عثرت أنقرة على القبر المفقود لأول طبيبة تركية، "صفية علي"، إذ تبين أنه في مدينة دورتموند الألمانية، وذلك بعد 68 عاما على وفاتها.

وبحسب صحيفة "ترك برس"، فإن القنصلية التركية تواصلت مع السلطات الألمانية لتشييد مقبرة تليق بالطبيبة الراحلة وذلك إحياءً لذكراها.

ووفق المصدر ذاته، ولدت "صفية علي" في إسطنبول عام 1894، لعائلة مشهورة بمناصبها في الدولة العثمانية.

والدها "علي قيراط باشا"، كان معاونًا للسلطان "عبدالعزيز" والسلطان "عبدالحميد الثاني"، ووالدتها هي "حسنة هانم" ابنة محافظ مكة المكرمة "أمين باشا"، وتلقت تعليمها الجامعي في المدرسة الأمريكية الخاصة بالبنات في إسطنبول.

وقررت "صفية" أن تصبح طبيبة عندما رأت الجرحى المصابين بعدد هائل، الذين أصيبوا في حرب البلقان وجلبوا إلى إسطنبول للعلاج.

كان من غير المألوف رؤية فتاة تدرس الطب في تركيا، لكن "صفية" نظرا لتفوقها العلمي تم إرسالها في بعثة إلى ألمانيا لدراسة الطب بمساعدة نائب وزير التربية والتعليم في تلك الفترة "شكري بك"، فدرست الطب وتخصصت في قسم أمراض النساء والأطفال، ثم عادت إلى تركيا في عام 1920، حيث حصلت على رخصة طبيب كأول طبيبة امرأة في تركيا عام 1923.

بعد ذلك أصبحت عضوة في هيئة التدريس كأول امرأة تعطي دروسًا في أمراض النساء والتوليد في أول مدرسة طبية للبنات أنشئت داخل الكلية الأمريكية.

شاركت الطبيبة "صفية علي"، كناشطة في الحركات النسائية في فترة الجمهورية، ثم غادرت تركيا واستقرت في ألمانيا بعد إصابتها بالسرطان، وواصلت العمل في مهمتها كلّما سمحت لها صحتها بذلك، وتوفيت في 5 يوليو/تموز 1952 بمدينة دورتموند الألمانية.

ولم يكن معروفا المكان الذي دفنت فيه الطبيبة "صفية علي"، لكن القنصل العام التركي "شنر جبجي" اهتم بموضوع البحث عنه.

وتابع عملية البحث أيضا المتحدث باسم منصة دورتموند للجمعيات التركية "إمره غولش"، الذي أدلى بتصريح بعد العثور على قبر "صفية علي" قال فيه: "لقد جئنا إلى المقبرة مع مسؤولي المديرية، وطلبنا من المسؤولين تحديد مكان الدفن بدقة، وحددنا مكان بدايته ونهايته ووضعنا عليها نقاطًا".