قرار قضائي في إسكتلندا
"لوائح الحكومة الاسكتلندية تتدخل بشكل غير متناسب مع حرية الدين المكفولة في الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان".
"مهما كانت النوايا حسنة، فإن تجريم العبادة في الكنائس كان ضارًا وخطيرًا على حد سواء بالنسبة لإسكتلندا، ويجب ألا يحدث مرة أخرى أبدًا."
دعوى قضائية ضد حكومة اسكتلندا التي قررت إغلاق الكنائس حفاظا على الصحة العامة وحكمت المحكمة بفتح أماكن العبادة فورًا بعد اعتبار لوائح كوفيد غير قانونية.
* * *
رفع سبعة وعشرون مسؤولا كنسيا في إسكتلندا دعوى قضائية ضد الحكومة التي قررت إغلاق الكنائس وفق قانون الطوارئ للحفاظ على الصحة العامة.
المحكمة خلصت إلى أنه يمكن إعادة فتح أماكن العبادة فورًا بعد اعتبار لوائح كوفيد Covid التي فرضت إغلاقها غير قانونية.
وفي حيثيات الحكم قال القضاة إن "لوائح الحكومة الاسكتلندية تتدخل بشكل غير متناسب مع حرية الدين المكفولة في الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان".
وأضاف: "من المستحيل قياس تأثير تلك القيود في أصحاب المعتقدات الدينية؛ فهي تتجاوز مجرد فقدان الرفقة وعدم القدرة على حضور نادٍ للغداء".
ومع ذلك، أكد القاضي أنه لم يقل إن الاجتماع للعبادة آمن.
وقال: "كل ما قررته هو أن اللوائح التي تم الطعن فيها على هذا الالتماس ذهبت إلى أبعد مما كانت قادرة قانونًا على القيام به، في الظروف التي كانت موجودة عند وضعها".
من جهتها قالت الحكومة الاسكتلندية: "نعترف بهذا الرأي، وسننظر الآن بعناية في النتائج وتداعياتها وخطواتنا التالية".
مناصرو إعادة فتح الكنائس وفق ضوابط أبدوا فرحهم بقرار المحكمة.
فقد رحب القس ويليام فيليب الوزير الأول في كنيسة ترون في غلاسكو (أكبر مدن اسكتلندا) بالحكم.
وقال: "لقد أدركنا منذ البداية القرارات الجادة التي يتعين على الوزراء الإسكتلنديين اتخاذها ردًا على الوباء، ومع ذلك كان من الواضح أن نهجها في إغلاق الكنائس كان مفرطًا وغير متناسب، وإذا كان هذا قد ذهب دون اعتراض، لكان قد شكل سابقة خطيرة للغاية".
وأضاف: "مهما كانت النوايا حسنة، فإن تجريم العبادة في الكنائس كان ضارًا وخطيرًا على حد سواء بالنسبة لإسكتلندا، ويجب ألا يحدث مرة أخرى أبدًا."
من جهته قال كاهن أبرشية: "أشعر بسعادة غامرة لسماع أن المحكمة قد فهمت الحاجة الأساسية لحماية ليس فقط الصحة المادية لمجتمعنا ولكن أيضًا احتياجاته الروحية".
القرار القضائي انسحب على جميع أماكن العبادة بما فيها المساجد.
* عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني
