استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

معنى الانسحاب الأمريكي من الإقليم العربي

الخميس 4 مارس 2021 10:25 ص

معنى الانسحاب الأمريكي من الإقليم العربي

الشرق الأوسط بحاجة لرؤى إصلاحية جادة تفتح الطريق أمام الأجيال الصاعدة والحريات.

الشرق الأوسط يترك لمصيره ومصاعبه ولن ينجو من الزلازل القادمة بلا تغييرات تطال الطبقات السياسية المسيطرة.

تجد إدارة بايدن أن دولا عربية راهنت على ترامب ودعمته بطرق مختلفة أثناء حملته وفي حركته السياسية ومناوراته.

يرى الديمقراطيون نخبا عربية أساسية طرفا في الوضع الداخلي الأمريكي خاصة أن اموالا تسربت لترامب من منطقة الخليج.

الانسحاب انعكاس لإرهاق تشعر به أمريكا جراء حروبها في الشرق العربي ومن جراء صراعها مع قوى اقليمية عديدة خاصة إيران.

الإرهاق الذي تشعر به الولايات المتحدة يشعر قادتها واستراتيجيوها بأن الشرق الأوسط كان ولازال يمثل منطقة استنزاف ورمال متحركة.

تريد أمريكا تهميش الشرق الأوسط لتركز على قضايا التوازن الدولي لهذا تتغير سياستها ولا تمانع وقوع خلافات بينها وبين حلفاء تاريخيين لها.

تعي إدارة بايدن أن نتنياهو يمكن أن يورطها بصراع واسع مع إيران بينما تريد أن تعود للاتفاق النووي مع إيران لتنتهي من المشكلة وتركز بأماكن اخرى.

*     *     *

يحمل الانسحاب الأمريكي من الإقليم العربي معاني عديدة. فهو انعكاس للارهاق الذي تشعر به الولايات المتحدة من جراء حروبها في الشرق ومن جراء صراعها مع قوى اقليمية عديدة خاصة إيران.

الإرهاق الذي تشعر به الولايات المتحدة يشعر قادتها واستراتيجيوها بأن الشرق الأوسط كان ولازال يمثل منطقة استنزاف ورمال متحركة.

يقع هذا بينما تتحرك الصين نحو تغيير موازين القوى العالمية. الاستنزاف الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط للحفاظ على قوة الدولة الكبرى تحول لعبء كبير على الميزانيات والاقتصاد.

وبينما كانت الولايات المتحدة تخوض حربها ضد الإرهاب وترسل الجيوش لأفغانستان ثم للعراق وغيرهما اذا بها تعاني من اشد التناقضات الذاتية والداخلية بين تياراتها السياسية وبين نخبها كما تجلى في الأزمة الاخيرة حول الكونغرس والانتخابات التي سعى الرئيس السابق ترامب لمصادرتها.

بل تكتشف الولايات المتحدة بأنه حتى بناها التحتية التي كانت متقدمة عن العالم قبل عقد أو عقدين، اذا بها متراجعه وغير صالحة لمناخ اليوم وأعاصيره.

ما حصل في ولاية تكساس بالتحديد دليل على الأزمة. فتلك الولاية من اغنى الولايات خاصة بسبب إمتلاكها للنفط، لكن تحويل النفط المملوك للولاية كما والكهرباء لملكية أفراد وشركات أنهى ذلك التفوق. لهذا بالتحديد انتكبت الولاية في ظل أعاصير الأسبوعين الماضيين.

ويبدو الشرق الأوسط وفق المنظور الأمريكي منطقة أقل أهمية الآن، بل يبدو أن الولايات المتحدة تريد تهميش منطقة الشرق الأوسط لكي تنتقل للتركيز على قضايا تتعلق بالميزان الدولي.

لهذا بالتحديد تتغير السياسة الأمريكية، وهي لا تمانع وقوع خلافات بينها وبين حلفاء تاريخيين لها مما يفسر نشرها للتقرير الخاص باغتيال الصحافي جمال خاشقجي في تركيا.

المقصود هنا ان نسبة المقدسات تجاه الحلفاء أصبحت أقل، وان الولايات المتحدة لم تعد تمانع اخذ مواقف اوضح تجاه جملة من القضايا من أهمها حقوق الإنسان. وهي تحت كل الظروف اقل اعتمادا على حلفائها لاستيراد النفط.

من العوامل المـؤثرة على المناخ السياسي الراهن تحت قيادة بايدن أن ادارته بالتحديد تجد أن عددا من دول العالم العربية قد راهنت على ترامب ودعمته بطرق مختلفة أثناء حملته وفي حركته السياسية ومناوراته.

الديمقراطيون يرون في بعض النخب العربية الأساسية طرفا في الوضع الداخلي الأمريكي خاصة أن اموالا تسربت لترامب من منطقة الخليج.

بنفس الوقت تحمل هذه الادارة الكثير من الضيق تجاه نتنياهو وسياساته في دعم ترامب، كما وتعي أكثر من أي إدارة سابقه أن نتنياهو يمكن أن يورط الولايات المتحدة بصراع واسع مع إيران بينما تريد الولايات المتحدة ان تعود للاطار النووي مع إيران لتنتهي من المشكلة وتركز في اماكن اخرى.

الولايات المتحدة لن تقاطع دول الإقليم، لكنها تتبع سياسة التقليل من الأهمية، فالاتصالات الهاتفية بين بايدن وقادة المنطقة بما فيها الحليف الاسرائيلي تأخرت لأسابيع وذلك على غير العادة.

كما انها في المرحلة القادمة ستستخدم الضغوط التي تجيدها في التعامل مع الحلفاء. إن العلاقة القادمة مع السعودية والإمارات ستشمل قضايا كحرب اليمن وحقوق الإنسان.

لا تحمل هذه الادارة مواقف سلبية تجاه الكويت مثلا، فقد كانت الكويت في المرحلة السابقة نموذجا لدولة سعت لأن تكون وسيطا للسلام والحلول الوسطى في كل من حرب اليمن وفي أزمة حصار قطر.

من جهة أخرى، برزت قطر في المرحلة السابقة كدولة معتدلة وبنفس الوقت محاصرة من قبل دول أقوى منها، كما أن تعاونها مع الولايات المتحدة وخاصة عبر القاعدة العسكرية أكسبها مصداقية أمريكية تجاوزت الحزبين.

أما بالنسبة للسلطة الفلسطينية فلن تمانع الادارة بعض المفاوضات، لكن ذلك لن يؤدي لحل سياسي او لدولة فلسطينية، ففي فلسطين سيبقى الجمود في مكانه، الا اذا قامت حركة فلسطينية شعبية اساسها المقاومة السلمية.

وبينما تستمر المشاريع الإيرانية والتركية في الإقليم، وتستمر محاولات اسرائيل اختراق الوضع العربي وتستمر في صراعها مع إيران ثم تركيا إلا أن الشرق الأوسط يترك لمصيره، ويترك لمصاعبه!

وهو لن ينجو من الزلازل القادمة بلا تغييرات تصيب الطبقات السياسية المسيطرة، الشرق بحاجة لرؤى إصلاحية جادة تفتح الطريق أمام الأجيال الصاعدة كما والحريات. تحتاج السفينة العربية الغارقة لخطة انقاذ.

* د. شفيق ناظم الغبرا أستاذ العلوم السياسية بالكويت

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

الإقليم العربي، الانسحاب، الإمريكي، بنيامين نتنياهو، جمال خاشقجي، جو بايدن، دونالد ترامب، الصين، الإرهاق، الشرق الأوسط،