الشعرة التي قصمت ”ظهر بعير“ السفير السعودي بالقاهرة وأعادته إلى الرياض ”مغاضبا“؟

الاثنين 19 أكتوبر 2015 05:10 ص

ما هي الشعرة التي قصمت ”ظهر بعير“ السفير السعودي في القاهرة ودفعته للعودة الى الرياض ”غاضبا“؟ وهل من الممكن تطويق التدهور المتسارع في العلاقات بين البلدين الحليفين سابقا؟

أن يغادر السيد أحمد القطان سفير المملكة العربية السعودية القاهرة ”غاضبا“، فهذا امر متوقع يعكس مدى تدهور العلاقات بين البلدين على ارضية خلافات جوهرية في اكثر من ملف ساخن في المنطقة.

أصدار السفارة السعودية في القاهرة بيانا يؤكد ”عمق العلاقات“ بين مصر والسعودية جاء متأخرا، وغير مقنع في الوقت نفسه، لأن قنوات الاتصال بين البلدين مسدودة على أعلى المستويات، وكان تأجيل، أو إلغاء، زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز للقاهرة في طريق عودته من واشنطن الشهر الماضي هو الدليل الابرز في هذا المضمار.

الحكومة المصرية تختلف كثيرا مع سياسات نظيرتها السعودية في ملفين اساسيين: اليمن وسورية، وكان رفضها، اي مصر، ارسال قوات برية للقتال في اليمن في اطار التحالف العربي الذي تتزعمه السعودية، نقطة تباعد اساسية في الملف الاول، مثلما جاء استقبال القاهرة للواء علي المملوك، رئيس جهاز الامن القومي السوري رسالة قوية للسلطات السعودية، تؤكد التقارب مع سورية والنظام الحاكم فيها.

الشعرة التي قصمت ظهر البعير في رأينا، تمثلت في التصريحات التي ادلى بها امس السيد احمد ابو زيد المستشار في الخارجية المصرية، وقال فيها «لا خلاف حول مخرجات مؤتمر جنيف، لكن مسألة بقاء الرئيس بشار الاسد من عدمه هو أمر يحسمه الشعب السوري».

بقاء الرئيس الأسد على رأس السلطة في سورية يشكل خطا احمر بالنسبة للسلطات السعودية، لا يمكن ان تتسامح في تجاوزه، خاصة اذا جاء هذا الاختراق من مصر، الدولة التي قدمت لها مساعدات مالية واقتصادية تزيد عن 20 مليار دولار، وسمعنا السيد عادل الجبير وزير الخارجية السعودي يؤكد طوال الوقت على حتمية رحيل الرئيس السوري سلما او حربا، وان لا مكان له في مستقبل سورية.

الخطوط الحمراء السعودية تحولت إلى خضراء بالنسبة الى السلطات المصرية، وزادها اخضرارا ترحيب الاخيرة بالتدخل العسكري الروسي في سورية ومساندته، الامر الذي جعل الكيل السعودي يطفح، فيما يبدو، ودفع بالسفير السعودي الى الرحيل غاضبا في حالة ”حرد“، ليست جديدة على الدبلوماسية السعودية هذه الايام.

الخطأ الأكبر الذي ارتكبته السعودية في نظر مصر وسلطاتها، هو احتضان العاهل السعودي الجديد، اي الملك سلمان، حركة "الاخوان المسلمين" العدو الاكبر لنظام الرئيس السيسي، وتحالفها، أي السعودية، مع كل من قطر وتركيا الداعمتين الرئيسيتين لهذه الحركة، وهو اي التحالف مع حركة الاخوان المسلمين، انقلاب على السياسية السعودية السابقة التي كان يتبناها العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز.

متى سيعود السفير القطان إلى سفارته في القاهرة؟ لا أحد يستطيع أن يعطي جوابا شافيا في هذا الإطار، لكن متابعة الحملات الشرسة التي يشنها الإعلام المصري، أو بعض أوساطه على الأصح، ضد المملكة العربية السعودية وسياساتها، توحي بأن اقامته في الرياض قد تطول.

  كلمات مفتاحية

مصر السعودية السفير السعودي أحمد القطان العلاقات السعودية المصرية

صحيفة: السفير السعودي غادر القاهرة بالفعل وإقامته بالرياض قد تطول

مصادر: لا صحة لما تردد عن مغادرة السفير السعودي القاهرة

السفير السعودي بالقاهرة يقيم مأدبة إفطار لـ«محلب» ويهديه مجسما لمفتاح الكعبة

«ويكيليكس» تكشف رصد السفير السعودي بالقاهرة لأنشطة رئيس الوزراء الأسبق «هشام قنديل»