استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

العراق يدفع أثمان ارتباك حلفائه!

الجمعة 5 فبراير 2021 10:15 ص

العراق يدفع أثمان ارتباك حلفائه

لماذا يعود «داعش» الآن؟ هل هي عودة حقيقية لفرض وجوده مجددا أم عودة تكتيكية لإرباك  حسابات سياسية؟ 

وهل تستهداف تلغيم أي تفاهمات بين واشنطن وطهران بخصوص الاتفاق النووي؟

من الذي يقف وراء عودة داعش ولمصلحة من في ظل اتهامات متبادلة أمريكية وإيرانية تحمل كل منهما مسؤولية تبني هذا التنظيم الإرهابي؟!

*     *     *

يبدو أن العراق سيظل لفترة غير معلومة رهناً لما يمكن تسميته ب«الحسابات المرتبكة» بين أطراف الطبقة السياسية الحاكمة داخل العراق، بأطيافها ومصالحها المتناقضة من ناحية، وبين أهم طرفين متصارعين على العراق ومن يقف خلفهما من قوى داعمة:

- إيران كقوة إقليمية مجاورة للعراق وصاحبة نفوذ متفوق،

- والولايات المتحدة كقوة عالمية ما زالت ترى أن وجودها ونفوذها في العراق، الذي تأسس فعلياً نتيجة الغزو والاحتلال، يعتبر مرتكزاً محورياً في استراتيجيتها العسكرية الإقليمية.

فالأطراف الداخلية التي تشكل الطبقة السياسية الحاكمة، والأخرى المناوئة، لها باتت مفعمة بصراعات وتناقض مصالح ممتدة ومتجذرة من شأنها الحيلولة دون التوصل إلى مشروع وطني يحقق الإصلاح السياسي المطلوب الذي ثار الشعب العراقي من أجله.

ويقود إلى تغيير سلمي حقيقي يرسي «قاعدة المواطنة المتساوية» بدلاً من «قاعدة المحاصصة الطائفية» التي أرساها الاحتلال الأمريكي وأدت إلى تمزيق وحدة الشعب العراقي، وتشتيت ولاءاته، وتعميق تناقضاته.

كما أن استمرار الصراع بين واشنطن وطهران على العراق، يفاقم بدوره من حدة الانقسام الداخلي، ويزيد من هوة التناقض، ويعرقل أي إجراء من شأنه الولوج إلى مشروع سياسي للإنقاذ، وفي القلب منه الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرى تأجيلها، لأسباب قيل إنها فنية تقدمت بها «مفوضية الانتخابات» من يونيو/ حزيران، إلى أكتوبر/ تشرين الأول المقبل..

رغم كل ما يعتري هذه الانتخابات من قصور يهدد جدواها، ويحول دون جعلها أداة اختراق في مشروع الإصلاح المأمول، ويجعل منها «غاية» في حد ذاتها، يمكن اعتبارها «غاية إلهاء وتشويه» للدوافع والأهداف التي ثار الملايين من العراقيين للمطالبة بها.

وسط هذا كله، فإن الشيء الأكثر مصداقية في العراق، بكل أسف، أضحى هشاشة الاستقرار السياسي والأمني الذي تكشف بشكل صارخ مع العمليات الإرهابية الأخيرة التي شهدها العراق، وأعطت مؤشرات قلق بأن تنظيم «داعش» الإرهابي ما زال له كلمة.

 فإذا كان العراق تنفس الصعداء بانقضاء الأسابيع الثلاثة المريرة التي سبقت نهاية ولاية الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، من دون وقوع هجوم أمريكي، فإن تنظيم «داعش» لم يعط العراقيين فرصة لالتقاط الأنفاس، والتهيؤ لخوض معارك الإصلاح السياسي والاقتصادي.

فقد تعرض العراق منذ ما يقرب من أسبوعين لأخطر هجمة نفذها هذا التنظيم منذ هزيمته الكبرى قبل عامين، عبر هجومين:

- أحدهما انتحاري وسط بغداد خلّف عشرات القتلى ومئات الجرحى،

- والثاني هجوم مسلح في محافظة صلاح الدين على أحد ألوية «الحشد الشعبي» أدى إلى مقتل وجرح العشرات.

وقبل ذلك بأيام كانت «منطقة جرف الصخر» قرب بغداد، تعرضت إلى قصف ملتبس بين من اعتبره قصفاً لطائرات أمريكية ضد مواقع تقع تحت سيطرة «كتائب حزب الله» القريبة من إيران، ومن اعتبره قصف صاروخي تنظيم «داعش» الذي كان اتهم أيضاً بتدمير سبعة خطوط نقل للكهرباء في محافظات ديالى ونينوى وصلاح الدين والأنبار..

أحداث أليمة حملت عنواناً أشد ألماً وهو «عودة داعش».

 سؤال: لماذا الآن يعود «داعش»؟ هل هي عودة حقيقية لفرض وجوده مجدداً في العراق، أم عودة تكتيكية لإرباك الحسابات السياسية سواء كانت داخلية تتعلق بالانتخابات العراقية، أو كانت تتعلق باستهداف إعاقة وتلغيم أي نوع من التفاهمات بين واشنطن وطهران بخصوص الاتفاق النووي؟

 السؤال يفجر من جديد أسئلة أخرى أكثر صعوبة من نوع: من الذي يقف وراء هذه العودة ولمصلحة من؟ خصوصاً في ظل اتهامات متبادلة أمريكية وإيرانية تتعلق بتحميل كل منهما للآخر مسؤولية تبني هذا التنظيم الإرهابي.

 الإرباك الأمني سرعان ما تحول إلى «إرباك سياسي» عقب إعلان الإدارة الأمريكية على لسان وزير الدفاع الجديد، لويد أوستن، إجراء مراجعة لقرار الرئيس السابق، دونالد ترامب، بتخفيض عدد القوات الأمريكية في العراق، وأفغانستان.

الإعلان أدى إلى استنفار صفوف نواب الكتل الشيعية الحليفة لإيران، التي رفضت هذا الإعلان، وحذرت من وجود أطماع أمريكية للبقاء في العراق ضد إرادة الشعب العراقي التي أعلنها في قرار صادر عن البرلمان.

هذه التطورات المتلاحقة بين ما هو أمني وما هو سياسي، تزيد من ضبابية الاستقرار في العراق، رغم تطمينات وزير الخارجية الأمريكي الجديد، أنتوني بلينكن، في اتصاله الهاتفي مع فؤاد حسين وزير الخارجية العراقي، التي أكد فيها أهمية استمرار النقاشات في إطار الحوار الإستراتيجي بين البلدين.

وأن وزارته «تبني أعمدة الحوار على أساس استمرارية المسار الذي تم التوصل إليه في الجولات السابقة للحوار الاستراتيجي» بين البلدين. والسبب في ذلك أن هذه التطمينات تأتي في وقت ما زالت الإدارة الأمريكية تبحث فيه مقاربتها الأنسب مع إيران.

* د. محمد السعيد ادريس باحث في سؤون الخليج بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام.

المصدر | الخليج

  كلمات مفتاحية

العراق، داعش، الولايات المتحدة، إيران، الحوار الاستراتيجي، الكاظمي، الإدارة الأمريكية، إرباك سياسي، الإرباك الأمني،