بايدن و«أولياء الدم»: الإمبراطورية تكشف «أنيابها»!

السبت 27 فبراير 2021 07:32 ص

بايدن و«أولياء الدم»: الإمبراطورية تكشف «أنيابها»!

قصف أمريكي هو جواب إدارة بايدن على سؤال إيراني للإدارة الجديدة: إذا قصفناكم أيها الأمريكيون في مدينة حلفائكم الأكراد فماذا ستفعلون؟

أرسلت واشنطن عدة إشارات تتعلق بسياستها الخارجية ضمن ملفّات مرتبطة بالملف الإيراني وسياستها نحو الحرب الجارية في اليمن.

رغم أنه يريد أن يظهر كرد على هجوم «أولياء الدم» في إربيل لكن الوقائع تظهر أن الهجوم سيؤثر في سياق ديناميّات متحرّكة متعلقة بالملف الإيراني والمنطقة.

*     *     *

شنت الولايات المتحدة في الليلة قبل الماضية عدة غارات جوية على مواقع لميليشيات عراقية موالية لإيران قرب قاعدة «الإمام علي» في ريف مدينة البوكمال السورية.

يمكن اعتبار الحدث تطوّرا جديدا في الصراع الأمريكي ـ الإيراني، لكونه جاء بقرار من إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، التي بدأت بتحريك ملفّ المفاوضات مع طهران فيما يخصّ ملفّها النووي.

أدت الغارة، حسب أرقام أولية، إلى مقتل 22 من «كتائب حزب الله» العراقي وميليشيات أخرى في «الحشد الشعبي» وجاءت بعد هجوم غير مسبوق بالصواريخ من تنظيم سمى نفسه بـ«سرايا أولياء الدم» (في إشارة، على الأغلب، إلى قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، اللذين قتلتهما غارة أمريكية في 3 كانون الثاني/يناير 2020) على قاعدة أمريكية في مدينة أربيل الكرديّة.

القصف العسكريّ الأمريكي، الذي وصف بالمحدود (استخدم فيه طن ونصف الطن من المتفجرات) هو جواب إدارة بايدن، على المقطع العسكري من «سؤال» إيراني للإدارة الأمريكية الجديدة يمكن صياغته بالطريقة التالية: إذا قصفناكم أيها الأمريكيون في مدينة حلفائكم الأكراد فماذا ستفعلون؟

أرسلت واشنطن عدة إشارات تتعلق بسياستها الخارجية ضمن عدّة ملفّات مرتبطة، بشكل أو بآخر، بالملف الإيراني، ومنها سياستها نحو الحرب الجارية في اليمن، عبر وقفها أسلحتها إلى حلفائها في الرياض وأبوظبي.

وكذلك سياستها تجاه السعودية، التي يتوقّع أن تتأثر سلبا مع نشر التقرير الأمريكي المرتقب حول مقتل الصحافي جمال خاشقجي، إضافة إلى سياستها تجاه إسرائيل، فيما يخصّ «حل الدولتين» والأراضي المحتلة والمستوطنات.

أرسلت طهران في المقابل رسائل عديدة، أغلبها من طبيعة «قتالية» فبمجرد إعلان واشنطن وقف تسليح «التحالف العربي» في اليمن بدأ «أنصار الله» (الحوثيون) بالتقدم نحو مدينة مأرب، وبتشديد قصفهم لمدن ومناطق أخرى مثل تعز.

كما حصل تطوّر نوعيّ آخر تمثّل بإطلاق ميليشيات عراقية محسوبة على إيران مسيّرات مفخخة هاجمت قصر اليمامة، الذي يحتوي على الديوان الملكي السعودي في الرياض، فيما تابعت ميليشياتها التمركز على الحدود العراقية السورية وكذلك تنسيب ميليشيات عشائرية سورية ضمن منظومتها العسكرية.

واستمرّت أزمة تشكيل الحكومة في لبنان، حيث يملك حليفها «حزب الله» اللبناني نفوذا كبيرا على مجريات الأمور، وتم اغتيال كاتب وناشط يعتبر أحد خصوم الحزب الأشداء، مما عزّز القناعة بعودة سياسة الاغتيالات.

رغم أنه يريد أن يظهر كرد على هجوم «أولياء الدم» في إربيل، لكن وقائع عديدة تشير إلى أن الهجوم سيؤثر في سياق الديناميّات المتحرّكة المتعلقة بالملف الإيراني والمنطقة عموما.

ومن ذلك أن الهجوم وقع ضمن جغرافية سوريا، وأن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أشار إلى «حصول تبادل للمعلومات الاستخباراتية مع العراق».

يضاف إلى ذلك «استغراب» روسيا من عدم التواصل معها بشأن الهجوم، ثم تحذير النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في البرلمان الروسي، فلاديمير جباروف، الأمريكيين من تكرار هجماتهم، وتهديدهم باستخدام بطاريات صواريخ أس300.

على الأرجح أن تقوم دول وجهات عديدة، بما فيها أمريكا، بإعادة حساباتها فيما يخص طريقة التعامل فيما بينها بعد هذا الهجوم.

فالإدارة الديمقراطية التي تريد أن تظهر تمايزها عن سياسات سلفها الجمهوري دونالد ترامب المتطرّفة والتي أدت لكوارث عديدة في منطقة «الشرق الأوسط» تريد أن تقول إن لها أنيابا حديدية قادرة على استخدامها في «المفاوضات».

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

سرايا، أولياء الدم، سليماني، إيران، العراق، أمريكا، روسيا، بايدن، ترامب، ميليشيات عراقية، سوريا،