استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الانطواء والخروج من السياق

الأحد 28 مارس 2021 06:59 ص

الانطواء والخروج من السياق

الانطواء ليس حالة نفسية بل خروج على السياق فالانطواء إما ضعف في العزيمة أو جهل، والسياق قوة ومنعة وخير.

الانطواء انعزال وإسرار وإخفاء لما في الصدور بينما السياق انضباط مع الحق في القول والعمل ونشر للعلم والفضيلة ودعوة إلى الله.

على المنطوين أن يدركوا أن الله أمدهم بما يجعلهم مفكرين عاملين قائمين على الصراط المستقيم، ولعدم إدراكهم هذا قليلا ما يشكرون الله!

إذا كان الجاهل انطوائيا وكان البخيل انطوائيا فما بال أساتذة الجامعات وأعضاء هيئة التدريس والتعليم المسلمين ومن يحفظ القرآن ومن يعلمه؟!

إن أساتذة الجامعة وعلماء الدين والباحثين والمعلمين منتقون من قبل الله سلكهم بهذا السبيل وسيسألهم ويا لهول السؤال ويا لعقاب المنطوي!

*     *     *

الانطواء ليس حالة نفسية، بل خروج على السياق، فالانطواء إما ضعف في العزيمة أو جهل، والسياق قوة ومنعة وخير.

الانطواء انعزال وإسرار وإخفاء لما في الصدور، في حين أن السياق انضباط مع الحق في القول والعمل، ونشر للعلم والفضيلة ودعوة إلى الله.

فلا يحسبن المنطوي أنه في مأمن، خاصة من الله، يقول الله تعالى: {وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور، ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.

علم الله بخلقه يجعل الإنسان شفافا لأن الله لطيف خبير، وهو في قوله وعمله حساس نتيجة علمه بأن الله هو الذي خلقه ويعلم ما يفعل، يقول تعالى: هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور.

إن أمر الله بالمشي لا القعود والانطواء فطرق الله في الأرض مليئة بالرزق الحلال، والانطواء خوف وجهل بحقيقة الأمور، وإمساك عن الإنفاق وبذل الفائدة للناس، حيث يردف سبحانه قوله محذرا:

{أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور، أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير، ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير}.

الانطواء تكذيب بحفظ الله وتوفيقه وإدراكه ورقابته، يقول تعالى: {أو لم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن إنه بكل شيء بصير، أم من هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن إن الكافرون إلا في غرور، أم من هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه بل لجوا في عتو ونفور}.

لقد ضرب الله مثلا رائعا واضحا حول الفرق بين المنطوي والمتفاعل، يقول تعالى: {أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أم من يمشي سويا على صراط مستقيم}.

على المنطوين أن يدركوا أن الله أمدهم بما يجعلهم مفكرين عاملين قائمين على الصراط المستقيم، وأنهم لعدم إدراكهم هذا قليلا ما يشكرون الله!

لأن من يدرك ما وهبه الله من قدرة وآليات للسعي الحميد لا ينفك عن شكره، يقول تعالى: {قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون، قل هو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون}. صدق الله العظيم.

إذا كان الجاهل انطوائيا، وكان البخيل انطوائيا، فما بال أساتذة الجامعات وأعضاء هيئة التدريس والتعليم المسلمين، ومن يحفظ القرآن، ومن يعلمه؟!

كيف لهم أن ينطووا عن إبلاغ ما تعلموا وهم سوف يُسألون عنه، وكيف لهم أن لا يتفقهوا إلى اللحد، وينشروا فقه الله! وكيف أنهم لا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر!

وكيف لهم أن يتبعوا الضلال ويعلموه دون مناقشة أو جدال بالحق! وكيف للمسئولين منهم أن لا يطوروا عملهم بعلم لا بجهل أو تسييس أو حرص علي مصلحة.

أساتذة الجامعات قدوة لغيرهم، فما بال لجان الدراسات العليا تتدخل بجهل وبدون حق في موضوعات الرسائل العلمية! المشرف على الرسالة هو المسئول الأول عنها، ولجنة سمينار القسم لها حق المناقشة، وللمتخصصين حق التعديل.

فإذا أقر مجلس القسم موضوع الرسالة فهو الجهة العلمية المتخصصة، ودور لجنة الدراسات العليا إداري رقابي، وحضور المشرف على الرسالة جلسة اللجنة ضروري، وعليه توضيح كل التساؤلات وحل كل الإشكالات، فإما أن يقنع اللجنة أو تقنعه.

لا يحق لمن قبل الإشراف على رسالة أن ينطوي، ولا أن يتقاعس عن حمل الأمانة التي وافق على حملها، كما لا يحق له أن يغلق مجلسا للعلم، أو مرحلة من التعليم أو تخصصا، أو يهرب من الإشراف على رسالة في تخصصه، ولا أن يرفض موضوعات جديدة فيه، وأن لا يترك الباحث وحده دون متابعة وتوجيه وإرشاد.  

إن أساتذة الجامعة وعلماء الدين والباحثين  والمعلمين منتقون من قبل الله، سلكهم في هذا السبيل، وسوف يسألهم، ويا لهول السؤال ويا لعقاب المنطوي!

ألا هل بلغت اللهم فاشهد.

* د. محمد السعيد عبد المؤمن أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس.

المصدر | facebook.com/msmomen

  كلمات مفتاحية

الانطواء، السياق، الصراط المستقيم، أسائذة الجامعات، الضلال، الدراسات العليا،