ضربت الانشقاقات حزب الشعب الجمهوري المعارض، ثاني أكبر حزب في تركيا، عقب إعلان 350 عضوا استقالتهم الإثنين وانضمامهم للقيادي المنشق والمرشح الرئاسي السابق "محرم إنجه".
وبرر المستقيلون خطوتهم بأن حزب الشعب الجمهوري بدأ يفقد قاعدته الوطنية، وعدم وضعه مسافة بينه وبين الإرهابيين، وتغيير الحزب سياسته القائمة على التوجه الكمالي الأتاتوركي.
وأدى تحالف حزب الشعب الجمهوري العلماني الكمالي، مع حزب الشعوب الديمقراطية الكردي الانفصالي بشكل غير معلن، إلى انتقادات كبيرة من قبل قاعدة الحزب اليمينية.
وتأتي الاستقالات الجديدة بعد يوم واحد من إعلان "إنجه" قرب استقالته من الحزب، وتشكيله حزبا جديدا باسم حزب "البلد"، وبعد عدة أيام من استقالة 3 نواب برلمانيين من الحزب.
ووفقا لوسائل إعلام تركية فإن معظم المستقيلين من منتسبي الحزب في ولاية يالوفا، ومن بينهم شقيق "إنجه".
وقال رئيس فرع الحزب السابق في ولاية يالوفا "جاويد كامل عثمان"، في تصريح صحفي: "نحن في قاعدة الحزب غير سعيدين بقيادة الحزب ومواقفه، ورغم إبداء انزعاجنا عدة مرات من عدد من المواضيع، لم يتم الإصغاء إلينا".
وأضاف: "لهذا فإن الحزب بات بعيدا عن الديمقراطية والخط الذي رسمه أتاتورك، فقررنا الانضمام إلى حركة البلد، التي يقودها محرم إنجه، حيث إن المئات قدموا استقالاتهم"، متوعدا بأن "حملة الاستقالات ستزداد مستقبلا".
وتواترت الأنباء عن استقالة "إنجه" عقب فوز "كليجدار أوغلو" برئاسة رئيس حزب الشعب الجمهوري للمرة السادسة في يوليو/تموز الماضي.
يشار إلى أن "إنجه" ترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية التي أجريت في 24 يونيو/ حزيران 2018، أمام مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم "رجب طيب أردوغان"، وحصل في الجولة الأولى من التصويت على 30.5% صوتًا.
والعام الماضي أثيرت مزاعم حول دعم تلقاه "إنجه" من "أردوغان" لتنحية رئيس حزب الشعب الجمهوري الحالي "كليجدار أوغلو"، لكنه نفى ذلك.
وردا على ذلك، نفى "أردوغان" أن يكون لحزب العدالة والتنمية الحاكم أي دور في الانشقاقات الحاصلة داخل حزب الشعب الجمهوري، مبينا أن "توجيه هذه التهم وقاحة سياسية".
وشهدت تركيا في الفترة الأخيرة تأسيس ثلاثة أحزاب جديدة انشق قادتها عن أحزابهم الرئيسية، آخرهما حزبي المستقبل والديمقراطية والتقدم بعد انشقاق "داود أوغلو" و"علي باباجان" عن العدالة والتنمية، وسبقتهم "ميرال أكشنار" بتأسيس حزب الخير بعد انشقاقها عن حزب الحركة القومية.
