استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الموت للعرب

الأحد 11 أكتوبر 2015 03:10 ص

حملة الإعدام بدون محاكمة تملأ البلاد، إنها بربرية – وتحظى بالتصفيق من الجمهور والتشجيع من السلطات. وإلى مجموعة العمليات أضيفت الآن عملية هي الأسوأ: المجتمع في (إسرائيل) يفقد إحساسه الإنساني. لقد كانت هناك فترات سيئة، لكن لم تكن مثل هذه الفترة حيث أن كل من يطعن أو يهدد بالسكين أو المفك أو المقورة يتم قتله حتى بعد أن يرمي سلاحه. أما القاتل فيتحول إلى بطل الأمة.

من أراد إعدام المخربين حصل على ما هو أكثر من ذلك: الإعدام بدون محاكمة. قُتل 14 فلسطينيا بهذه الطريقة في الأسبوع الاخير، أغلبيتهم لا يستحقون الموت في دولة قانون. التعطش غير المسبوق للدماء يريد المزيد فالمزيد.

في عدد من العمليات تصرف رجال الأمن والمواطنين بالشكل السليم وقاموا بالسيطرة على المخربين. وأحيانا لم يكن مناص من إطلاق النار والقتل. لكن في حالات أخرى كان الحديث عن إعدام، وليس هناك تعريف آخر. أشرطة الفيديو تثبت هذا بشكل قاطع. وتكفي رؤية إطلاق النار على «إسراء عابد» في العفولة، التي وقفت بدون حراك وفي يدها سكين، ورجال الشرطة المسلحين يحيطونها ويقتربون منها، إلى أن يتم إطلاق النار عليها من مسافة قريبة بدل السيطرة عليها. هذا مثل القتل. هؤلاء الشرطة كانوا جبناء أو يرغبون في الانتقام، لذلك يجب محاكمتهم لا إعطاءهم الأوسمة.

الأمر الأكثر صعوبة كان قتل «فادي علون» في القدس: بعد أن رمى السكين التي طعن بها الشاب اليهودي وأصابه حاول الهرب من اليهود الغاضبين باتجاه الشرطة. وحينما طلب اليهود من الشرطة قتله استجاب رجال الشرطة وقتلوه بدون سبب وبدأوا بدحرجة جثته على الشارع.

إضافة إلى ذلك العملية في تل أبيب: فلسطيني يحمل مفكاً صغيرا طعن به إسرائيليين وكانت إصاباتهم طفيفة جدا، تم إطلاق النار عليه وقُتل من قبل ضابط في الجيش الإسرائيلي. حيث تحول «دانييل» إلى بطل: صفحات كاملة في الصحف «مقاتل في سلاح الجو فعل ما هو متوقع منه». وجثة الطاعن التي لم تتم تغطيتها والمفك الصغير بجانبها، هي وسام دانييل. «بطولة على أبواب الكرياه»، قالت العناوين. ها هم أبطالك يا (إسرائيل)، أبطال على بائسين مع مفك كان يمكن اعتقالهم.

هذه الصور يراها شعب (إسرائيل) متأثرا من الصحافة. هذا هو التحريض الحقيقي. الكبار والصغار يرون كيف يطلقون النار على العرب مثل الكلاب الضالة ويحفظون الدرس. وهنا يكمن أحد الأسباب الأساسية لهذه الأحداث: اللاإنسانية للفلسطينيين الذين تعتبر حياتهم وموتهم مثل قشرة الثوم بالنسبة للإسرائيليين. الأمر الذي لم يفكر أحد بفعله تجاه «يشاي شليسل» أو تجاه قاتل الشاب «مئور المكايس» في كريات غات، الذي يحظى بتصفيق الجمهور عندما يتعلق الأمر بفلسطيني.

ولم نقل شيئا بعد عن إطلاق النار على المتظاهرين في حدود غزة حيث قتل أربعة ومنهم ولد. ليس لمحاولة اللنش في نتانيا وليس بسبب الإسرائيلي الذي طَعن عربا في ديمونة، والذي لم يفكر أحد بإعدامه أو هدم منزله. لقد كان يعاني من ضائقة لذلك تمت مسامحته وكأن من يطعن من الفلسطينيين لا يعاني من ضائقة أشد.

أحد أيديولوجيي هذه البربرية هو «دان مرغليت» الذي أعطى التبرير أول أمس: «يُفضل إطلاق النار على كل مخرب… كلما أصيب مخربون أكثر يكون مخربون أقل». هذه الأخلاق التي لا تصمد على أرض الواقع يمكن أن نضيف إليها: «كلما أصيب من يغتصب أو يسرق أو كان يساريا أو عربيا أكثر – كلما تضاءل عددهم». الموت للعرب – حان الوقت للانقضاض على الهدف التالي.

 

  كلمات مفتاحية

العرب (إسرائيل) الاحتلال القدس فلسطين غزة عملية الطعن