قدمت تركيا، الثلاثاء، حلا يمكن أن يفتح الباب أمام صفقة محتملة مع الولايات المتحدة حول أزمة منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس-400" التي اشترتها أنقرة.

وأعلن وزير الدفاع التركي "خلوصي أكار" عن قبول أنقرة بمعاملتها على غرار "النموذج اليوناني" للتوصل إلى حل مع الإدارة الأمريكية وحلف "الناتو"، وذلك بعد تلويح إدارة "بايدن" باستمرار العقوبات على أنقرة، بسبب الأزمة.

وفي مقابلة مع صحيفة "حريت"، نقلتها وسائل إعلام تركية أخرى، قال "أكار": "نحن منفتحون على التفاوض بشأن نموذج مشابه لذلك المعمول به بالنسبة لصواريخ إس-300 الموجودة في جزيرة كريت في اليونان".

وسمحت الولايات المتحدة وحلف "الناتو" لليونان بالاحتفاظ بالمنظومة الروسية "إس-300" دون تشغيلها، في جزيرة كريت، لكن تقارير أشارت إلى أن أثينا قد تكون فعلت المنظومة الروسية، في ظل صمت أمريكي أوروبي، وهو ما تعتبره تركيا كيلا بمكيالين.

ويقوم العرض التركي على أن تحتفظ أنقرة بـ"إس-400" دون تشغيلها، على غرار اليونان، مقابل إنهاء الأزمة مع الولايات المتحدة و"الناتو".

وفي مواجهة الاحتجاجات الشديدة من تركيا، عدلت قبرص عام 1999 عن نشر صواريخ "إس-300" كانت طلبتها من روسيا ووضعتها في جزيرة كريت بالاتفاق مع أثينا.

وأصبحت اليونان لاحقا مالكة هذه الصواريخ التي لم تستخدم منذ ذلك الحين إلا خلال تدريبات عام 2013.

وقال وزير الدفاع التركي، خلال تصريحاته، إن بلاده "ليست مضطرة لاستخدام المنظومة الروسية طوال الوقت"، مردفا: "هذه الأنظمة تُستخدم في حالة التهديد. سنقرر حول ذلك".

وركز الوزير التركي على الإشارة إلى أن دولا حالية في حلف شمال الأطلسي لديها أسلحة ومنظومات دفاعية روسية متبقية من حقبة حلف وارسو السابق، وأن هذه الأسلحة والمنظومات لا تتسبب بخلافات أو عقوبات على هذه الدول، وهي تعمل بفعالية دون مشاكل.

وكثيرا ما لفتت تركيا إلى امتلاك اليونان منظومة "إس-300" الروسية دون أن يتسبب ذلك بأزمة مع الولايات المتحدة.

ومؤخراً كشفت وسائل إعلام تركية عن أن الجيش اليوناني أجرى في الأيام الأخيرة اختبارات على منظومة "إس-300" الروسية في جزيرة كريت الواقعة قرب السواحل التركية، مشيرة إلى أن هذه الاختبارات جرت بحضور عسكريين من الجيش الألماني والهولندي والأمريكي، وجميعها من الدول الأعضاء في حلف "الناتو"، وتعارض اقتناء تركيا للمنظومة الروسية.

وتقول أنقرة إنها لجأت إلى المنظومة الروسية "إس-400" بعد رفض واشنطن إمدادها بمنظومة "باتريوت" الأمريكية المتطورة، ما دفعها للتحرك سريعا لتأمين سمائها بمنظومة بديلة، في ظل تنامي التهديدات ضد تركيا.