استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

دعم جهود السودان في الإصلاح الاقتصادي

الجمعة 5 فبراير 2021 08:25 ص

دعم جهود السودان في الإصلاح الاقتصادي

إصلاح القطاع المصرفي مدخل رئيس لإصلاح الاقتصاد وينبغي لاتحاد المصارف العربية استضافة منتدى تشارك فيه بنوك عربية وسودانية لتوفير دعم الأخيرة.

إصلاح وهيكلة الاقتصاد يولد ضغوطاً أكبر على ذوي الدخل الضعيف والمتوسط لأنه يؤدي لارتفاع الأسعار والتضخم وانخفاض قيمة العملة وشح الأسواق.

*     *     *

بعد التغييرات السياسية التي شهدتها البلاد منذ نحو عامين، انطلقت جهود وطنية مخلصة لتخليص البلاد من كل تبعات الماضي وذلك بدعم عربي ودولي واضح

السودان، هذا البلد الشقيق والقريب إلى قلبي، والذي تعود علاقة المودة وبنفس الوقت علاقة العمل معه إلى ما يزيد على أربعين عاماً، وما يدفعني لهذا الحديث هو لقائي مع الدكتورة هبة محمد علي وزيرة المالية برفقة الأخ العزيز إبراهيم محمد سفير السودان في مملكة البحرين أثناء زيارتها قبل أيام، والأحاديث الودية التي دارت خلال اللقاء في مختلف شؤون جهود الإصلاح الاقتصادي الراهنة في السودان.

وجميعنا على اطلاع على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعيشها السودان الشقيق، وهي أوضاع تراكمت عبر سنين طويلة ناجمة عن سوء إدارة الموارد الطبيعية الهائلة التي يمتلكها، علاوة بالطبع على العقوبات الأمريكية ووضع اسم السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب.

لكن، بعد التغييرات السياسية التي شهدتها البلاد منذ نحو عامين، انطلقت جهود وطنية مخلصة لتخليص البلاد من كل تبعات الماضي وذلك بدعم عربي ودولي واضحين، سوف يسهم بقوة في تحقيق أهدافه.

كما أن رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، سوف يسمح لها بالعودة للمجتمع الدولي والاستفادة من المعونات والتمويلات الميسرة، والتعامل عبر الأسواق المالية العالمية، وعمليات التصدير والاستيراد والاستثمار عبر النظام المالي العالمي الرسمي.

نحن ندرك تماماً أيضاً أن المرحلة التي يمر بها الاقتصاد السوداني، أي مرحلة إعادة هيكلته وإدخال الإصلاحات المطلوبة تولد ضغوطاً أكبر على الفئات ذات الدخل الضعيف والمتوسط، لأنها تؤدي في المدى القصير إلى ارتفاع الأسعار وارتفاع معدلات التضخم وانخفاض قيمة العملة وشح المواد في الأسواق وغيرها من النتائج التي تستمر لفترة من الزمن لحين إعادة التوازن للاقتصاد.

ولذلك، عادة ما تحرص الحكومات، كما لاحظنا في تجربة أخرى في إعادة هيكلة الاقتصاد، على التوسع في تنفيذ برامج الحماية الاجتماعية وشمولها لفئات أوسع بالتزامن مع تنفيذ إجراءات الإصلاح الاقتصادي، وهو أمر ضروري للغاية.

وقد صادق صندوق النقد الدولي قبل عدة شهور على برنامج لإصلاح الاقتصاد السوداني، وهو مطلب رئيسي لتخفيف الديون. وسوف يدعم البرنامج الإصلاحات الحكومية المحلية لمدة 12 شهراً، بهدف استقرار الاقتصاد وتحسين القدرة التنافسية وتعزيز الحوكمة.

كما سوف تجري الحكومة السودانية خلال الفترة المقبلة محادثات مع نادي باريس بهدف إعادة جدولة أو إلغاء الديون المتراكمة على السودان.

وإذا ما تم تدريجياً تنفيذ حزمة الإصلاحات مع توسيع شبكة الأمان الاجتماعي، ونجح السودان في إلغاء الديون المتراكمة في محادثاته مع نادي باريس، فإننا نرى أن هذا البلد يمتلك من الثروات ما يؤهله ليتبوأ مكانة اقتصادية عربية وقارية وعالمية كبيرة من خلال ما يمتلكه من مقومات زراعية هي الأكبر في المنطقة العربية، بواقع 175 مليون فدان صالحة للزراعة، بجانب مساحة غابية تقدر بحوالي 52 مليون فدان (الفدان يعادل 4200 متر مربع).

وفي الشق الحيواني، يتمتع السودان ب 102 مليون رأس من الماشية، متحركة في مراع طبيعية، تُقدر مساحتها ب 118 مليون فدان، فضلاً عن معدل أمطار سنوي يزيد على أربعمئة مليار متر مكعب.

وتقدر الأراضي الزراعية المستغلة في السودان حالياً بنحو 45% من جملة المساحات المتاحة للزراعة. كما بلغ إنتاج الذهب العام الماضي 105 أطنان، وشكل التعدين الأهلي منه 80%، وفق إحصائيات حكومية.

ومن أجل مواصلة الحصول على الدعم المالي والإنمائي العربي والعالمي، فإن الحكومة السودانية مدعوة، علاوة على إصلاح الاقتصاد، إلى توفير بيئة جاذبة للاستثمار العربي والدولي، وإزالة العقبات والقيود التي كانت تحول دون ذلك سواء فيما يخص التضخم وصعوبات التحويلات الأجنبية واستقرار العملة والروتين الحكومي وضعف البنية التحتية وغيرها.

كما أنها مدعوة للتسويق بشكل حديث لفرص الاستثمار والصادرات السودانية. وهي تمتلك نخبة كبيرة من المنتجات عالية الجودة، ولكن ما تحتاج إليه هو التسويق بأساليبه الحديثة.

كذلك، فإن شفافية الإصلاحات والإجراءات المتخذة وتوفير بيانات وأرقام واضحة وحديثة وذات مصداقية للمؤسسات الدولية والمستثمرين سوف يساعد كثيراً في هذا المجال. وعادة من تلجأ الحكومات والشركات الكبرى المحلية لوكالات التصنيف العالمية والتعاون معها لإصدار تصنيفات ائتمانية تساعد الممولين والمستثمرين على اتخاذ قراراتهم.

وعلى صعيد البنوك السودانية، فإنني ولله الحمد أمتلك علاقات وطيدة مع هذه البنوك والبنك المركزي السوداني منذ عملي في المؤسسة العربية المصرفية، وتوسعت بشكل أكبر خلال السبع عشرة السنة الماضية من خلال ترؤسي مجلس إدارة بنك البركة السودان. لذلك، فإنني أعتبر أن إصلاح القطاع المصرفي هو مدخل رئيسي للإصلاحات الاقتصادية.

وإنني أدعو هنا اتحاد المصارف العربية لاستضافة منتدى تشارك فيه البنوك العربية مع البنوك السودانية لبحث توفير الدعم لهذه البنوك.

* عدنان أحمد يوسف رئيس اتحاد المصارف العربية سابقا، رئيس جمعية مصارف البحرين.

المصدر | الخليج

  كلمات مفتاحية

السودان، الإصلاح الاقتصادي، البنوك السودانية، البنك المركزي السوداني، هيكلة، صندوق النقد الدولي،

البنك الدولي يشيد بإصلاحات السودان الاقتصادية ويصفها بالجريئة