برلين للعلاج من تسميمه بغاز الأعصاب على يد عناصر من جهاز الأمن الروسي، حسب ما أكده تحقيق مشترك لـ"CNN" ومنصة "Bellingcat" وصحيفة "دير شبيجل" الألمانية.

تعليق موسكو

في المقابل، علقت وزارة الخارجية الروسية على إعلان السفارة الأمريكية في موسكو دعم الولايات المتحدة للاحتجاجات في روسيا، السبت.

وذكرت الوزارة في بيان نشر عبر صفحتها في "فيسبوك" أن البعثة الأمريكية لم تكتب سطرا واحدا تعقيبا على احتجاجات 6 يناير/كانون الثاني في واشنطن واقتحام مبنى الكابيتول و"لم تندد بمقتل 5 أشخاص وتوقيف أكثر من 100 آخرين"، لكن بعد يومين من ذلك وصف السفير الأمريكي جون ساليفان ما حدث بـ "الاعتداء العنيف والإجرامي".

وتابعت الوزارة تقول: "لقد شاهد العالم كله كيف أن حكومتكم حولت الاحتجاج السلمي إلى لا سلمي عندما بدأت الشرطة الأمريكية بإطلاق النار على المتظاهرين (ومتى يا ترى ستتم مساءلتكم على هجمات متكررة للشرطة الأمريكية على صحفيين روس كانوا يغطون الاحتجاجات في الولايات المتحدة خلال عام 2020؟)، ومن ثم وصفت الحكومة الأمريكية تصرفات المحتجين الأمريكيين السلميين بالاعتداء على الديمقراطية؟".

وختمت السفارة بالقول إن "النفاق أداة للدبلوماسية الأمريكية ازداد خطورة في ظروف وباء كورونا. اهتموا بشؤونكم وكفوا عن التدخل في شؤون الدول الأخرى".

وفي ذات السياق؛ أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية "ماريا زاخاروفا"، عزم وزارتها مساءلة الدبلوماسيين الأمريكيين على قيام سفارة الولايات المتحدة في موسكو، الجمعة، بنشر "مسارات الاحتجاجات" في عدد من المدن الروسية، إضافة إلى دسها معلومات عن "مسيرة إلى الكرملين".

وقالت "زاخاروفا" لوكالة "تاس" الروسية: "هل كان هذا توجيها عاما أم تعليمات محددة؟ إنها خطط كان يجهلها حتى المنظمون أنفسهم"، في إشارة إلى منظمي الاحتجاجات (من أنصار الناشط نافالني)، التي شهدتها موسكو وسان بطرسبورج ومدن روسية أخرى، السبت.

وتابعت: "يمكننا أن نتصور كيف كان الرد لو قامت السفارة الروسية في واشنطن بنشر خارطة لمسارات الاحتجاجات مع ذكر مبنى الكابيتول كمقصد المسيرات الأخير. كان رسم الخرائط من هذا النوع سينتهي بهستيريا هائلة للساسة الأمريكيين، مع إطلاق شعارات معادية لروسيا وتهديدات بفرض عقوبات وطرد دبلوماسيين روس".

وبهذا الصدد أكدت "زاخاروفا" أنه سيتعين على "الزملاء الأمريكيين تقديم توضيحات" حول هذا الموضوع في وزارة الخارجية الروسية.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

روسيا أمريكا موسكو مظاهرات نافالني إليكسي نافالني احتجاجات الولايات المتحدة الاتحاد الأوروبي بريطانيا

اعتبرته تدخلا في شؤونها.. روسيا ترفض دعوات إطلاق سراح نافالني

استدعاء السفير الأمريكي في موسكو لتقديم توضيحات عن مظاهرات روسيا

موسكو تقدم احتجاجا شديدا بسفارة واشنطن ضد التدخل الأمريكي