أظهر بحث جديد أن العديد من المرضى الذين يعانون من "كوفيد-19" الخفيف إلى المعتدل يمكن أن يستمروا في المعاناة من أعراض بعد شهور من التخلص من العدوى.

وتوصل باحثون من جامعة واشنطن إلى أن حوالي 33% من مرضى "كورونا" الذين لم يكونوا مرضى بما يكفي لدخول المستشفى يواصلون الشكوى بعد أشهر من أعراض مثل التعب وفقدان حاسة الشم أو التذوق و "ضبابية الدماغ".

وقالت الباحثة الرئيسية "جينيفر لوج": "لقد فوجئنا بأن ثلث الأشخاص الذين أصيبوا بمرض خفيف لا يزالون يعانون من الأعراض".

كما قالت الدكتورة "كريستين إنجلوند" أخصائية الأمراض المعدية التي تقود عيادة "كليفلاند" المخصصة للتعافي الطويل المدى من فيروس "كورونا"، إن هذه النتائج تظهر لماذا يجب على الجميع حماية أنفسهم من الإصابة بفيروس "كورونا".

وأظهرت النتائج أن حوالي 27% من المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 39 عامًا أبلغوا عن أعراض مستمرة، مقارنة بـ30% من أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و64 عامًا، و 43% ممن تتراوح أعمارهم بين 65 عامًا فأكثر.

هذا النمط يؤكد أن فيروس "كورونا" هو "أخطر بعض الشئ من الكثير من الفيروسات الأخرى التي كان علينا التعامل معها"، كما قال الطبيب الباطني "رافيندرا جانيش".

وقال "جانيش" إن مثل هذه الأعراض طويلة المدى عادة ما ترتبط بفيروسات مثل "إبشتاين بار" و"ويست نايل" و"الشيكونغونيا"، وكلها أقل عدوى بكثير من فيروس "كورونا" الجديد.

ووجد الباحثون بشكل عام أن ما يقرب من 33% من مرضى "كورونا" الذين بقوا أثناء مرضهم في المنزل و 31% من المرضى في المستشفى أبلغوا عن استمرار عرض واحد على الأقل بعد أشهر.

وكانت الأعراض الأكثر استمرارًا بين المرضى هي التعب (14%) وفقدان الشم والذوق (14%)، بينما تم الإبلاغ عن شكاوى الذاكرة في حوالي 2% من المرضى.

وقال "جانيش": "ضبابية الذاكرة تؤثر بشكل خاص على الأشخاص الذين يقومون بالكثير من العمل الفكري وغالباً ما يعملون من المنزل عبر الكمبيوتر. إنهم لا يستطيعون التركيز على الكمبيوتر لفترة طويلة، والأضواء الساطعة تزعجهم وتسبب لهم الصداع. كما إنهم ليسوا منتجين كما كانوا من قبل، وهو أمر محبط للغاية بالنسبة لهم."

لم يتضح بعد سبب تسبب "كورونا" في هذه الآثار الدائمة، لكن العديد من الفيروسات قادرة على خلق ما يعرف بـ"متلازمة ما بعد الفيروس"، والتي يصفها الخبراء بأنها مشاكل صحية تستمر لفترة طويلة بعد أن يتعافى الجسم، وهذه هي الأضرار التي تحدث أثناء محاربة الجهاز المناعي للعدوى.

لكن هناك أدلة على أن بعض الأعراض طويلة المدى لـ"كورونا" قد تُعزى إلى فيروس "كورونا" نفسه.