ماذا قال نصر الحريري عن دور قطر في دعم الثورة السورية؟

الأربعاء 24 فبراير 2021 12:52 م

أكد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية "نصر الحريري"، على الدور المهم الذي لعبته قطر في دعم الثورة السورية منذ انطلاقها وحتى الآن؛ على مختلف الصعد السياسية والإنسانية والإعلامية والحقوقية.

وأوضح "الحريري" أن زيارة وفد الائتلاف إلى الدوحة تهدف إلى دعم استمرار العلاقات القوية الأخوية بين الائتلاف الوطني كممثل للشعب السوري ودولة قطر.

وأبرز "الحريري" في مؤتمر صحفي بالدوحة أن الموقف القطري واضح وتمثل في الوقوف إلى جانب المطالب المشروعة للشعب السوري والسعي الحثيث للوصول لحل سياسي بناء على المرجعيات القانونية وأهمها بيان جنيف وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة خاصة القرارين 2118 و2254، مشيرا إلى أن عملية تسمية السفير الجديد تسير بشكل جيد وسيتم إعلان اسمه في الأيام القليلة المقبلة.

وقال "الحريري" إن "الزيارة كانت فرصة للقاء عدد من المسؤولين القطريين على رأسهم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وذلك في إطار تعزيز الدور العربي في الملف السوري"، معربا عن تفاؤله بالأجواء الإيجابية التي تلت المصالحة بين دول مجلس التعاون الخليجي في قمة العلا الأخيرة، الأمر الذي ينعكس إيجابا على تعزيز الدور العربي في الأزمة السورية وهو الدور الذي يعتبر مهما جدا ويمثل أولوية بالنسبة للثورة السورية والائتلاف الوطني الذي يعمل على بناء علاقات جيدة وتحالف وثيق مع الدول العربية عموما، خاصة تلك التي لها علاقة مباشرة بالملف السوري.

وأشار "الحريري" إلى أن أهم محاور اللقاءات التي تم إجراؤها مع مسؤولي الدولة، تطرقت إلى نقاش التطورات الميدانية والسياسية وتفاصيل كثيرة متعلقة بالملف السوري الذي امتدت تداعياته إلى ملفات هامة في الإقليم والعالم.

وعلى أجندة الزيارة تم أولا بحث النتائج السلبية التي تمخض عنها اجتماع الجولة الخامسة للجنة الدستورية التي فشلت رغم استعداد وفد هيئة التفاوض السورية ومساعي الأمم المتحدة، لأن النظام السوري استمر في سياسات التعطيل شأنه في ذلك شأن 9 جولات في جنيف بجانب جولات أستانة وسوتشي.

وشدد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن "العنوان الذي ما زال مسيطرا على المشهد هو تعطيل النظام وحلفائه لأي محاولة للوصول إلى حل سياسي، معولين على النهج العسكري لحسم الأزمة السورية"، موضحا أن هناك تطابقا في وجهات النظر مع الدوحة التي تعتبر أن الانقسام في المجتمع الدولي لا يخدم العملية السياسية وأنه لا بد من آليات أكثر فاعلية وحسما لدفع جهود الأمم المتحدة نحو الأمام للوصول إلى الحل السياسي بعد فشل كل الجهود.

الملف الإنساني

ورأى "الحريري" أن الملف الإنساني هو الأكثر إلحاحا لا سيما في ظل معاناة الشعب السوري في الداخل والخارج، حيث يوجد ملايين السوريين في المخيمات شمال غرب سوريا يعيشون فصل الشتاء البارد في ظروف كارثية ولا تصلهم يد المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى تداعيات جائحة "كوفيد-19" التي عقدت الوضع الإنساني بالنسبة للاجئين في مختلف المناطق في لبنان، واليونان وللمهجرين في مخيم الركبان، كما يتفرع الوضع إلى قضايا كثيرة في الصحة والتعليم والإدارة.

وقال "الحريري" إنه "تم التطرق إلى كيفية إيجاد آليات عمل للإيصال وتسهيل المساعدات الإنسانية وتوفير الأمن والاستقرار ومواجهة الإرهاب لتكون المنطقة مستعدة إلى أي فرص لإيجاد حل سياسي".

وتابع: "هناك جهود تبذل من أجل إنقاذ العملية السياسية ولإيجاد ديناميكية سريعة لتفعيلها من مراكز قوى متعددة لكننا نعتقد ونحن على أبواب الاحتفال بعشر سنوات من الثورة السورية أن شعبنا يعيش مأساة دون تجاوب حقيقي وفاعل من المجتمع الدولي.. ونحن كسوريين نعلم أن النظام لن يأتي الى طاولة الحوار ولا يريد الحل السياسي والنظام وحلفاؤه يعولون على الحل العسكري وسرديتهم دعم حكومة شرعية متنكرين لكل الجرائم والمجازر والفظائع التي ارتكبت في حق الشعب السوري".

وأضاف: "وإن تظاهروا بالجلوس للحوار فإن جوهر المواقف أصبح واضحا للجميع.. والكرة الآن في ملعب المجتمع الدولي ويحب أن يكون هناك دفع حقيقي ليساعد الأمم المتحدة على إيجاد حل سياسي وتجاوز هذه الكارثة الإنسانية".

وفي إجابته عن سؤال حول الدور القطري في تقليص المعاناة في سوريا، قال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة: "يد قطر الخيرة نجدها في كل مكان، على المستوى السياسي والإعلامي والحقوقي والإنساني والجهود الأممية.. ولا يخفى على أحد أن قطر تلعب دورا هاما في القضايا العربية وفي المجتمع الدولي من خلال دبلوماسيتها النشطة وعلاقاتها الواسعة والقوية".

وتابع: "نحن نرى أن قطر لها دور هام في الملف السوري كما في عدد من الملفات الكبرى ونحن كممثلين للشعب السوري نؤكد أن الدوحة يمكن أن تساعد بشكل كبير على مستوى النشاط الدبلوماسي والتحركات السياسية وعلى المستوى الانساني من خلال تقديم المساعدات".

أما فيما يخص المصالحة الخليجية وتأثيرها على الملف السوري، قال إن "الأزمة تمثل تحديا عربيا وإقليميا ودوليا يحمل تداعيات كبيرة على الجيران في المنطقة فسوريا اليوم بعد ما اقترفه النظام من جرائم أصبحت بؤرة تصدير للارهاب، بالاضافة إلى الوضع الكارثي الإنساني والاقتصادي الذي ينعكس سلبا على المنطقة وأنتج عددا من القضايا الحارقة كالمهجرين واللاجئين".

وأضاف "لذلك فإن الملف السوري ملف عربي وإقليمي بامتياز، ويتطلب مواجهة جماعية والانقسامات تؤثر سلبا على حل الأزمة السورية، لذلك فإن المصالحة الخليجية تؤدي إلى التنسيق العربي المشترك لمواجهة الاستحقاقات بجهود مشتركة وتنسيق عال ونتفاءل أن تكون المصالحة بوابة رأب الصدع لما فيه فائدة ومصلحة للأزمة السورية وقضايا المنطقة".

الدور الأمريكي

وعن الإدارة الأمريكية الجديدة وتعاملها مع الملف السوري، قال "الحريري" إن "الولايات المتحدة تعاملت مع الملف السوري من باب إدارة الأزمة وليس البحث عن حلول جذرية".

ومضى قائلا "نحاول العمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة على مجموعة من العناصر الأساسية على غرار وضع استراتيجية أمريكية محددة وواضحة تنسجم مع المخاطر الجسيمة في المنطقة وتضمن الأمن والاستقرار المستدام في سوريا.. أما الخطوط العريضة التي نتفق فيها مع واشنطن هي محاربة الإرهاب ودعم الحل السياسي 2254 وبيان جنيف. أما نقاط الخلاف مع الولايات المتحدة فهي اعتمادها على مبدأ اللا حل مع الأزمة السورية، إلى جانب موضوع شمال شرق سوريا حيث استفادت تنظيمات ومجموعات إرهابية من دعم واشنطن بحجة مقاومة الإرهاب وحققت نفوذا على الأرض وأصبح لها مطالب خارجة عن الأجندة الوطنية السورية".

وأكد "الحريري" أن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية معني بالتمثيل السياسي من خلال الذراع التنفيذي للحكومة السورية المؤقتة لادارة المناطق المحررة، وليس دعما للتقسيم وهي إجراءات مؤقتة حتى الوصول إلى حل سياسي لحماية الشعب السوري الذي يرفض العيش تحت سيطرة النظام.

أما بخصوص اجتماعات آستانة فقد اعتبر أن هذا الاجتماع لا يمثل الائتلاف الذي لا يقبل إلا بالعملية السياسية حسب مرجعية جنيف وتحت رعاية الأمم المتحدة لتحقيق انتقال سياسي حقيقي تتشكل فيه هيئة حكم انتقالي ويضع دستورا جديدا وانتخابات برعاية الأمم المتحدة.

المصدر | الخليج الجديد + الشرق القطرية

  كلمات مفتاحية

قطر نصر الحريري الثورة السورية سوريا الولايات المتحدة

بجهود قطرية تركية.. افتتاح مستشفى للنساء والأطفال بعفرين السورية

وزير الخارجية القطري يبحث مع رئيس ائتلاف قوى الثورة تطورات الشأن السوري

الحريري يجتمع مع السفير القطري في بيروت