السوادان وأمريكا.. 6 أشهر من العقوبات ورفعها وتعزيز التعاون

الاثنين 1 فبراير 2021 08:26 ص

بخطى متسارعة، تنامت العلاقات السودانية الأمريكية خلال الـ6 أشهر الماضية، ومضت نحو التحسن وتعزيز التعاون بين البلدين.

وها هما البلدان يبدآن تعزيز التعاون العسكري من خلال اللقاءات التي أجراها نائب قائد القيادة العسكرية الأمريكية لأفريقيا "أندرو يونغ"، مع رئيس مجلس السيادة "عبدالفتاح البرهان"، ورئيس الوزراء "عبدالله حمدوك"، في الخرطوم، قبل أيام.

ووصل "يونغ" إلى الخرطوم الإثنين، في أول زيارة لمسئول عسكري أمريكي منذ إزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وكانت الولايات المتحدة، تدرج منذ عام 1993، السودان على قائمة ما تعتبرها "دولا راعية للإرهاب"، لاستضافته آنذاك الزعيم الراحل لتنظيم "القاعدة" الراحل "أسامة بن لادن".

  • أغسطس.. تطورات إيجابية

بدأت واشنطن خطواتها نحو الخرطوم في 25 أغسطس/آب الماضي، عندما زار وزير الخارجية الأمريكي آنذاك "مايك بومبيو"، العاصمة السودانية في مستهل جولة شملت كيان الاحتلال الإسرائيلي وأبوظبي، محطة التطبيع الإسرائيلية الأولى.

وعبر أول رحلة جوية مباشرة بين إسرائيل والسودان، وصل "بومبيو" الخرطوم، والتقى رئيس مجلس السيادة "عبدالفتاح البرهان"، ورئيس الوزراء "عبدالله حمدوك".

وأكد "بومبيو" حينها، على دعم واشنطن للفترة الانتقالية في السودان (بدأت في أغسطس/آب 2019) وعملية التحول الديمقراطي بالبلاد.

  • سبتمبر.. خطوة ثانية

وفي 19 سبتمبر/أيلول، جاءت الخطوة الثانية عقب اعتماد واشنطن تعيين "نور الدين مدني"، أول سفير للسودان بالولايات المتحدة، منذ 23 عاما، وحينها كان السودان لا يزال مدرجا في قائمة الدول الراعية للإرهاب.

في 23 من الشهر ذاته، قال رئيس مجلس السيادة السوداني، إن مباحثات أجراها مع مسؤولين أمريكيين في الإمارات، تناولت قضايا، بينها "السلام العربي مع إسرائيل".

  • أكتوبر.. رفع العقوبات:

وفي 10 أكتوبر/تشرين الأول 2020، وقعت الحكومة السودانية اتفاقية في مجال الطاقة الكهربائية، مع شركة جنرال إلكتريك الأمريكية، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ 30 عاما.

ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا"، عن رئيس الوزراء "عبدالله حمدوك"، قوله عقب مراسم التوقيع التي تمت في العاصمة الخرطوم، إن "السودان لم يشهد تفاعلا من الشركات المهمة منذ ثلاثة عقود".

وأضاف: "نرى اليوم فجرا جديدا للشراكات الفعّالة، التي من شأنها أن تساعدنا في دفع عجلة نمو الاقتصاد السوداني وتطوره".

وفي 23 من الشهر ذاته، أعلن الرئيس الأمريكي آنذاك "دونالد ترامب" عن توقيعه على قرار شطب اسم السودان من اللائحة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب.

وجاء التوقيع عقب اتفاق ينص على دفع الخرطوم 350 مليون دولار تعويضات لعائلات ضحايا تفجير سفارتي واشنطن في كينيا وتنزانيا في العام 1998، وتفجير المدمرة كول قبالة سواحل اليمن في العام 2000.

وكذلك موافقة الحكومة الانتقالية بالسودان على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، إلا أن الخرطوم تقول إن مسار رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، منفصل عن التطبيع مع إسرائيل.

وعقب إعلان التطبيع، أعلنت قوى سياسية سودانية عدة، رفضها القاطع للتطبيع مع إسرائيل، من بينها أحزاب مشاركة في الائتلاف الحاكم.

في 24 من الشهر ذاته ، أعلن "بومپيو" أن بلاده ستقدم 81 مليون دولار من المساعدات للاستجابة للأزمة الإنسانية في السودان.

وآخر يوم في الشهر، أعلن السودان، توقيعه اتفاقية ثنائية مع الإدارة الأمريكية تقر منع رفع دعاوى مستقبلية ضد الخرطوم، والتأكيد على حصانتها السيادية.

  • نوفمبر.. الطوارئ الوطنية

في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أعلنت الإدارة الأمريكية استمرار حالة الطوارئ الوطنية بشأن السودان (المعلن عنها عام 1997)، وذلك قبل يوم من انتهائها.

وأكدت الخارجية الأمريكية في بيان حينها، أن القرار لا ينعكس سلبا على العلاقات الثنائية الآخذة في التحسن بين البلدين.

وقال "بومبيو"، إن القرار يتعلق "بتمديد بعض الصلاحيات المتعلقة بالسودان والتي تعتمد عليها الولايات المتحدة لتطبيق التزاماتنا الخاصة بالعقوبات في إطار قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على خلفية النزاع في إقليم دارفور(غربي السودان)".

فيما قالت الخارجية السودانية آنذاك، إنه "لا أثر لهذا التمديد على الخطوات الجارية لرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب".

والعقوبات المشمولة في قرار مجلس الأمن المذكور، تلك المتعلقة بالحظر المفروض على الأسلحة للسودان وحظر السفر، وتجميد الأصول للأشخاص المتورطين في الصراع الدائر في إقليم دارفور.

ويشهد إقليم دارفور، منذ 2003، نزاعًا مسلحًا بين القوات الحكومية وحركات متمردة، أودى بحياة حوالي 300 ألف شخص، وشرد نحو 2.5 مليون آخرين، وفق الأمم المتحدة.

  • ديسمبر.. استعادة الحصانة

وفي مطلع ديسمبر/كانون الأول 2020، وقع السودان وبرنامج المعونة الأمريكية مذكرة تفاهم لتوفير شراء 67.500 ألف طن من القمح للسودان، بقيمة 20 مليون دولار.

وفي 14 من الشهر ذاته، أعلنت السفارة الأمريكية لدى الخرطوم بدء سريان قرار إلغاء تصنيف السودان "دولة راعية للإرهاب".

وبعده بنحو أسبوع، صادق الكونجرس الأمريكي، على قانون إعادة الولايات المتحدة للحصانة السيادية للسودان.

  • يناير.. وتعزيز التعاون

وفي 5 يناير/كانون الثاني 2021، أعلن "بومبيو"، توقيعه على أمر شطب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وبرعاية أمريكية، وقع السودان، في اليوم التالي، اتفاق التطبيع، لينضم إلى ثلاث دول عربية وقعت في 2020 اتفاقيات لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وهي الإمارات والبحرين والمغرب.

وفي نفس اليوم، وقعت الخرطوم، مذكرة تفاهم مع وزارة الخزانة الأمريكية، لتوفير تسهيلات تمويلية لسداد متأخرات السودان للبنك الدولي، تتيح له الحصول على أزيد من مليار دولار سنويا، وذلك خلال زيارة وزير الخزانة الأمريكية ستيفن منوشن للخرطوم .

وفي 14 من الشهر ذاته، أعلنت وزارة التجارة الأمريكية، رفع قيود عن تصدير منتجات الولايات المتحدة إلى السودان

وأصبحت الشركات الأمريكية تستطيع التعامل دون موانع قانونية، ويشمل القرار رفع حظر برمجيات وأجهزة الكمبيوتر والاتصالات.

وفي 25 يناير/كانون الثاني 2021، وصل نائب قائد القيادة العسكرية الأمريكية لأفريقيا "أندرو يونغ"، في زيارة هي الأولى لمسئول عسكري رفيع للبلاد، منذ رفع العقوبات.

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

العلاقات السودانية الأمريكية التطبيع التطبيع السوداني الإسرائيلي قائمة الدول الراعية للإرهاب

هل يمنح الكونجرس الأمريكي السودان حصانة قضائية ضد دعاوى الإرهاب؟