تبدأ العمل في الصيف.. مصر تسابق الزمن لافتتاح العاصمة الإدارية الجديدة

الأربعاء 17 مارس 2021 11:25 م

تسابق مصر الزمن لاستكمال بناء عاصمة جديدة في الصحراء شرقي القاهرة، قبل نقل طلائع موظفي الحكومة إليها صيف هذا العام، استعداداً لقيام الرئيس "عبدالفتاح السيسي" بافتتاح المشروع الضخم نهاية العام بعد أن تأجل الافتتاح بسبب تداعيات أزمة "كورونا".

في قلب المدينة، يضع العمال اللمسات الأخيرة في مقار حكومية تحاكي هندسة المعابد الفرعونية، يجاورها مركز إسلامي ومبنيان ضخمان يعلو كل منهما قبة لمجلسي النواب والشيوخ، ومجمع رئاسي مترامي الأطراف.

وتتخلل أعمدة خرسانية خاصة بمشروع قطار مونوريل حي المال والأعمال، حيث يوجد برج أيقوني تحت الإنشاء سيبلغ ارتفاعه عند اكتماله 385 متراً، وإلى جانب ذلك تظهر ملامح مرحلة أولى من حديقة مساحتها 10 كيلومترات مربعة ومعالم مسجد عملاق.

والمدينة التي تحمل اسم "العاصمة الإدارية الجديدة" مصممة للعمل بتكنولوجيا ذكية، وأقيمت على أرض بكر بعيدة عن ضوضاء القاهرة وزحامها، وتضم كل شيء من الجامعات إلى وسائل الترفيه، كما تضم حياً للبعثات الدبلوماسية الأجنبية.

لكن انطلاق المشروع لم يكن بالطاقة الكاملة، وبعد انسحاب شركة إماراتية منه بعد وقت قصير من الإعلان عنه في عام 2015، تحمل الجيش والحكومة عبء توفير 25 مليار دولار تكلفة المرحلة الأولى حتى الآن، تم ضخها من خارج الميزانية العامة للدولة، وتم توفير بعض القروض والتمويل الأجنبي.

وتسببت جائحة "كوفيد-19" أيضاً في إبطاء تقدم المشروع، ولن تكتمل المرحلة الأولى القائمة على 168 كيلومتراً مربعاً، وهي إحدى مراحله الثلاث، عندما تبدأ الحكومة انتقالها إلى هناك.

وقال "خالد الحسيني"، المتحدث باسم العاصمة الجديدة "نسب التنفيذ في المرحلة الأولى تجاوزت 60% في كامل المشاريع"، وأضاف أن نقل موظفي الحكومة المؤجل سيبدأ في يوليو/تموز المقبل قبل الافتتاح الرسمي المخطط له نهاية 2021.

ويقوم تصميم المدينة على التكنولوجيا المتقدمة لتكون "نموذجاً لمصر المستقبل".

قال المسؤولون عن المشروع أن مركزين للتحكم سيتابعان إلكترونيا حالة البُنية الأساسية والحالة الأمنية، وأن أسطح المباني ستُغطي بألواح الطاقة الشمسية، وأضافوا أن التعاملات المالية ستكون إلكترونياً، وأن المخصص من المساحات الخضراء لكل ساكن سيكون في حدود 15 متراً مربعاً.

وقال "الحسيني": "كل مشكلاتنا (في مصر) في الماضي نحاول أن نحلها في العاصمة الإدارية"، وعندما تكتمل المدينة من المخطط له أن يكون عدد سكانها 6 ملايين نسمة، وستكون المرحلتان الثانية والثالثة من الإنشاء سكنية في معظمها.

وقال "عمرو خطاب"، المتحدث باسم وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية التي تتحمل مسؤولية تنفيذ بعض أجزاء المشروع، أن اكتمال المشروع سيستغرق عشرات السنين، رغم أن الحكومة سيكون في إمكانها العمل بشكل طبيعي بينما تتواصل عمليات الإنشاء.

لكن السؤال الذي ينتظر الإجابة هو: "إلى أي مدى وبأي سرعة سينتقل مركز الجذب في مصر من القاهرة إلى العاصمة الجديدة التي تبعد 45 كيلومترا شرقي النيل؟".

الآن تقف آلاف المباني السكنية الخالية على جانبي الطريق السريع المؤدي إلى المدينة الجديدة.

ومن المقرر أن يكتمل حي المال والأعمال، الذي لم يتم بعد تسويق وحداته، في عام 2023، ويجري حالياً إنشاء وصلات القطار الكهربائي والقطار الخفيف "مونوريل"، ومن المتوقع توفير حافلات مكوكية لأول 50 ألفاً من موظفي الحكومة الذين سينتقلون إلى العاصمة الجديدة اعتبارا من صيف العام الجاري.

وقال "خطاب" إنه يعتقد أن 5 آلاف من 20 ألف وحدة سكنية قد بيعت في أول حي سكني في المدينة من المتوقع افتتاحه في مايو/أيار.

ويوم الإثنين الماضي أعلن مكتب "السيسي" عن حوافز تبلغ 1.5 مليار جنيه (96 مليون دولار) لموظفي الحكومة الذين اختيروا للعمل في المدينة.

ويقول المسؤولون إن المدينة ستضم في نهاية المطاف إسكاناً اجتماعياً، وأنها ستمول نفسها من خلال بيع الأراضي فيها رغم أنه من غير الواضح كم بلغت عائدات البيع.

وقال "الحسيني" إن تكلفة المرحلة الأولى من المشروع حتى الآن تقدر بـ25 مليار دولار، منها نحو 3 مليارات دولار للحي الحكومي.

وتم الحصول على بعض التمويل الدولي لمشروعات السكك الحديدية، وقرض صيني بـ3 مليارات دولار ساعد في تمويل حي المال والأعمال الذي تقيمه الشركة الصينية العامة للإنشاءات والعمارة "سيسيكو" المملوكة للدولة.

ويقول "السيسي"، الذي أقام مشروعات بٌنية أساسية كبرى ومشروعات تنمية على مستوى البلاد، إنه لن يكون هناك إهمال لمناطق مصر الأخرى، وقال الأسبوع الماضي "احنا مش سايبين لا القاهرة ولا اسكندرية ولا بورسعيد ولا المحافظات (الأخرى). بنتحرك في كل القديم والجديد مع بعض"، وأضاف أن افتتاح العاصمة الجديدة سيكون بمثابة "إعلان الجمهورية الجديدة".

رغم أن هناك تأييدا لقول الحكومة إن العاصمة الإدارية يمكن أن تخفف الزحام في القاهرة، فإن هناك أيضا مخاوف من أن تكون في غير متناول كثيرين ويتعذر عليهم حتى دخولها، وقال "علاء إبراهيم" وهو كهربائي (39 عاما) من حي إمبابة الفقير في محافظة الجيزة المجاورة للقاهرة "بعض الطبقات ستكون عندها القدرة على العيش هنا، غيرهم لا".

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

العاصمة الإدارية الجديدة السيسي الجمهورية الجديدة

السيسي: العاصمة الإدارية تكلفت 380 مليار جنيه خلال 7 سنوات

السيسي كلف الحكومة بالترتيب لاحتفالية افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة

السيسي: العاصمة الإدارية إعلان للجمهورية الجديدة