تونس.. الثقل السياسي لنائبة النهضة محرزية العبيدي يستمر حتى في جنازتها

الاثنين 25 يناير 2021 08:40 ص

كما كان الحال في حياتها، استمر الثقل السياسي للنائبة والقيادية البارزة في حركة النهضة، التونسية "محرزية العبيدي"، إلى ما بعد وفاتها.

ورسمت جنازة النائبة الراحلة لوحة فنية للصراعات القائمة داخل الطبقة السياسية في تونس، حيث استغل بعض الأطراف هذ الحدث لبعث رسائل سياسية في جميع الاتجاهات.

وتوفيت "محرزية" فجر الجمعة في باريس، إثر تعرضها لجلطة دماغية، قبل أن يتم دفنها الأحد في مسقط رأسها، مدينة قرمبالية القريبة من العاصمة التونسية.

وخلال جنازتها، تداولت صفحات اجتماعية فيديو وصورا لرئيس الحكومة "هشام المشيشي" وهو يحمل نعشها إلى جانب رئيس البرلمان وحركة النهضة "راشد الغنوشي".

الخطوة، استغلها البعض سياسيا، واعتبروها محاولة من رئيس الحكومة لـ"استرضاء" حركة النهضة كي تمنح الثقة لتشكيلته الحكومية الجديدة، في وقت يؤكد فيه بعض المصادر معارضة أغلب نواب الحركة منح الثقة لأعضاء الحكومة الذين تحوم حولهم شبهات فساد وتضارب مصالح.

من جانب آخر، تداول ناشطون فيديو مسربا يؤكد دعوة الحزب الدستوري الحر (يضم أبرز رموز بن علي) قواعده لـ"عدم الترحّم" على روح "محرزية العبيدي"، متوعدا من يخالف هذا الأمر بالمساءلة من قبل قيادة الحزب.

في المقابل، وتحت عنوان "الغصّة الّتي قتلت محرزيّة"، كتب النائب عن ائتلاف الكرامة، "عبداللطيف العلوي": "عرفها الجميع سيّدة نبيلة بين النّساء، أوّل نائب لرئيس مجلس تشريعي في تونس وفي العالم العربيّ، امرأة راقية مثقّفة متحضّرة، هادئة متّزنة ذات مهابة ووقار قلّ نظيره بين النّساء رغم مسحة المرح والتّواضع الشّديد الظّاهرة على محيّاها، لكنّ ما حدث لها في هذه السّنة كان عاصفا مدمّرا".

وأضاف في تدوينة على صفحته في موقع "فيسبوك": "عايشت مثلما عايش كلّ النّوّاب تسونامي البذاءة والرّداءة والهمجيّة، وصبرت مثلما صبر الجميع وصابرت، ثمّ طفح بها الكيل يوم 20 يوليو (تموز) في المجلس الفرعي، وفقدت أعصابها أمام بلطجة الكتلة الفاشيّة  (كتلة الدستوري الحر) وإصرارها على تعطيل الجلسة، فقرّرت أن تتصدّى. بجسدها وغضبها وصراخها".

وتابع: "قرّرت أن تصارع العابثين، ولأوّل مرّة سقط عنها تاج الوقار… وتكسّر شظايا… وسجّلت الكاميرا لحظات المواجهة الأليمة مع الفاشيّة في ملعبها الّذي تحبّه (…) راحوا يسلخون الضّحيّة وهي حيّة! تلك الرّائعة الوقورة جعلوا منها مادّة للتّندّر والتّرذيل في إذاعاتهم وعلى صفحاتهم. ونسوا أصل الدّاء ومصدر الوباء".

وكانت "محرزية" دخلت في مشادة مع رئيسة الحزب الدستوري الحر "عبير موسي"، تحت قبة البرلمان، عقب لجوء "عبير" مع حلفائها لمحاولة سحب الثقة من رئيس البرلمان، وتسببت المشادة بإصابة "محرزية" بكاحل قدمها وغيابها لاحقا عن جلسات البرلمان.

و"محرزية" (مواليد 1963) إحدى أبرز القيادات النسائية لحركة "النهضة"، وشغلت منصب نائبة رئيس المجلس التأسيسي بين عامي 2011 و2014.

كما ترأست الشبكة العالمية "نساء مؤمنات من أجل السلام"، وهي منظمة أممية معنية بالمرأة والتنمية والسلام.

وكانت "محرزية" حاصلة على ماجستير في الترجمة الاقتصادية ودراسات الأدب الإنجليزي والمسرح، كما درست الترجمة في المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية في باريس، وركزت اهتمامها على قضايا المرأة والدين والمجتمع.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

محرزية العبيدي تونس النهضة التونسية جنازة عبير موسى هشام المشيشي

تونس.. وفاة برلمانية عن حركة النهضة بكورونا والغنوشي ينعيها