(اجتهاد) التحالف مع نتنياهو: فلسطينيا وعربيا!

الجمعة 12 فبراير 2021 07:38 ص

(اجتهاد) التحالف مع نتنياهو: فلسطينيا وعربيا!

لا يمكن عقليا أن يكون الساسة (المجتهدون) بالتحالف مع نتنياهو بالداخل الفلسطيني لا يدركون المعنى الحقيقي لما يحاولون القيام به.

كيف لا يلاحظ التشابه بين «صفقات» التطبيع العربية و«المبادلة» المعروضة لأصوات الناخبين الفلسطينيين لصالح خدمات وأموال لبلدات أو قرى.

تتناظر (اجتهادات) التقرب من نتنياهو كـ«لعبة سياسية» وتحسين ظروف الفلسطينيين في إسرائيل مع تصدّع قوى الداخل الفلسطيني!

زيارة نتنياهو الانتهازية للناصرة ووجهت باحتجاجات أدت لاعتقال نحو 15 متظاهرا واعتداء الشرطة على المحتجين واعتقال قيادات سياسية وناشطين ومساعدي النواب العرب.

*     *     *

حسب علي سلام، رئيس بلدية الناصرة، فإن انتخاب بنيامين نتنياهو هو الخيار «الأحسن» للأقلية العربية الموجودة في ما يسمى «مناطق 48» تحت الحكم الإسرائيلي المباشر، والتي يملك أبناؤها حق الترشّح والانتخاب لمقاعد البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) وذلك على خلفية الاستعداد للانتخابات العامة للكنيست التي ستجري في 23 آذار/مارس المقبل.

يتزامن هذا مع مواقف تميّز بها النائب في الكنيست، وزعيم «الموحدة» وهي قائمة «الحركة الإسلامية الجنوبية» عباس منصور، الذي اختار تلفزيون المستوطنين واليمين الإسرائيلي (قناة 20) لإعلان انشقاقه عن «القائمة المشتركة» (القائمة التي تجمع النواب العرب في الكنيست).

وكشف النائب عن مواقف اعتبرها زملاؤه في القائمة العربية في الكنيست «مهادنة» لمواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وحزبه «الليكود» عبر الدعوة إلى تحسين العلاقات مع اليمين الإسرائيلي ونتنياهو، وذلك لتحسين ظروف المجتمع الفلسطيني، عبر تأمين الأموال والإصلاحات اللازمة للعرب في إسرائيل.

حاول نتنياهو اللعب على موضوع استقطاب أصوات العرب الفلسطينيين، وكذلك على تعميق الشرخ داخل القوى السياسية الفلسطينية، غير أن زيارته الانتهازية لمدينة الناصرة، ووجهت بالاحتجاجات، مما أدى إلى اعتقال أكثر من 15 متظاهرا، واعتدت الشرطة على المحتجين واعتقلت عددا من القيادات السياسية والناشطين ومساعدي النواب العرب في الكنيست، كما أصيب عدد من نواب الكنيست، بينهم امطانس شحادة، وعايدة سليمان، وهبة يزبك، وسندس صالح، بالإضافة للنائب السابق (والكاتب في «القدس العربي») جمال زحالقة.

إحدى زميلات عباس منصور في الكنيست، النائبة عايدة سليمان، قالت إنها «تشعر بالحرج» لأنه ما يزال هناك شخص «يعتقد أن بإمكانه الحصول على شيء جيد من نتنياهو. لسنا بحاجة إلى إقناع اليمين الفاشي للحصول على حقوقنا.

هذا أمر لا يغتفر» وقد رد منصور على اتهام وسائل إعلام إسرائيلية وفلسطينية له بأنه صار «في جيب نتنياهو» بأنه يريد أن يكون «جزءا من اللعبة السياسية» لا أن يكون «في جيب نتنياهو».

تتناظر «الاجتهادات» للتقرب من نتنياهو، بدعوى «اللعبة السياسية» و«تحسين ظروف» الفلسطينيين في إسرائيل، بشكل واضح، مع التصدّع داخل قوى الداخل الفلسطيني، وإضعاف قدراتها كقوّى سياسيّة موحّدة تستطيع، مع قوى ديمقراطية إسرائيلية، وعبر مسار تاريخي طويل الأمد، إنجاز تغييرات، لا تخص الفلسطينيين فحسب (الذين يمثّلون 21٪ من أصوات المجمّع الانتخابي) بل تخصّ الكيان الإسرائيلي نفسه.

في مواجهة هذا المنطق السياسيّ، فإن أطرافا في «مناطق 48» تعتقد بإمكانية فصل السياسيّ العام، عن «الخدمي» و«الماليّ» وذلك بعقد صفقات انتخابية يقدّم فيها الفلسطينيون الأصوات لنتنياهو، مقابل الحصول على خدمات وأموال تفيد «المجتمع المحلّي».

ويقابلها، من طرف نتنياهو، توظيف لهذا الاتجاه عبر التلويح بضم أسماء عربية على لائحته (ومنهم رئيس بلدية الناصرة المذكور آنفا) وتشجيع مبادرة النائب عباس منصور، وفي المقابل تكرار اتهام نواب «القائمة المشتركة» بأنهم «إرهابيون»!

تتشابه سياسات نتنياهو داخل «الخط الأخضر» وطرق التعاطي معها من قبل بعض الأطراف الفلسطينية، مع سياسات «التطبيع» العربية، التي يعني فيها تطبيع دول عربية مع إسرائيل، التخلي السياسي عن الفلسطينيين (قرارات الأمم المتحدة فيما يخص بالاحتلال الإسرائيلي، وشطب مبادرات السلام العربية المعروفة) مقابل منافع «محلّية» و«خدمية» و«مالية» وسياسية.

مثل المساهمة في إخراج السودان من قائمة الإرهاب، واعتراف إدارة ترامب بمغربية الصحراء، والانخراط في مبادلات أمنية وعسكرية وتجارية ورياضية وفنية محمومة مع الإمارات والبحرين.

من غير الممكن، عقليا، أن يكون الساسة «المجتهدون» بالتحالف مع نتنياهو، في الداخل الفلسطيني، لا يدركون المعنى الحقيقي لما يحاولون القيام به، أو لا يلاحظون التشابه بين «صفقات» التطبيع العربية، و«المبادلة» المعروضة لأصوات الناخبين الفلسطينيين لصالح بعض الخدمات والأموال الموعودة لبلداتهم أو قراهم.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

نتنياهو، التطبيع، السودان، الداخل الفلسطيني، علي سلام، بلدية الناصرة، الأقلية العربية، مناطق 48، إسرائيل، عباس منصور، القائمة المشتركة،