قرر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، وقف برنامج الإعلامي "تامر أمين"؛ بعد انتقادات وهجوم تعرض له على خلفية تصريحاته خلال إحدى حلقاته عن أهل الصعيد في مصر، والتي اعتبرت مسيئة لهم.

وقال المجلس (حكومي)، في بيان، الجمعة: "قررت هيئة المكتب بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، وقف برنامج الإعلامي تامر أمين إلى حين استدعائه والتحقيق معه، يوم الأحد القادم".

وتابع البيان، أن المجلس يؤكد "ضرورة الالتزام بمدونات النشر التي تحض على تعظيم القيم السلوكية والأخلاقية، مشددا على الاحترام الكامل لأهالي الصعيد الذين يمثلون الشهامة والمروءة والرجولة".

وأثار الإعلامي المصري "تامر أمين" حالة جدل واسعة خلال الساعات الماضية؛ بعد حديثه عن إنجاب أهالي الصعيد أطفالا كثيرين ليدفعوا بهم مبكرا إلى سوق العمل للذكور، بينما "يشحنون" الإناث على القاهرة لأعمال الخدمة في المنازل، على حد قوله.

وذكر "أمين" أن "هناك نسبة كبيرة في مناطق الريف والصعيد بيخلفوا ولاد وبنات، علشان العيال هم اللي يصرفوا على الأب والأم".

وتابع: "في تلك المناطق حين يبلغ الولد سن 6 أو 7 سنوات، يتم إلقاؤه في ورشة لتعلم حرفه ما…. الأسطى آخر الشهر يديله 1000 جنيه يحطهم في حجر أبوه… لو الأب خلف بنت هيغلب؟ هيدخلها المدرسة؟، بالقطع لا … في الصعيد بيشحنوا البنات على القاهرة عشان يشتغلوا خدامات".

وتسببت التصريحات فبي موجة غضب، لاسيما بين أهالي الصعيد، وتم تدشين وسوم احتلت صدارة "تويتر" في مصر للرد على "تامر أمين".

وانتقلت الانتقادات إلى البرلمان المصري، حيث طالب نواب بإيقاف برنامج "أمين" ومحاسبته.

وعقب تلك العاصفة، خرج الإعلامي ليعتذر إلى أهالي الصعيد، معتبرا أن تصريحاته تم اجتزاؤها من مضمونها.

وتعيش مصر حاليا على وقع حملة غير مسبوقة لحث المصريين على تنظيم النسل وعدم إنجاب أطفال كثيرين، بزعم أن التعداد السكاني المرتفع للبلاد هو العائق الأكبر أمام تحقيق التنمية وحل المشكلات التي تعاني منها مصر، مثل البطالة وتردي الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها.

وبدأت الأمور بتصريحات من الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" انتقد فيها الزيادة السكانية، تلقفها إعلاميون وسياسيون وحتى رجال دين بالترويج لها، وسارعت دار الإفتاء بإصدار فتوى تبيح تحديد النسل.