لم أكن أرغب أبدا في أن أكون عسكريا.. رسالة من سليماني لابنته قبل اغتياله

السبت 20 فبراير 2021 11:17 م

نشرت وكالة الأنباء الإيرانية "إسنا"، رسالة قالت إنها من قائد فيلق القدس السابق "قاسم سليماني" إلى ابنته "فاطمة"، أكد فيها أنه لم يكن يرغب في أن يكون عسكريا.

ولم تكشف الوكالة موعد إرسال الرسالة التي بعث بها "سليماني" إلى ابنته، والتي يتحدث فيها عن رؤيته لعمله العسكري، والهدف الذي كان يعمل لأجله.

وفي الرسالة كتب "سليماني": "في كل مرة أبدأ الرحلة أشعر بأنني لن أراكم مرة أخرى، لقد تخيلت وجوهكم المفعمة بالمحبة مرات عديدة علي طول الطريق واحدا تلو الآخر أمام عيني".

وتابع: "في كثير من الأحيان ذرفت دموعا في ذكركم، اشتقت إليكم واستودعتكم الله، علي الرغم من أني قلما وجدت فرصة للتعبير عن حبي لكم فلم أستطع إيصال هذا الحب الذي في قلبي إليكم عزيزتي".

وقال "سليماني": "لطالما أبقيتكم قلقين عليّ لأكثر من عشرين عاما والله شاء أن لا تنتهي هذه الحياة وأنتم تحلمون حلم الخوف دائما، ابنتي، كلما فكرت وأفكر في هذا العالم أن أفعل شيئًا آخر لتقليل قلقكم، رأيت أنني لا أستطيع، وهذا لم يكن وليس بسبب اهتمامي بالنزعة العسكرية، لم يكن ولن يكون بسبب الوظيفة أيضا، لم يكن وليس نتيجة إكراه أو إصرار من أحد، لا يا ابنتي، فإني لا أرضي أبدًا بسبب وظيفتي أو مسؤوليتي أو إصرار أو إكراه أحد أن أتسبب في قلقكم ولو للحظة، ناهيك عن بكائكم".

وأضاف "سليماني": "لقد رأيت أن كل شخص في هذا العالم قد اختار طريقًا لنفسه، أحد يتعلم العلم والآخر يعلّمه، أحد يتاجر، والآخر يزرع، وهناك ملايين الطرق، أو من الأفضل أن أقول: هناك طرق بعدد النفوس، وكلٌ اختار طريقًا لنفسه، فنظرت في أمري أي طريق يجب أن أختاره، فكرت في نفسي ونظرت في عدة مسائل فسألت نفسي، أولاً ما هي المدة التي يستغرقها هذا الطريق، وأين هي نهايتها، وما هي فرصتي؟ وما هي وجهتي علي الأساس؟".

وتابع: "رأيت أنني مؤقت وكل شخص مؤقت، يبقون لبضعة أيام ثم يغادرون (الدنيا). البعض بضع سنوات، (...). رأيت أنني إذا قمت بأعمال تجارية، فإن عاقبتها هي بعض العملات المعدنية اللامعة وبضع سيارات ومنازل لكن ليس لها تأثير علي مصيري في هذا الطريق فتوصلت إلي أن أعيش من أجلكم (...) لكنني فكرت أنه كيف يمكنني أن أحل بنفسي هذا الخوف وهمومي".

وأكمل: "رأيت أنه كان عليّ أن أتواصل مع من يعالج لي هذا الشيء المهم، وهو ليس سوي الله. هذا الكنز وهو أنتم الذين زهور وجودي لا يمكن الحفاظ عليه بالثراء والسلطة وإلا فإن الأغنياء والأقوياء يجب أن يمنعوا أنفسهم من الموت، أو أن ثرواتهم وقوتهم يجب أن تمنع أمراضهم المستعصية وأن تمنعهم من الشلل. إني لقد اخترت الله وطريقه".

وأضاف: "هذه هي المرة الأولي التي أعترف فيها بهذه الجملة؛ لم أكن أرغب أبدًا في أن أكون عسكريًا وما كنت أحب مطلقًا أن أحصل علي الرتب العسكرية. إني أفضل كلمة قاسم الجميلة التي كانت تخرج من الفم النقي للشهيد التعبوي لحرس الثورة علي أي منصب. كنت أحب وما زلت أحب أن أكون "قاسم" دون لاحقة أو بادئة. لذلك فقد أوصيت أن تكتبوا علي قبري "الجندي قاسم" فقط، وليس قاسم سليماني، حيث إنه مبالغة في الكلام ويثقل الكاهل".

وقال "سليماني" في رسالته لابنته: "لم أختر هذه الطريقة لأقتل الناس، أنت تعلمين أنني لا أستطيع رؤية قطع رأس دجاجة. لقد حملت السلاح لأقف ضد القتلة لا أن أقتل".

وأضاف: "أري نفسي جنديًا في بيت كل مسلم وقع في خطر، وأود أن يمنحني الله القدرة علي أن أتمكن من الدفاع عن كل المظلومين في العالم، (...) أقاتل من أجل ذلك الطفل المرعب العاجز الذي لا ملجأ له، ومن أجل تلك المرأة الخائفة التي أمسكت طفلها علي صدرها ومن أجل ذاك النازح الفارّ المطارَد التارك وراءه خطًا من الدم".

واختتم "سليماني" رسالته بقوله: "يا ابنتي أنا تعبان جدا. لم أنم منذ ثلاثين عامًا، لكني لا أريد أن أنام بعد الآن أيضا. أذرّ الملح في عيني حتي لا يجرؤ جفني أن يطبق كي لا يقطع رأس ذاك الطفل العاجز في غفلتي. ماذا تتوقع مني عندما أظن أن تلك البنت الخائفة هي أنتِ ونرجس وزينب وأن ذاك المراهق أو الشاب الراقد في المسلخ الذي يقطع رأسه هو حسين ورضا؟ هل أنظر وأري، أأكون مرتاحاً، هل أكون تاجرا؟ لا، لا أستطيع العيش هكذا".

واغتيل قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني "قاسم سليماني" ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" العراقي "أبو مهدي المهندس" بغارة أمريكية قرب مطار بغداد في 3 يناير/كانون الثاني 2020.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران قاسم سليماني اغتيال سليماني الحرس الثوري فيلق القدس

ظريف: إنهاء وجود أمريكا بالمنطقة أفضل رد على اغتيال سليماني