أفاد مسؤولون أمريكيون وأفغان بأن المبعوث الأمريكي إلى أفغانستان "زلماي خليل زاد" اقترح عقد مؤتمر يجمع القادة الأفغان وحركة "طالبان" لتشكيل حكومة مؤقتة.

وأوضح المسؤولون أن الاقتراح يكرر فكرة مؤتمر عام 2001 الذي عقد في بون بألمانيا، مع فارق دعوة "طالبان" للانضمام للمؤتمر، خلافا للفكرة السابقة، وفقا لما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال".

وأضافت المصادر أن "خليل زاد" طرح أيضا، خلال زيارته العاصمة الأفغانية كابول، فكرة الاستعانة بوسيط للمساعدة في تسريع عملية السلام بين المسؤولين الأفغان و"طالبان" في قطر.

وقال كبير مفاوضي الحكومة الأفغانية "نادر نادري" إن الحكومة تدرس اقتراح المبعوث الأمريكي، والطريقة الممكنة للتوصل إلى سلام كريم للشعب الأفغاني.

وفي المقابل، رد متحدث باسم "طالبان" على سؤال بشأن عرض "خليل زاد" بقوله إنه "من الضروري التركيز على حل المشاكل بدلا من الشكليات، والشعب الأفغاني جرب أنظمة انتقالية وتشاركية لمدة 40 عاما، لكنها ولسوء الحظ لم تتمكن من حلِّ مشاكله".

وفي إطار سعيه لدعم مقترح المؤتمر، يعتزم "خليل زاد" زيارة عدد من دول المنطقة والعالم، بينها السعودية وقطر والصين.

وعاد المبعوث الأمريكي، الأسبوع الماضي، لعقد اجتماعات مع القادة الأفغان، في محاولة لإحياء عملية السلام المتعثرة، بينما يتصاعد العنف ويقترب موعد انسحاب القوات الأمريكية.

وقالت السفارة الأمريكية في كابول، في تغريدة على "تويتر"، إن المبعوث الأمريكي كان أنهى سلسلة لقاءات واسعة مع القادة الأفغان، ومنهم الرئيس الأفغاني ورئيس لجنة المصالحة.

كما ناقش "خليل زاد" مع الحكومة وقف إطلاق النار وشكل النظام بعد المصالحة، وأكد أن واشنطن لا تريد الخروج من اتفاق الدوحة، بل تنوي تعديله.

وتُعد زيارة "خليل زاد" الأولى من نوعها بعد تولي الرئيس الأمريكي "جو بايدن" مقاليد الحكم في البلاد؛ حيث أعلنت الحكومة الأمريكية نيتها مراجعة اتفاق الدوحة مع "طالبان".

ووقعت واشنطن و"طالبان" اتفاق الدوحة، أواخر فبراير/شباط 2020، الذي قضى بانسحاب تاريخي للقوات الأمريكية، سيخرج بموجبه جميع الجنود الأجانب من الدولة التي مزّقها العنف، بحلول مايو/أيار المقبل، فيما أكدت "طالبان" في المقابل أنها لن تهاجم القوات الأمريكية.

وترعى الدوحة، منذ 12 سبتمبر/أيلول الماضي، محادثات سلام بين "طالبان" والحكومة الأفغانية.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي؛ أعلنت الولايات المتحدة أنها ستراجع اتفاق الدوحة المبرم مع "طالبان" في إطار مراجعة إدارة "جو بايدن" للعديد من الاتفاقيات والقرارات التي اتخذها سلفه "دونالد ترامب" خلال حكمه.