الأمير بندر بن سلطان عن تقرير مقتل خاشقجي: تقييم وليس لائحة أدلة

الاثنين 1 مارس 2021 02:42 م

قال السفير السعودي الأسبق لدى واشنطن والرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية الأمير "بندر بن سلطان" إن تقرير وكالة الاستخبارات الأمريكية بشأن اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" تقييم، كما وصفَ نفسه، وليس لائحة أدلة.

وأضاف الأمير السعودي في تصريحات لـ"أساس ميديا" اللبنانية: "التقييم قاد واضعي التقرير إلى الاستنتاج، بناءً على معرفتهم بآليات اتّخاذ القرار في السعودية، وتقييم آخر لشخصية محمد بن سلمان، إلى أنّ أمر القتل أو الاختطاف لا بدّ أن يكون قد صدر عن الأمير محمد، وهنا ضعف آخر يعتري القيمة المعلوماتية لتقرير الـCIA، إذ إنه لم يستطِع الجزم بطبيعة النية الجرمية، ما إذا كانت الخطف أو القتل".

وتابع: "الجريمة وقعت وأقرّت المملكة العربية السعودية بالمسؤولية المعنوية عنها تصريحاً بلسان الأمير محمد بن سلمان، وجرت محاكمة نتجت عنها أحكام بإدانة البعض وتبرئة الآخر.. في السعودية مستوىً ثانٍ في التعامل مع مثل هذه القضايا يتّصل بموقف عائلة الضحية، التي في حالة المرحوم جمال خاشقجي، طلبت بكامل إرادتها أن تخفّف الأحكام من الإعدام إلى المؤبّد، وهذا ما حصل، ولو لم يطلبوا ذلك لكانت أحكام الإعدام نُفّذت بحسب القضاء والشرع".

وأضاف: "هذا هو السياق العام والموضوعي لكيفية تعامل السعودية مع هذه الجريمة التي آلمت بكلّ السعوديين، أما ما بقي من تقارير وكلام إعلامي وسياسي فجلّه دخل في منطق التحليل والتقييم والافتراض وبناء الاستنتاجات، وغالباً وفق أحكام مسبقة ومواقف عقلية ونفسية وسياسية من المملكة العربية السعودية عامةً، وهي مواقف متبلورة منذ ما قبل الجريمة وربما وجدت في الجريمة فرصة للتعبير عن نفسها.. السعودية، وفق حقّها السيادي ومسؤوليتها كدولة وكعضو شرعي في المجتمع الدولي، قامت بما تقوم به أيّ دولة من تحقيق ومحاكمة وأحكام، ومن وجهة نظري الشخصية، باتت القضية مغلقة ما لم تظهر أدلّة جديدة أمام القضاء السعودي".

وتابع: "حوادث كثيرة انطوت على جرائم ارتكبها ضبّاط كبار أو جنود أمريكيون، في سياق عمليات عسكرية أو أمنية حاصلة على جواز من أعلى السلطات الأمريكية، بيد أنّ ذلك لم يعنِ أنّ المسؤول عن هذه الجرائم هو الرئيس الأمريكي بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلّحة.. خذ مثالاً على ذلك حادثة سجن أبو غريب.. فكرة السجون السرية أو تغيير قواعد التحقيق مع الإرهابيين بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، هي سياسة أمريكية أجازتها السلطات الأمريكية، وولدت من رحم التفكير في الدائرة الضيقة للرئيس جورج دبليو بوش يومها ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد وبعض المستشارين الرفيعين في الإدارة". 

وأشار إلى أن "فضيحة سجن أبو غريب التي نتجت عن هذه السياسة، المُجازة من الرئيس مرة أخرى، كانت شذوذاً عن مقاصد هذه السياسة، وخللاً خطيراً في إدارتها.. ولكن لنسأل، هل وفق ما نعرفه اليوم عن كيفية ولادة هذه السياسة، وآلية اتّخاذ القرار بشأنها، ودقّة متابعتها من أرفع المسؤولين في مجتمعي الاستخبارات والدفاع الأمريكيين، يعني أنّ الرئيس الأمريكي أو وزير دفاعه، مسؤول مباشرة عن الجرائم بالمعنى الجنائي؟... بالطبع لا، لكنّهم يتحملون المسؤولية المعنوية نفسها التي تحملتها الدولة السعودية بكلّ شجاعة.."

وأكد أن "الولايات المتحدة لطالما تمسّكت بحقّها السيادي في رفض محاكمة جنود أمريكيين أمام قضاء غير القضاء الامريكي، حتّى قضاء الحلفاء، كما في حادثة شهيرة مع بريطانيا.. الأصل في هذا الموقف هو الاعتبار السيادي للدولة وليس الثقة أو عدم الثقة بالقضاء الآخر."

وأضاف "السعودية، وفق حقّها السيادي ومسؤوليتها كدولة وكعضو شرعي في المجتمع الدولي، قامت بما تقوم به أيّ دولة من تحقيق ومحاكمة وأحكام، ومن وجهة نظري الشخصية، باتت القضية مغلقة ما لم تظهر أدلّة جديدة أمام القضاء السعودي".

والجمعة الماضي، نشرت الاستخبارات الأمريكية تقريرا خلص إلى أن ولي العهد السعودي "وافق على خطف أو قتل خاشقجي، حيث كان يرى فيه تهديدا للمملكة، وأيد استخدام تدابير عنيفة إذا لزم الأمر لإسكاته".

في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية السعودية رفضها "القاطع" لما ورد في التقرير من "استنتاجات مسيئة وغير صحيحة عن قيادة المملكة".

والسبت، كشف الرئيس الأمريكي "جو بايدن" أنه يعتزم إصدار إعلان، الإثنين، يتعلق بالسعودية.

يُذكر أن التقرير الأمريكي مصنف غير سري لكن إدارة الرئيس السابق "دونالد ترامب" كانت ترفض نشره.

وقتل "خاشقجي" في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، داخل قنصلية الرياض بمدينة إسطنبول، في قضية هزت الرأي العام الدولي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا اغتيال خاشقجي خاشقجي المخابرات الأمريكية السعودية بندر بن سلطان محمد بن سلمان جمال خاشقجي

كيف سيتعامل الغرب مع بن سلمان المتآمر على قتل خاشقجي؟

جوتيريش يتمسك بتحقيق محايد ومستقل لمحاسبة قتلة خاشقجي

سفير السعودية الأممي يرد على اتهام بن سلمان بقضية خاشقجي