نتنياهو يجب أن يتحمل نتائج تواصل التدهور الأمني

السبت 10 أكتوبر 2015 03:10 ص

طلب رئيس الوزراء نتنياهو منا أمس في كلمته أمام الامة الحفاظ على وحدة الشعب، فيما أثنى على سلوك مواطني اسرائيل وقوات الامن. ولكن الحقيقة هي أننا موحدون، الكثيرون منا مزودون بسلاح شخصي، وكلنا متحفزون ومنصتون لكل بارقة اشتباه بالمس بنا. فنحن غيرنا القرص منذ الان.

أما نتنياهو بالمقابل فكرر الكليشيهات المعادة التي درج على امتشاقها في اوضاع الطوارىء. قادة جهاز الامن الذين اجلسوا الى جانبه في المؤتمر الصحفي بمثابة مصدر يفترض به أن يبث القوة والتصميم خدموه بنجاعة. ولكن مع الكليشيهات لا تخاض الحرب ولا يتحقق السلام.

رئيس الاركان والقائم باعمال المفتش العام للشرطة اللذان ظهرا الى جانبه ليسا المسؤولين عن وضع السياسة، وليس هذا من مهامهم أو قدرتهم على منع الاحساس بان رئيس الوزراء فشل بشكل ذريع في الاثبات بانه بالفعل يسعى الى الاشتباك لغرض تغيير الواقع العنيف على الارض.

أما نتنياهو بضع مسائل جوهرية بمسؤوليته الحصرية اتخاذ القرارات الحاسمة بشأنها. بداية: الحرم. فقد وجه رئيس الوزراء تعليماته لكل الوزراء والنواب، من يهود وعرب الامتناع عن الحجج الى الحرم – وذلك بعد أن تعرض لانتقاد من وزراء اليمين في أنه فرض هذا الحظر بداية على النواب اليهود فقط.

ولكن ما كان متوقعا من نتنياهو هو أن يستدعي الوزير اوري ارئيل وان يوجه تعليماته له قبل بضعة اشهر من أن يتجرأ على الحجيج الى الحرم. كان ممكنا أن نتوقع ايضا منه أن يبدي موقفا قياديا فيتحكم بائتلافه، ولكن سياسة غمز كل الاطراف، بمن في ذلك ايضا نشطاء اليمين المتطرف، أدت الى الوضع المتفجر. ليس واضحا ايضا لماذا لم يكلف نتنياهو نفسه عناء التفكير للمدى البعيد والمبادرة الى مؤتمر دولي بمشاركة الدول العربية في محاولة لتحقيق تسوية جديدة في الحرم.

المشكلة المشتعلة الثانية تكمن في قطاع غزة، حيث تتواصل الاستعدادات لجولة قتال اخرى. فأين المبادرة لخلق أمل لدى نحو مليوني فلسطيني يعيشون هناك في ظروف رهيبة؟ أين الاعتراف بان لنا مسؤولية ما عما يجري هناك؟

المسألة الثالثة تتركز على الارهاب اليهودي: فالانذال الذين قتلوا ابناء عائلة هينكن القي القبض عليهم في غضون 48 ساعة. اما قتلة ابناء عائلة دوابشة من قرية دوما قبل اكثر من شهرين فلا يزالون يتجولون بحرية. الفلسطينيون المعتدلون ممن يريدون السلام يسألون انفسهم هم ايضا كيف يحصل هذا.

لقد أثنى نتنياهو أمس على شعب اسرائيل لشجاعته. ولكننا ملزمون بان نسأل: هل انت، يا سيد نتنياهو، جدير بان تقف على رأس هذا الشعب الشجاع؟ هل أنت تؤدي دورك في العقد الموقع معك في الحملات الانتخابية الثلاث؟

ليس اسحق هرتسوغ ولا ابو مازن مسؤولين عن امننا – نتنياهو مسؤول وهو الذي ينبغي أن يتحمل النتائج اذا ما تواصل التدهور الامني.

هذا الشعب يعطي تفويضا سخيا لزعمائه. ولكن من اللحظة التي يبذره، من شأنه أن يدير لهم ظهر المجن لعدم التزامهم بشروط الاتفاق.

  كلمات مفتاحية

إسرائيل الاستيطان التدهور الأمني نتنياهو فلسطين

فلنستغل أزمة «نتنياهو»