مضاوي الرشيد تدعو السعوديين للاقتداء بلجين وعائلتها لمواجهة ظلم بن سلمان

الثلاثاء 16 فبراير 2021 07:39 م

دعت المعارضة والأكاديمية السعودية "مضاوي الرشيد" السعوديين للاقتداء بنهج الناشطة "لجين الهذلول" وعائلتها؛ لمواجهة ظلم ولي العهد بالمملكة "محمد بن سلمان".

وطالبت "الرشيد"، في مقال مطول بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني، السعوديين بعدم انتظار تدخل أو فرض إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" ضغوطا على الرياض لتحقيق مطالبهم.

ومؤخرا أفرجت السلطات السعودية عن "لجين الهذلول" بعد أكثر من 1000 يوم في السجن تعرضت فيهم للتعذيب على يد "سعود القحطاني" المستشار السابق لولي العهد.

حملة ضغط قوية

ورأت "الرشيد" أن الإفراج عن "لجين" هو في الحقيقة نتاج حملة استمرت 3 سنين، وقام بها ناشطون سعوديون ومنظمات حقوقية دولية ينسب لها معظم الفضل في الضغط للإفراج عن "لجين".

وقالت إن المذكورين سابقا ثابروا وعملوا بتصميم ووضوح وتضامن خلال سنوات من سجن الهذلول بهدف تأمين الإفراج عنها.

وتحدثت الأكاديمية والمعارضة السعودية عن إبداع المنفيين السعوديين من الناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان في واشنطن ولندن وبرلين وأماكن أخرى كثيرة، وإتقانهم فن الحملات السلمية ونشاطات اللوبي حول العالم، وتأكيدهم على بقاء اسم "لجين الهذلول" حاضرا وعصيا على النسيان.

وأشارت "مضاوي الرشيد" إلى أن شقيقات "لجين" ترددن في البداية بالتصعيد وطلب التضامن الدولي للإفراج عنها.

غير أنه بعد أن أغلقت كل الأبواب في وجوههن داخل السعودية، قررن كسر حاجز الصمت وبدأن بطلب التضامن من الناشطين والمنظمات غير الحكومية حول العالم.

صمت رسمي

وقالت "مضاوي" إن الحكومات الغربية المتحالفة بشكل قوي مع السعودية لم تأبه بمعاناة "لجين" ولا بمعاناة أعداد كبيرة من سجناء الرأي من أمثالها.

وذكرت أن الصمت كان هو الخيار المفضل لكل من الولايات المتحدة في عهد "دونالد ترامب" وبريطانيا تحت حكم المحافظين، وكذلك فرنسا، وذلك حتى تفوتهم فرص الاستثمار أو إبرام صفقات سلاح جديدة.

وأشارت إلى استمرار تدفق السلاح والدعم اللوجيستي للحرب الفاشلة والكارثية المستمرة في اليمن منذ 6 أعوام، فيما تشوهت صورة السعودية وحلفائها الغربيين لأنهم أسهموا في خلق أكبر كارثة إنسانية في العالم.

دور "بايدن"

ونوهت "مضاوي الرشيد" إلى أن تأكيد الرئيس الأمريكي "جو بايدن" على أولوية حقوق الإنسان والديمقراطية في تعامل إدارته مع شركاء وحلفاء الولايات المتحدة، بما فيهم السعودية ربما كان هذا وراء الإفراج عن "لجين" والإعلان عن إصلاحات قضائية بسيطة.

وأضافت أنه قد يكون "بايدن" رغب في حملته الانتخابية بإرسال رسالة لحكام الرياض، وبخاصة "محمد بن سلمان" الذي يعتبر عبئا على الإدارة الأمريكية الجديدة التي تحاول طمأنة العالم بأن ديمقراطية الولايات المتحدة سيكتب لها النجاة، بعد الضرر الذي لحق بها في حقبة "دونالد ترامب".

وقالت "الرشيد"، إن "بايدن" ربما كان جادا بالفعل في إحداث تغيير، ولكن علينا عدم توقع الكثير.

وعقبت: "فكما رأينا في حالة الرؤساء الآخرين، فسيتم غالبا ترجمة كلام الحملات الانتخابية إلى محاولة من البراغماتية ودعم الوضع الراهن في السعودية".

وتابعت: "وضمن هذا السياق فسيقتنع بايدن بتغيير في السلوك داخل السعودية بدلا من تغيير في النظام.. ولو بدل الأمير المتهور سلوكه (محمد بن سلمان)، فربما حصل على إشادة الولايات المتحدة به، ونال العفو على ما ارتكبه من جرائم غادرة داخل وخارج السعودية".

مقاومة سلمية

وقالت الكاتبة إنه بالتأكيد لن يدعو "بايدن" إلى تغيير النظام السعودي في السر أو العلن.

وذكرت ان السبب واضح وسيذكّره المستشارون في السياسة الخارجية بالأخطاء الفتاكة التي وقعت بها أمريكا في الماضي.

وتابعت: "كما يمكننا أن نتذكر خطته لتجزئة العراق طائفيا، بالرغم من الحديث الأمريكي حول بناء الدولة والعراق الموحد".

وعليه، والحديث لـ"مضاوي الرشيد"، فإن يجب على السعوديين ألا ينتظروا من بايدن أو غيره من الحلفاء الغربيين المهمين ممارسة الضغط على النظام السعودي حتى يطلق سراح السجناء السياسيين.

وأشارت إلى حالة الشيخ "سلمان العودة" و"عبدالله الحامد" الذي مات وهو في السجن، والصحفي "صالح الشيحي" الذي توفي بعد فترة قصيرة من إطلاق سراحه، وتم إعدام العشرات من السجناء السياسيين في السنوات الأخيرة، بمن فيهم الشيخ "نمر النمر".

وذكرت أن النظام السعودي يمارس التعذيب في سجون المملكة على نطاق واسع، ومع ذلك لا يحظى بتغطية إعلامية كافية.

ولفتت إلى أنه في مجتمع من المفترض أن يكون شرف النساء فيه من المقدسات انتهكه جلادو النظام أثناء عمليات التعذيب بدون خوف من العقاب.

ورأت أن الخوف والترهيب والعنف ألجم المجتمع بأسره، حتى غدا السعوديون مشاركين في جريمة تعذيبهم، وعلى مثل أفراد عائلة "الهذلول"، يعلق السعوديون آمالهم على حلفاء أقوياء ليساعدوهم في تغيير واقعهم.

واستشهدت الكاتبة بالمثل العربي الشهير الذي يقول "ما حك جلدك غير ظفرك".

وعقبت: "لو بقي السعوديون صامتين، فسوف يستمر النظام في ترهيبهم، ولو أمسكوا بزمام المبادرة في أيديهم واتخذوا مثال شجاعة عائلة الهذلول وتبنوا المقاومة السلمية واللوبي، فسيكون هناك أمل بنهاية معاناتهم في ظل محمد بن سلمان".

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

لجين الهذلول مضاوي الرشيد جو بايدن

الطريق إلى ملكية دستورية.. لماذا تعد الديمقراطية الحل الوحيد للإصلاح في السعودية؟