من المستفيد من إشاعة أنباء حول تدهور صحة العاهل السعودي؟

الاثنين 12 أكتوبر 2015 08:10 ص

غالبا ما يستخدم «سلاح الشائعات» خلال الحروب، ومنها بث أنباء عن وفاة أو مرض زعيم دولة تحارب دولة أخري لبث الروح الانهزامية والإحباط بين قوات هذا البلد، وفي هذا السياق جاء نشر وكالة أنباء «العهد» اليمنية التابعة لـ«الحوثيين» خبرا في الأسبوع الماضي، ورد فيه أن الملك السعودي يمكث في مستشفى في الرياض وأن حالته الصحية متأخرة، وجاء نقل صحف إسرائيلية عن الوكالة الحوثية للنبأ ليثير التساؤلات حول: من يقف وراء أخبار تدهور الحالة الصحية للملك السعودي؟ ولماذا الان؟

وفق وكالة أنباء «العهد»، «يمكث الملك في وحدة العلاج المكثف في مستشفى "الفيصل" في العاصمة السعودية، وجاء على لسان مسؤول، لم يتم الكشف عن هويته، أنه بسبب حالة الملك الصعبة، ألغى مسؤولون سعوديون خطة نقله إلى مستشفى في أمريكا لتلقي العلاج».

ومنذ الصراع الذي نشب بين خلفاء الملك الراحل «عبدالله» قبل وفاته حول الزعامة انتشرت أنباء بكثافة في وسائل إعلام أمريكية قيل إنها موالية لفريق من المتنافسين على الحكم، تزعم أن الملك «سلمان»، ابن الثمانين عاما، يعاني من مرض الزهايمر، لذلك لا يصلح للحكم وأنه سيتم الإطاحة به من ولاية العهد، وعقب توليه الحكم، قيل أيضا أنه يعاني الزهايمر وأنه يترأس إدارة الحكومة، ولي العهد، «محمد بن نايف»، بينما الحاكم لفعلي هو نجل الملك «محمد بن سلمان».

وينقل مؤيدو هذا الرأي عن مقربين من الأسرة المالكة في وقت باكر من هذه السنة أن عدد زيارات الملك إلى المستشفى قد ازداد وأنه لم يعد يتجول كما كان في الماضي.

تضارب الأنباء حول صحة الملك

بالمقابل، هناك من يدعي أن الأنباء حول مرضه هي بمثابة تخمينات، وأنه قد يكون مصابا بالمرض ولكن هذا لم يعجزه بعد عن الحكم، وأنه «داهية» بدليل قراراته بعزل العديد من المسؤولين بما فيهم ولي العهد السابق، وخوضه الحرب في اليمن وغيرها.

ويقولون إن من نشروا هذه الأنباء  قبل تولي الملك الحكم كان لهم غرض سياسي هو التخلص منه بدعاوي أنه مريض ولا يصلح للحكم، ومن يروجون لها الآن من «الحوثيين» ومؤيديهم هدفهم أيضا سياسي هو ضرب استقرار المملكة ونشر الشائعات في وقت يعاني فيه «الحوثيون» من هزائم متتالية.

وقد علق الصحفي اليمني «عادل القحطاني» علي بث الخبر من وكالة أنباء تابعة لـ«الحوثيين» بقوله: «طالما أن الحوثيين ناشرين خبر مرض الملك سلمان ودخوله غرفة العناية المركزة يعني خبر تحرير #مأرب صحيح».

كما تحدث معارضون سعوديون عن جلب أطباء من أمريكا يوم 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري وزعمت صفحة «نجد المقدسة» تدهور صحة الملك «سلمان» وجلب طاقم طبي من أمريكا إلى السعودية، وأن ابنه «محمد» في حالة ارتباك شديد.

ولكن يدعي آخرون أن الأنباء الواردة صحيحة، ويستندون لآراء سعودية منها أراء المغرد الشهير «مجتهد»، وسبق للمغرد «مجتهد» أن أشار لصحة أنباء إصابة الملك بالزهايمز ووجود مشاكل خلال إقامته بباريس والمغرب مؤخرا، وقال تعليقا على مقابلة «بي بي سي» العربية مع الصحفي البريطاني كاتب مقال «الجارديان» حول الأمير الذي نشر الخطابين أن الصحفي يؤكد أن «الكاتب حفيد للملك عبدالعزيز وأن الخطاب له تأثير كبير في العائلة وأن مما قاله له الأمير ولم ينشره أن الملك يعاني من الزهايمر».

وفي أبريل/نيسان الماضي أكد «مجتهد» أن الملك «سلمان» يعاني من مشاكل في القلب وقد ركب له منظم ضربات القلب قبل سنتين كما يعاني من ضيق في شرايين الرقبة والرأس وارتفاع ضغط الدم، موضحا أن الكثيرين في الأرسرة يقرون بأن «محمد بن سلمان» يسيطر حتى على الهواء الذي يمر على والده وأنه المطبخ السياسي والاقتصادي والأمني للدولة.

ونقل «مجتهد» عن مصادره في الخارجية أن هذه المعلومة لم تعد محلية بل إن معظم المسؤولين في دول أخرى على معرفة بحقيقة مرض الملك «سلمان» وطموحات «محمد بن سلمان».

وأضاف: «كان بن سلمان قد تحمس لعاصفة الحزم حتى يقوي مركزه الشعبي ويعجل بتنفيذ طموحاته لكن يبدو أنها ستطول أكثر مما توقع ولذلك فهو يسعى لحل سريع لها ولهذا السبب فقد أرسل محمد بن نايف لتركيا لتحميل أردوغان رسالة للإيرانيين باستعداد المملكة بتفاهم خلف الكواليس في قضية اليمن لإنهاء الأزمة».

شائعات مرض الملك قبل وبعد صعوده للعرش

والملفت أن شائعات مرض الملك «سلمان» وإصابته بالزهايمز انتشرت بكثافة في صحف أمريكية قبل وفاة الملك «عبدالله»، وقالت مصادر سعودية إنه يقف وراءها الجناح المعادي لتولي «سلمان» الحكم والذي يسعي لعزله عن ولاية العهد.

لكن مصادر سعودية مقربة من دوائر الحكم الجديد قالت حينئذ لـ«بوابة القاهرة» إن العاهل السعودي في كامل لياقته الذهنية والنفسية بدليل قراراته بترتيب البيت الداخلي بسرعة فائقة وهي قرارات ترتب عنها انتقال (سلس) وسريع للسلطة في البلاد، وأنهم كانوا على اطلاع بمخطط الإطاحة بـ«الأمير سلمان من ولاية العهد» بزعم عدم لياقته الطبية.

وقالوا إن من أدار مؤامرة عزل «سلمان» طبيا محتجز، ومصيره بيد الملك، في إشارة لرئيس الديوان المقال «خالد التويجري»، وأكوا أن الملك «سلمان»: «داهية اتخذ قرارات تضمن استقرار المملكة ويعرف ماذا يفعل، وأن هناك أنباء عن تورط أبوظبي في شائعات مرض الملك».

ولم يتوقف الأمر على تسريب تلك المعلومات المغلوطة لوسائل الإعلام العربية فقط، وفقا لتأكيدات هذه المصادر، بل تم تسريبها لبعض وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية المعروفة بقربها من أبوظبي، والفضائيات المصرية أيضا، ثم نشر تلك المعلومات وبكثافة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي خاصة موقع «تويتر» الذي تمتلك أبوظبي جيشا كاملا يعمل عليه الألاف بمرتبات مجزية ولهم إدارة خاصة بديوان ولي عهد أبوظبي.

  كلمات مفتاحية

السعودية الملك سلمان صحة الملك الحوثيين الحرب في اليمن

هل يمثل الأمير «أحمد بن عبد العزيز» تهديدا لخط الخلافة الحالي في المملكة؟

«بن نايف» وليا للعهد و«بن سلمان» نائبا له .. و«الجبير» خلفا للمخضرم «سعود الفيصل»

السعودية: مرض الملك يشعل صراع الأجنحة 

العاهل السعودي يسافر إلي المغرب وينيب ولي العهد عنه