توفي، الثلاثاء، الشيخ "حسنين جبريل"، أحد قراء القرآن الكبار بمصر والعالم، والذي يجيز قراءة القرآن بالعشر قراءات الكبرى والصغرى.
و"جبريل"، من تلاميذ الشيخ "أحمد عبدالعزيز الزيات"، وسار على دربة، فهو معلما للقرآن، ويأتى إليه العديد من الطلاب من جميع الدول العربية والإسلامية لترتيل القرآن عليه، وأخذ سند منه على ذلك.
وولد الشيخ "محمد حسنين إبراهيم محمد عفيفي جبريل"، بقرية طحوريا من محافظة القليوبية (شمالي القاهرة)، وحفظ القرآن الكريم وعمره أقل من 11 عامًا، توفي والده وهو صغير، فتولى جده رعايته.
وعندما أراد "جبريل"، الالتحاق بمعهد البرموني، أحد المعاهد الأزهرية في هذا الوقت، قدم لاختبار القبول بالمعهد واجتازه بنجاح، ولكن جده انتقل إلى جوار ربه في هذا العام، ولم يكن للشيخ نصيب في الالتحاق بالمعهد.
وقال "جبريل"، في أحد لقاءاته التليفزيونية، إنه عمل مع أعمامه في زراعة الأرض وفلاحتها، ثم أراد الله أن يلتحق بمعهد القراءات من الخارج، وكان يصحبه في هذا العام الشيخ الراحل "عبدالفتاح المرصفي".
وأضاف الشيخ "التحقنا به في المرحلة الثانية من عالية القراءات حتى انتهينا منها، ثم إلى مرحلة التخصص، وهو معي سنة بسنة لم يتخلف أحدنا عن الآخر".
وبعد انتهاء الدراسة من معهد القراءات، التحقا سويا، بكلية الدراسات الإسلامية والعربية التابعة في هذا الوقت لكلية الشريعة والقانون، فدرسا فيها العلوم الشرعية المختلفة والفقه المقارن.
وعمل الشيخ الراحل بمعهد دمنهور (دلتا النيل/شمال)، وكان الذي أنشأه محافظ البحيرة "وجيه أباظة"، حتى ضُم المعهد إلى المعاهد الأزهرية عام 1967.
وحظي "جبريل" بصحبة نخبة من العلماء منهم الشيخ "عبدالفتاح القاضي"، صاحب كتاب "البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة".
بعد ذلك، انتقل "جبريل" إلى المعهد الديني ببلبيس الشرقية (دلتا النيل/شمال)، فدرس فيه العلوم الشرعية والعربية وعلوم القراءات، ثم انتقل إلى معهد شبين القناطر لقربه من بلدته.
وبعد ذلك، رُقِّي الشيخ الراحل إلى التفتيش على إدارة شؤون القرآن الكريم بمنطقة القليوبية الأزهرية، حتى وصل إلى موجه عام للمعاهد الأزهرية، وظل متقلدا لهذا المنصب حتى انتهاء الخدمة في أغسطس/آب 1993.
ويُعد الشيخ الراحل، شيخ مقرأة الأحراز والغنيمي (بلدتان تابعتان لمحافظة القليوبية بمصر)، وكان نموذجًا يحتذى به في طلب العلم والمداومة على مذاكرته.
