وثائق سرية.. خطط بريطانية لإصلاح النظام الإيراني قبل سقوطه بثورة شعبية

الاثنين 8 فبراير 2021 12:16 م

كشفت وثائق سرية عن خطط وتوصيات وضعها الدبلوماسي البريطاني المخضرم "نيقولاس براون"؛ لإصلاح أنظمة الحكم المستبدة في الشرق الأوسط، دون انتظار ثورات شعبية.

وتتعلق توصيات "براون" بالتعاون مع دبلوماسيين آخرين، بشأن تقييم التعامل الغربي مع الثورة الإيرانية، في 11 فبراير/شباط عام 1979، والتي تحل ذكراها الـ42، وبدأت بمشاركة شعبية، ثم سيطر عليها التيار الديني لاحقا، بشكل فاجأ صانع القرار في لندن.

وترى الوثائق، أن بريطانيا وقعت في عدة أخطاء خلال التعامل مع النظام الإيراني المستبد، منها الاعتقاد بأن تأمين نظام الحكم وبقائه، يقع على القادة الكبار في القوات المسلحة، وأن الشاه "محمد رضا بهلوي" لن يسقط إلا بانقلاب عسكري وليس بعمل شعبي.

وتضمنت الأخطاء المرصودة، تطبيق برنامج تنمية اقتصادية غير منظم وبوتيرة أسرع من قدرة المجتمع على مواكبتها، واختيار الوقت الخطأ لتطبيق برنامج التحرر الاقتصادي والاجتماعي الشامل، وتغريب المثقفين، وتغول أجهزة الاستخبارات التي ضللت "الشاه"، واستشراء الفساد.

وانتهى "براون"، وفق الوثائق التي استعرضتها "بي بي سي"، إلى عدد من النصائح لحماية الأنظمة من الثورات الشعبية الحتمية، أولها النقاش الصريح والأمين مع النظام، وتأسيس علاقة أمينة وصريحة معه.

ووفق الوثائق المنشورة، فإن الاستماع إلى مخاوف المعارضين المشروعة بشأن التغيير، يعد وصفة هامة لتجنب التغيير عبر الثورات، إضافة إلى مراجعة سياسة بيع الأسلحة الغربية، ففي الحالة الإيرانية، تعد إحدى وسائل حماية النظام من الوقوع في أخطاء تجعل نهايته حتمية هي "بيع كميات أقل من الأسلحة المكلفة" له، ما كان سيوفر مزيدا من الأموال المتاحة لمشروعات التنمية المدنية التي تعود بمنافع سياسية على النظام.

وانتقدت المراجعات الدبلوماسية، ميل وزارة الدفاع البريطانية لانتهاز أي فرصة ترى فيها اهتماما لدى الإيرانيين بشراء أسلحة دون أن تتشاور مع وزارة الخارجية مسبقا.

وأبدى رئيس إدارة الشرق الأوسط آنذاك، "أيه. جي. مونرو"، تأييده لهذا الطرح، قائلا إنه "لا يمكن لأي قدر من العتاد العسكري أن يحمي حاكما فقد ثقة ومساندة غالبية رعيته".

ورابعا، وفي رده على نتائج المراجعة، عبر السفير "بارسونز" عن اعتقاده بخطأ استخدام تعبيرات مثل "استقرار"، و"شعبية" عند الحديث عن نظام "الشاه"، مؤكدا إنه "لا يوجد نظام حكم في العالم الثالث مستقر بمفهومنا للكلمة. النظام يحافظ فقط على درجة أكبر أو أقل من الهدوء. كل أنظمة العالم الثالث تقريبا تعتمد على ولاء قواتها المسلحة وليس شعبيتها".

وطالبت الوثائق بضرورة المكاشفة بشأن حقوق الإنسان، حيث ترى لندن أنه لو كانت بريطانيا قد واصلت سياسة التحدث بأمانة مع الشاه "لكانت قد قدمت إسهاما مهما في تفكيره بشأن التطور السياسي لبلاده" و"لصورت نفسها على أنها تريد بإخلاص تام بذل كل ما تستطيع لحماية موقع الشاه".

وأشارت الوثائق إلى أهمية الاتفاق على سياسة غربية موحدة، وأن يكون هناك سعي مشترك من جانب الأمريكيين واليابانيين والدول القائدة في المجموعة الاقتصادية الأوروبية، لاستباق أي أزمة داخلية، وهو ما كان سيجبر "الشاه" على الإنصات.

أما سابعا، فقد أشارت نتائج المراجعات إلى أنه رغم أنه كان للعلاقات البريطانية الإيرانية قيمة، فإنها "ولدت شعورا زائفا بأن النظام مستقر"،غير أنه تبين في النهاية أنه لو تحقق الرخاء الاقتصادي، فإنه "يميل إلى أن يُسكت المعارضة السياسية".

وقام التحليل البريطاني للحالة الإيرانية على أنه من المهم أن تبحث الدول الغربية، وفي وقت مبكر، عن البدائل التي تلجأ إليها تحسبا لعدم استجابة النظام للنصح، حتى تضمن مصالحها في حال تغير النظام خاصة بثورة.

وأقدم "براون" ضمن مراجعاته، على دراسة تجربة الأمريكيين في التعامل مع "الشاه"، وتوصل إلى أن نتائج جيدة قليلة تتحقق من محاولات لتصويب مسار الأنظمة الداخلية في الدول الأخرى.

واندلعت الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 وحولت إيران من نظام ملكي دستوري، تحت الشاه "محمد رضا بهلوي"، لتصبح جمهورية إسلامية عن طريق الاستفتاء.

المصدر | الخليج الجديد + بي بي سي

  كلمات مفتاحية

الثورة الإيرانية محمد رضا بهلوي وثائق بريطانية نيقولاس براون

جروح الثورة الإيرانية تنزف من جديد: أدلة جديدة على حدوث عمليات قتل جماعي

أمير قطر يهنئ روحاني بذكرى الثورة الإيرانية