روسيا‭ ‬تطبق‭ ‬عقيدة‭ ‬التحالف‭ ‬العسكرية مع‭ ‬فنزويلا‭ ‬والجزائر‭ ‬وتجعلهما‭ ‬قوتين‭ ‬إقليميتين

الأحد 7 فبراير 2021 09:29 ص

روسيا تطبق عقيدة التحالف العسكرية مع فنزويلا والجزائر وتجعلهما قوتين إقليميتين

نجحت موسكو في تحويل فنزويلا إلى قوة عسكرية حقيقية بأمريكا اللاتينية تتمتع بأهم سلاح جوي بالمنطقة وطبقت ذات الاستراتيجية في الجزائر.

جعلت روسيا  فنزويلا قوة عسكرية حقيقية تتفوق على جيرانها ولتقوية النظام الحاكم ليبقى النفط في يد سلطة موالية لروسيا والصين ولا تدور في فلك أمريكا.

استراتيجية روسيا ليست جديدة بل هي تعود إلى الحرب الباردة لكنها مرتبطة بسياسة الغاز والنفط،وطبقتها مع الجزائر بعد اندلاع الربيع العربي.

*     *     *

تنهج روسيا استراتيجية جديدة في تعزيز القدرات العسكرية لحلفائها لاسيما الذين يمتلكون موارد طاقة كالغاز والنفط. ونجحت موسكو في تحويل فنزويلا، رغم الحصار الذي يعانيه هذا البلد، إلى قوة عسكرية حقيقية في أمريكا اللاتينية تتمتع بأهم سلاح جوي في المنطقة. وهي استراتيجية  طبقتها في الجزائر خلال السنوات الأخيرة.

وخصصت المجلة الرقمية الأمريكية المتخصصة في الصناعة العسكرية والحروب «واتش مليتاري» خلال الأيام الماضية ملفا عن مستوى القوات العسكرية الجوية في أمريكا اللاتينية. ومن خلال دراسة مقارنة، صنفت سلاح الجو الفنزويلي الأول في أمريكا اللاتينية والثاني بعد الولايات المتحدة.

يبرز هذا الملف كيف تتوفر فنزويلا على عشرات من المقاتلة الروسية المتطورة سو-30 كما تمتلك فنزويلا سربين من أف 16 الأمريكية، ولكنها تقلل من الاعتماد على هذه الأخيرة. وراهنت روسيا على تحديث الترسانة العسكرية الفنزويلية

وتؤكد «واتش ميلتاري» أنه بعد فنزويلا وبمسافة تأتي التشيلي بطيران أمريكي من إف 16 وتليها البيرو بالميغ 29 الروسية ثم كوبا بينما تحتل البرازيل المركز الخامس في سلاح الجو رغم أنها أكبر دولة في أمريكا اللاتينية، كما تتوفر على ثان أكبر دولة في المنطقة وهي المكسيك.

ونجحت فنزويلا في امتلاك ترسانة مضادة للطيران والصواريخ مكونة من نظامي بوك-إم2 ثم إس-300 التي يبلغ مداها 250 كلم. وتعرب عن رغبتها في امتلاك منظومة إس 400 الروسية المتطورة، وإذا حصلت عليها ستحقق قفزة نوعية هامة للغاية وستصبح مستعصية حتى على سلاح الجو الأمريكي إلا في حالة حرب شاملة ومدمرة.

ومنذ سنتين، ارتفعت أصوات في واشنطن بزعامة مستشار الأمن القومي وقتها جون بولتون دعت إلى الحسم العسكري لإنهاء الحكم اليساري بزعامة نيكولاس مادورو في فنزويلا، لكن خبراء عسكريين أمريكيين يصفون فنزويلا بإيران أمريكا اللاتينية. نبهوا من خطورة الرهان العسكري واستحالة شن حرب خاطفة كما حدث في بنما أو غريناد منذ عقود بل ستكون حربا طاحنة وستحظى فنزويلا بدعم روسي وصيني قوي.

وجعلت روسيا من فنزويلا قوة عسكرية حقيقية لهدفين:

- الأول ضمان تفوقها على جيرانها مثل كولومبيا والبرازيل حتى لا يشاركان في أي غزو عسكري لها وكان يجري الحديث منذ سنتين، بعد إعلان واشنطن خوان غايدو رئيسا مؤقتا للبلاد، غزو فنزويلا انطلاقا من الأراضي البرازيلية والكولومبية.

- الثاني  تقوية النظام الحاكم لتبقى موارد البلاد الطبيعية وخاصة النفط في يد سلطة موالية لروسيا والصين ولا تدور في فلك أمريكا لاسيما أن فنزويلا تتوفر على أكبر احتياطي للنفط في العالم.

واستراتيجية روسيا ليست جديدة بل هي تعود إلى الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي إلا أن هذه المرة مرتبطة بسياسة الغاز والنفط، وطبقتها مع الجزائر بعد اندلاع الربيع العربي.

وكانت موسكو تعتقد أن الجزائر قد تكون الثانية في المغرب العربي بعد سقوط نظام معمر القذافي لاسيما بعد تعزيز الولايات المتحدة قدراتها العسكرية من قوات مارينز في إيطاليا واسبانيا، وبدء مراكز التفكير الاستراتيجي الحديث عن وشك انهيار النظام الجزائري.

ومن باب الاستباق، بعد سقوط نظام معمر القذافي في ليبيا، قامت موسكو بتوفير أسلحة متطورة للغاية للقوات الجزائرية وهي نظام الدفاع الجوي م إس 400 لمنع الطيران الحربي الغبي الاقتراب من الأجواء الجزائرية ثم صواريخ إسكندر الدقيقة علاوة على تمكين الغواصات الجزائرية الضرب من قاع البحر أي هدف حربي، وهي قدرة تتوفر عليها قليل من الدول.

وكان الرئيس الروسي فلادمير بوتين قد أعلن يوم 26  أكتوبر 2014 عن عقيدة عسكرية جديدة من ضمن مميزاتها الدفاع عن الدول الحليفة وتزويدها بالأسلحة المتطورة.

ويتضاعف هذا في حالة الجزائر وفنزويلا بحكم التسهيلات العسكرية التي تحصل عليها موسكو ثم التنسيق في ملف الطاقة من غاز ونفط للتحكم في أسعارها في السوق الدولية وعدم ترك الحرية الكاملة لدول مثل الولايات المتحدة والسعودية التلاعب بالأسعار.

* حسين مجدوبي كاتب صحفي مغربي

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

روسيا، فنزويلا، الجزائر، أس 400، عقيدة التحالف العسكري، بوتين، موارد طاقة، النفط، الغاز، أمريكا،