ستراتفور: رفض الحوثيين لمبادرة السعودية سيدفع واشنطن لدعم الرياض

الأحد 28 مارس 2021 01:14 ص

سيؤدي رفض الحوثيين للعرض السعودي بوقف إطلاق النار إلى الضغط على الولايات المتحدة لتخفيف انتقاداتها لحملة السعودية في اليمن، من أجل تجنب المزيد من تقدم المتمردين الذي من شأنه أن يفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.

وفي 22 مارس/آذار، أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير "فيصل بن فرحان" عن عرض جديد لوقف إطلاق النار في اليمن، وتضمن العرض وقف القتال على مستوى البلاد، ودورا إشرافيا للأمم المتحدة، وإعادة فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، واستئناف المفاوضات السياسية بين المتمردين الحوثيين وحكومة الرئيس "عبدربه منصور هادي" المعترف بها دوليا.

ومع ذلك، أبدى الحوثيون رفضهم للعرض، وقال كبير مفاوضي الحوثيين "محمد عبد السلام" لـ"رويترز" إن الجماعة تريد رفع الحصار أولا"، مضيفا: "لا ينبغي استخدام الحصار كأداة ضغط"، وبعد إعلان وقف إطلاق النار، أصابت الضربات الجوية السعودية أيضا أهدافا للحوثيين بالقرب من الحديدة وصنعاء مع استمرار القتال حول محافظة مأرب الغنية بالطاقة.

وتتوسط عُمان والكويت في المحادثات الجارية بين الحوثيين والسعوديين لإنهاء الحرب، لكن بالرغم من المحاولات المتكررة لبناء الثقة بين الجانبين، فإن وقف إطلاق النار كان محدودا ومحليا.

ويخضع ميناء الحديدة لوقف إطلاق نار هش منذ أواخر عام 2018.

وفي أبريل/نيسان 2020، أعلنت السعودية وقف إطلاق النار على مستوى البلاد لتخفيف الظروف خلال جائحة "كوفيد-19"، لكن الحوثيين لم يوافقوا على الهدنة واستمرت السعودية في ضرباتها الجوية.

وفي فبراير/شباط 2021، قالت إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" إنها قررت مراجعة مبيعات الأسلحة للسعودية وإنهاء الدعم العسكري الأمريكي للعمليات الهجومية السعودية في اليمن.

وتضغط إدارة "بايدن" على الرياض للبحث عن حل دبلوماسي للحرب، لكن الحوثيين لن ينخرطوا في العملية الدبلوماسية إلا عندما يكونون قادرين على انتزاع التنازلات والتخطيط لمناورات عسكرية مستقبلية تهدف إلى تعزيز سيطرتهم على شمال اليمن.

وتعد الحملة المستمرة في مأرب بانتصار كبير للحوثيين، وسوف تمكنهم من السيطرة على موارد الغاز والنفط والمياه في المحافظة. ومن شأن هذا أن يعزز سيطرتهم الاقتصادية على اليمن ويزيد من نفوذهم في المفاوضات مع حكومة "هادي" المدعومة من السعودية. كما أنه من غير المرجح أن يقبل الحوثيون وقف إطلاق النار طالما أنهم في موقع قوة في مأرب.

وقد يجبر رفض الحوثيين لوقف إطلاق النار الولايات المتحدة على تخفيف انتقاداتها لأفعال السعودية في اليمن. ويمكن لواشنطن أن تدعم عملا عسكريا سعوديا أكثر عدوانية، بما في ذلك استخدام الضربات الجوية، لتخفيف هجمات الحوثيين وتقويض مكاسبهم الإقليمية.

وتتمتع القوات الجوية السعودية بأسلحة أمريكية متطورة، لكن الضحايا المدنيين من الضربات الجوية أثارت الغضب في الولايات المتحدة. ومن المفترض أن يكون استخدام السعودية للقوة الجوية في اليمن جزءا من مراجعة إدارة "بايدن" للعلاقات مع السعودية والتي تستمر لمدة 6 أشهر. ومع ذلك، فإن القوة الجوية هي وسيلة رئيسية للسعوديين لمنع المزيد من التقدم الحوثي والضغط على الحوثيين عسكريا.

وإذا سقطت محافظة مأرب، فقد يؤدي ذلك إلى فرار 800 ألف لاجئ إلى الجنوب حيث المناطق التي تسيطر عليها حكومة "هادي".

وعندما جمدت إدارة "بايدن" مبيعات الأسلحة للسعوديين والإماراتيين في فبراير/شباط 2021، أشارت إلى إنهاء بيع "الأسلحة الهجومية"، لكنها لم تحدد الأنظمة التي سيتم تضمينها تحت هذا التصنيف. وقال مسؤولون أمريكيون إن "الإدارة تناقش الأنظمة التي يجب حظرها بهدف تحسين الظروف الإنسانية في اليمن".

المصدر | ستراتفور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حرب اليمن الضربات الجوية معركة مأرب المفاوضات الدبلوماسية الأزمة الإنسانية الحوثيون العلاقات السعودية الأمريكية وقف إطلاق النار

المبادرة السعودية باليمن.. حيلة تفاوضية لمعضلة مستعصية