استثمار تليجرام الإماراتي.. تجسس تويتر يعزز القلق بشأن أمان التطبيق الروسي

الأربعاء 24 مارس 2021 12:15 م

"نتطلع إلى تطوير هذه الشراكة الاستراتيجية لنواصل مسار نمونا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعالم".. هكذا رحب مؤسس شركة "تليجرام" ورئيسها التنفيذي "بافيل دوروف" بإعلان شركة مبادلة الإماراتية للاستثمار، وصندوق أبوظبي كاتاليست بارتنرز، في بيان مشترك،  عن استثمار 150 مليون دولار في تطبيق التراسل الروسي.

وجاء الاستثمار الإماراتي في صورة سندات قابلة للتحويل لأجل 5 سنوات قبل الاكتتاب العام، ووصفه رئيس العمليات لدى "أبوظبي كاتاليست بارتنرز"، "جيمس مونس"، بأنه ذو قيمة نوعية بعد ارتفاع عدد مستخدمي "تليجرام" إلى 500 مليون شخص نشط شهرياً، مشيرا إلى حاجة التطبيق إلى بناء شراكات مثمرة مع شركات ومنصات التكنولوجيا الواعدة.

وجمعت "تليجرام" أكثر من مليار دولار من بيع سندات لعدد من المستثمرين، حسبما أعلن "دوروف"، الثلاثاء في بيان، وتُستخدم حصيلة هذه السندات لتمويل خطط توسع والنهوض باستراتيجية توليد إيرادات "تيليجرام"، التي قال مؤسس التطبيق إنها تتضمن طرح حزم متميزة للمستخدمين من قطاع الأعمال.

ويثق "فارس سهيل المزروعي"، رئيس برنامج الاستثمار في روسيا ورابطة الدول المستقلة التابع لشركة "مبادلة"، في قدرة "تليجرام" على امتلاك "كافة الإمكانات التي ستجعلها إحدى شركات التكنولوجيا العالمية الرائدة".

واعتبر "المزروعي"، في بيان، أن "تليجرام" تمثل "فرصة استثمارية واعدة بالنسبة لـ"مبادلة"، وستكون إضافة مثالية لمحفظة الشركة الإماراتية التي تهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في قطاعاتها.

لكن إعلان الاستثمار الإماراتي أثار مخاوف بشأن الثقة في أمان وخصوصية التطبيق الذي أطلقه الأخوان "بافيل ونيكولاي دوروف" عام 2013، للتراسل الآمن عبر إتاحة التشفير التام بين طرفي محادثاته، على خلفية وجود مقر "تليجرام" في الإمارات من جانب، وما يعنيه الاستثمار الأخير من نفوذ لأبوظبي داخل الشركة من جانب آخر.

فأمان وموثوقية التطبيق هما العامل الأول لانتشاره منذ إطلاقه، وكلاهما جعل منه اليوم منصة عالمية متكاملة للتواصل الاجتماعي، وأحد أكثر 10 تطبيقات تحميلا حول العالم.

ويعزز من القلق بشأن أمان وخصوصية التطبيق أن "تليجرام" بصدد فتح مكتب جديد لها في أبوظبي، حسبما أوردت شركة مبادلة في بيانها، وهو ما يعيد إلى الأذهان التغلغل الإماراتي داخل شركة "تويتر"، والدور الذي لعبه مكتب الشركة بدبي في التجسس على معارضين وناشطين داخل وخارج الإمارات. 

والإمارات هي الدولة العربية الوحيدة التي لجأت لاستضافة مقر تويتر الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط منذ عام 2015، ويقول مراقبون إن هذه الخطوة مكنت أبوظبي، وفق عديد التحقيقات، من اختراق خصوصية بعض المعارضين والحفاظ على حسابات كبيرة عبر تويتر رغم ارتكابها تجاوزات فاضحة لضوابط الشركة الأخلاقية، عبر التعاقد مع شركات إسرائيلية، بينها "NSO"، لتتبُّع هؤلاء المعارضين باستخدام برامج تجسس، حسبما أورد برنامج "ما خفي أعظم" عبر قناة "الجزيرة".

وبلغ النفوذ الإماراتي في التأثير بتويتر أن تعرضت عديد الوسوم المعبرة عن آراء ناشطين معارضين للحذف، وبروز اسم أبوظبي بين أبرز اللاعبين على خارطة التجسس بالشرق الأوسط، لا سيما في التجسس على الدول الصديقة التي ترتبط معها بعلاقات جيدة.

وفي هذا الإطار، كشفت صحيفة "مترو" البريطانية، في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، أن الصحفي السعودي "تركي الجاسر" قتل تحت التعذيب في بلاده، بعد قيام مكتب "تويتر دبي" بكشف هويته للسلطات السعودية.

وأكدت مصادر مطلعة لـ"الخليج الجديد" آنذاك أن اختراق المكتب يتعدى مصالح أبوظبي إلى حلفائها، وأن "سعود القحطاني"، المستشار السابق للديوان الملكي السعودي يقود "حلقة تجسس إلكترونية" ولديه اتصالات داخل المكتب.

وفي 6 فبراير/شباط الماضي، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن شبكة تجسس إلكتروني دشنتها أبوظبي من محللين سابقين بوكالة الأمن القومي الأمريكية، مشيرة إلى أن الشبكة بدأت عملها منذ 2014، تحت عنوان "الحرب على الإرهاب".

لكن هذا العنوان كان خادعا حسبما أكدت الصحيفة الأمريكية، التي كشفت عن تجسس الشبكة على رسائل إلكترونية لزوجة الرئيس الأمريكي الأسبق "ميشيل أوباما" ووالدة أمير قطر الشيخة "موزا".

وخلال السنوات الأخيرة، ضخت "مبادلة" العديد من الاستثمارات في شركات التكنولوجيا العالمية وأهم التقنيات الرائدة مثل شركة "وايمو" لتكنولوجيا القيادة الذاتية و"علي إكسبرس" و"جيو بلاتفورمز" وغيرها، ما قدم مؤشرا على اتجاه إماراتي متسارع لتعزيز النفوذ في مجال تكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني.

وبينما ربط "جيمس مؤنس"، رئيس الشؤون المالية بصندوق أبوظبي "كاتاليست بارتنرز" بين الارتفاع الكبير في عدد مستخدمي "تليجرام" مؤخرا وبين الثقة في ضمانه لـ"خصوصية وأمان التراسل"، طرحت مؤشرات واقعية علامات استفهام على تأكيد "مؤنس"، منها إعلان الشرطة الأسترالية، الأحد الماضي، فتح تحقيق في عملية تصيد احتيالي استهدفت اختراق حسابات وزراء، بينهم وزير المالية "سيمون برمنجهام" من خلال "تيليجرام" على هواتفهم المحمولة.

وذكرت وكالة "بلومبرج" أن الشرطة الاتحادية الأسترالية قالت في بيان، أصدرته الأحد الماضي، إن العملية، التي تم إبلاغ السلطات عنها للمرة الأولى في 18 مارس/آذار، "تظهر على شكل رسالة من زميل وتشجع المستلمين على تنزيل تطبيق مراسلة لمزيد من التواصل".

التقارب الزمني بين عملية الاختراق في أستراليا وبين الكشف عن الاستثمار الإماراتي في "تليجرام" وتأثيره عزز كثيرا من القلق بشأن سمعة التطبيق الروسي وفتح قوسا ينتظر فيه المراقبون مدى تكرارية عمليات اختراق مماثلة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تليجرام الإمارات

قرصنة أرقام هواتف 500 مليون حساب فيسبوك عبر تليجرام

تحقيق: الإمارات تجسست على هواتف 10 آلاف شخص بينهم صحفيون بالجزيرة