بلومبرج: المصالح والعداوات خلقت تحالفات جديدة بين الخليج وشرق المتوسط

الخميس 18 مارس 2021 06:18 م

سلطت وكالة "بلومبرج" الضوء على ما وصفته بالتحالفات الجديدة الناشئة بين دول الخليج ودول شرق المتوسط، والتي قد تترك أثرها على المنطقة بأكملها.

ورأت الوكالة أن هناك مجموعة من العوامل خلقت هذه التحالفات التي كان ينظر لها بأنها مستحيلة أو غير ضرورية.

وأوضحت أن المصالح المتبادلة والعداوات المشتركة، والرغبة الأمريكية في عدم الانخراط بالمنطقة ومحاولة تركيا وإيران ملء الفراغ الأمريكي، إضافة إلى الإطاحة بكل من "صدام حسين" في العراق، و"معمر القذافي" في ليبيا من أبرز تلك العوامل.

واستشهدت الوكالة بالتحالفات الأمنية والاقتصادية التي تربط دول الخليج مع اليونان وقبرص وإسرائيل.

وقالت إن العلاقات تقوم على مصالح متداخلة بشكل متزايد ومنها التوتر بين هذه الدول مع القوتين الإقليميتين وهما تركيا وإيران، وفي أساسها شراكات الطاقة والأمن.

وأضافت أن تهديد إيران دفع كلاً من البحرين والإمارات لتجاوز عدائهما لإسرائيل وعقد اتفاقيات تطبيع معها "اتفاقيات إبراهيم".

ولا تعتبر اليونان جارة للسعودية والإمارات، ولكن الدول الثلاث تشترك بالقلق من تركيا وطموحاتها في المناطق الخلفية التابعة لها، ولهذا تحاول بناء علاقات أمنية أوثق.

وشاركت مقاتلات سعودية وإماراتية في مناورات عسكرية مع اليونان. وهناك تعاون متعدد في المجال الدبلوماسي كما في "منبر فيليا" باليونان الشهر الماضي والذي حضرته اليونان وإسرائيل وقبرص ومصر والسعودية والبحرين والإمارات. 

إضافة لترتيبات اقتصادية مثل منبر غاز شرق المتوسط، الذي يضم اليونان وقبرص والأردن وإسرائيل والسلطة الفلسطينية ومصر إلى جانب فرنسا وإيطاليا.

مصلحة أمريكية

وبالنسبة للولايات المتحدة وأوروبا، تمثل هذه التجمعات فرصا وتحديات جديدة. فالتعاون الأمني المتزايد بين الدول العربية وإسرائيل يخفف من أعباء الولايات المتحدة، لكن رفضها المشترك للتفاوض من جديد مع إيران حول برامجها النووية يعقد من جهود الرئيس "جوزيف بايدن".

وسيكون الأوروبيون وبخاصة فرنسا مرتاحين بحراسة شرق المتوسط ضد تركيا، وسيخفض ذلك من اعتمادهم على الغاز الروسي وخط الأنابيب الذي يمر عبر الأراضي التركية. لكن القادة الأوروبيين الذين يتذكرون الصدامات في الصيف بين البوارج البحرية التركية واليونانية يعبرون عن مخاوف من خروج الوضع عن السيطرة.

ردت إيران وتركيا على التحالفات الجديدة بطريقة مختلفة، فمن ناحية طهران، زادت على ما يبدو من عدائها لدول الخليج وإسرائيل والهجوم عليها من خلال جماعاتها الوكيلة في العراق ولبنان واليمن.

لكن أنقرة تبنت موقفا تصالحيا. ففي الأسابيع الماضية عبرت الحكومة التركية عن إشارات لإصلاح العلاقات مع الدول العربية وبالذات مصر والسعودية.

وتم تفسير الإشارات على أنها رد لتغير الحرس في البيت الأبيض، لكن المحاولات التركية هي رد على التعاون بين منافسي أنقرة. وهناك أسباب اقتصادية تدعو لإصلاح العلاقات مع مصر. 

فقد أعرب وزير الخارجية "مولود جاويش أوغلو" عن رغبة تركيا بترسيم الحدود البحرية مع مصر. وأعربت بدورها الإمارات والسعودية عن رغبة بعلاقات أحسن مع تركيا.

لكن النقاط العالقة مثل دعم أنقرة للإخوان المسلمين والتنافس على التأثير في العالم الإسلامي مع السعودية من الصعب حلها. ومن هنا فالتحالفات الجديدة قد تنمو وتصبح قوية.

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

شرق المتوسط دول الخليج تحالفات

سفن أمريكية بقيادة دوايت أيزنهاور تدخل مياه شرق المتوسط

تدريبات عسكرية ضخمة بين البحرية التركية والأمريكية شرقي المتوسط

اليونان: تقرير وزير خارجية الاتحاد الأوروبي بشأن تركيا منقوص

ميركل: تركيا شريك وحليف ولها أهمية استراتيجية

مستقبل التقارب المتزايد بين دول الخليج ودول شرق المتوسط