هل هو صعود "قوة مسيّرات عظمى؟": المسيّرات التركية تؤثر في جوار روسيا القريب

الاثنين 8 فبراير 2021 07:31 م

بالرغم من أن عام 2020 سيتم ذكره في كتب التاريخ من خلال التركيز على جائحة "كورونا"، إلا أن القصة التي يجب ألا تمر مرور الكرام هي صعود تركيا كـ"قوة عظمى للمسيّرات". لم يكن هذا الصعود سلميًا بأي حال من الأحوال وقد أتي نتيجة للعديد من المواجهات بين وكلاء روسيا وتركيا. في البداية، قصفت الطائرة بدون طيار التركية "بيرقدار تي بي 2" القوات المدعومة من روسيا في الحروب الأهلية الليبية والسورية.

ومع ذلك، فإن الاستخدام الناجح لمسيّرة "بيرقدار تي بي 2" من قبل القوات الأذربيجانية في حرب قره باغ الثانية كان يوضح تحولًا نموذجيًا للروس حيث تنافست تركيا معهم فيما يسمى "الخارج القريب". وفقًا لمفكري السياسة الخارجية الروس، يتألف "الخارج القريب" من جميع الدول التي استقلت بعد الاتحاد السوفييتي وهو "مجال نفوذ روسيا". إن قدرة تركيا على التأثير في شؤون أرمينيا وأذربيجان، وكلاهما دولتان في فترة ما بعد الاتحاد السوفيتي، تثير الشكوك حول نفوذ روسيا في مناطق ما بعد الاتحاد السوفيتي.

تم تطوير مسيّرة "بيرقدار تي بي 2" بواسطة شركة الدفاع التركية "بايكار". يمكن أن تطير المسيّرة على ارتفاع 22500 قدم ويمكن أن تحلق لأكثر من 24 ساعة. من هذا الارتفاع، يمكن للمسيّرة إجراء الاستطلاع وكذلك ضربات الصواريخ الموجهة بالليزر. يمكن لهذا النظام المتطور أن يحدث الفارق عند القتال ضد الخصوم الذين يفتقرون إلى قدرات محلية قوية مضادة للطائرات، مثل الجيش الوطني الليبي المدعوم من روسيا.

لسوء الحظ بالنسبة للروس، في كل من الحرب الأهلية الليبية والسورية، أثبت نظام الدفاع الجوي الأكثر شهرة، "بانتسير إس1"، أنه غير قادر على التصدي للمسيّرات التركية. كان من المفترض أن يكون "بانتسير إس1" نظاما ناجحا في إسقاط الطائرات بدون طيار التركية. ومع ذلك، حدث العكس، حيث تم تدمير ما يقدر بـ 23 نظامًا من أنظمة "بانتسير" في الحربين الأهليتين السورية والليبية أمام المسيّرات التركية التي كان من المفترض أن يدافع ضدها. أجبر ذلك الروس على العمل على تصحيح أنظمة "بانتسير" في محاولة لاستعادة سمعة النظام المشوهة.

يتجاوز نجاح المسيّرات التركية الحروب بالوكالة؛ فهي تشمل الحروب التقليدية أيضًا. أظهرت حرب قره باغ الثانية نفوذ تركيا على أنها "قوة عظمى للمسيّرات" حيث استخدم حلفاؤها الأذريون مسيّرة "بيرقدار تي بي 2"  للعثور على القوات الأرمنية وراء الخطوط الأمامية وتعقبهم وضربهم. كما نشر الأرمن طائرات أجنبية بدون طيار: مسيّرة "أورلان 10" الروسية. ومع ذلك، لم تستطع "أورلان 10" هزيمة مسيّرة "بيرقدار تي بي 2"، وبهذا أنهت تركيا بشكل فعال أحد "الصراعات المجمدة" في الاتحاد السوفيتي السابق من خلال التصدير البسيط لأسطول من المسيّرات.

مع انتهاء صراع "ما بعد الاتحاد السوفيتي" بمساعدة تركيا، أثير السؤال عما إذا كان بإمكان أوكرانيا إنهاء صراعها المجمد من خلال المسيّرات التركية أيضا. بالرغم من أن أوكرانيا اشترت 12 طائرة مسيّرة تركية في عام 2019، إلا أن العلاقات الدفاعية بين تركيا وأوكرانيا قد تعمقت في عام 2021، وأشار رئيس الأركان العامة الأوكراني إلى رغبته في شراء المزيد من هذه المسيّرات. يعتبر هذا التطور خبرا سيئا بالنسبة للروس، بالنظر إلى أن روسيا منخرطة مع تركيا على جبهتين مهمتين لمصالح أنقرة الوطنية. كما أن تركيا في موقع رئيسي للاستفادة من علاقاتها الدفاعية مع أوكرانيا ضد روسيا في "خارجها القريب" حيث تهدف كييف إلى إنهاء حروبها.

بالنسبة للسياسة الخارجية الروسية، كان عام 2020 عام المواجهات مع تركيا التي كانت حريصة على استعراض عضلاتها كقوة إقليمية. كان القاسم المشترك في جميع المواجهات من ليبيا إلى قره باغ هو مسيّرة "بيرقدار". الآن بعد أن عمقت أوكرانيا اهتمامها بالمسيّرات التركية، يبدو أن هذا الاتجاه سيستمر.

لكي تحقق تركيا أهدافها الجيوستراتيجية، يجب أن تتعامل مع المخططات الروسية في ليبيا وسوريا بطريقة ما. في الوقت الحالي، يعد تصدير واستخدام مسيّرات "بيرقدار" بمثابة ممارسة للقوة الصلبة والناعمة ففي مجال القوة الناعمة يعمل تصدير هذه المسيّرات على تعميق العلاقات الدفاعية مع الدول في فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي فيما تعمل القوة الصلبة عبر استخدام هذه المسيّرات لضرب أهداف مدعومة من روسيا في مناطق الصراع، مما يضر بجهود روسيا في إسقاط القوة.

المصدر | نيكولاس فيلاسكيز - جيوبوليتكال مونيتور- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

المسيرات التركية بيرقتار بانتسير العلاقات التركية الروسية القوة الصلبة لتركيا

أوكرانيا تعتزم شراء 5 طائرات بيرقدار مسيرة من تركيا في 2021