ف.بوليسي: البنتاجون يستخلص دروس المسيرات التركية في حرب أذربيجان وأرمينيا

الأربعاء 31 مارس 2021 04:12 م

كشفت مجلة "فورين بوليسي" أن الجيش الأمريكي استخلص دروسا من مشاركة الطائرات التركية المسيرة في حرب أذربيجان لاستعادة إقليم "ناغورني قرة باغ" من انفصاليين تابعين لأرمينيا.

وأوردت المجلة الأمريكية، في مقال لمراسلها في البنتاجون وشؤون الأمن القومي "جاك ديستش"، أن الطائرات التركية كانت كلمة السر في سيطرة أذربيجان على الأجواء بالحرب ضد أرمينيا في الخريف الماضي.

وأضاف أن الاستراتيجيين العسكريين الأمريكيين استخلصوا من تجربة الطائرات التركية أنه "أصبح من السهل تصيد وقتل الجنود أكثر من أي وقت آخر وعمل هذا بطريقة رخيصة".

فمع انتشار الطائرات المسيرة الرخيصة في ميادين الحرب حول العالم، يمكن قتل أي جندي لتركه موقعه لفترة قصيرة من أجل الذهاب إلى الحمام، بحسب المقال.

وتابع: "ما يظهر من ذلك النزاع أن دولة ليست لديها ميزانية عسكرية كبيرة قادرة على القيام بحرب عسكرية مشتركة، ولست بحاجة لأن تكون الولايات المتحدة أو روسيا، وسعر الدخول في حرب مشتركة هو أقل مما يعتقد، ولست بحاجة إلى سلاح الجو الأمريكي المتدرب بدرجات متفوقة وقدرات باهرة من أجل القيام بعمليات أرض- جو أو جو- جو".

وفي الحرب التي استمرت 6 أسابيع، نشرت أذربيجان طائرات "بيرقدار تي بي 2" التركية لتخفيض مساحة المعركة وتدمير القوات المسلحة الأرمينية، وكذا خط الإمدادات اللوجيستي الذي لم يصل بعد إلى الخطوط الأمامية.

وفي الوقت الذي استعادت فيه أذربيجان مساحات واسعة من المنطقة المتنازع عليها، لعبت أشرطة الفيديو الدعائية، التي صورت القوافل الأرمينية المدمرة ومخازن الذخيرة دورا عسكريا جديدا، وفي الأيام الأخيرة للحرب، استعرض رئيس أذربيجان "إلهام علييف" قائمة من الدبابات والعربات الأرمينية المدمرة، بما فيها 250 دبابة و50 عربة للمشاة و4 صواريخ روسية الصنع من نوع "إس-300".

وفي منتصف أكتوبر/تشرين الأول  الماضي، نسب "علييف" الانتصار في الحرب للطائرات التركية المسيرة التي دمرت معدات عسكرية أرمينية بقيمة مليار دولار.

واعتبرت المجلة الأمريكية أن نتيجة الحرب في "ناغورني قره باغ" تعني أن الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة تعتمد على "الصدمة والترويع"، الذي طبع بداية غزو العراق، قد مضى بلا رجعة، وبدلا من ذلك على الولايات المتحدة التحضير لحرب الضربة القاضية أو القتال التدريجي كحروب الاستنزاف في الماضي.

وبدأ المخططون الدفاعيون الأمريكيون بالتحرك لذلك الاتجاه، وقام وزير الدفاع السابق "مارك إسبر" بمحاولة الوصول لهدف الرئيس السابق "دونالد ترامب" وبناء 355 سفينة للبحرية واستثمر كثيرا في البحث والهندسة المتعلقة بالسفن المسيرة.

ويمثل هكذا تخطيط تحديا لطرق المناورة الأمريكية في الحرب، وحتى أسلوب الاتصالات الذي اعتمدته أمريكا في حروبها، وبالتحديد في العراق وأفغانستان، في وقت باتت فيه الدول مثل روسيا ماهرة في تحديد وضرب الوحدات التي لا تنتبه لمجال الطيف المغناطيسي.

وإزاء ذلك، نقلت المجلة الأمريكية عن العقيد "سكوت شو"، قائد مجموعة الحروب غير المتكافئة الذي سينهي مهمته في القيادة الأمريكية، قوله: "يمكنك إخفاء العربة في أي مكان تريد، ولكنك لا تستطيع إخفاء الآثار التي تقود إلى مكانك وكتل الطين أو أي شيء آخر. ونفس الأمر ينسحب على آثار الأقدام. وعلى المستوى التكتيكي علينا البحث عن طرق لإخفاء حركاتنا وموقعنا ومقرنا الرئيسي".

وستغلق وحدة "شو" التي أرسلت مستشارين لمواجهة التهديدات النابعة من القنابل المصنعة محليا في العراق وحرب المعلومات في أوروبا، وذلك كجزء من إعادة ترتيب بدأها وزير الدفاع الأمريكي السابق "إسبر"، العام الماضي.

ويعكف "شو" حاليا على تقديم إيجازات للجنرال "بول فرانك"، قائد قيادة التدريب والعقيدة في الجيش الأمريكي حول ما تعلمه هو وقادة الوحدة من تحليل ساعات طويلة للقطات فيديو عن الحرب الأخيرة بين أذربيجان وأرمينيا.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تركيا أذربيجان أرمينيا البنتاجون الطائرات المسيرة العراق الولايات المتحدة

بلومبرج: أردوغان وصهره كلمتا السر في ازدهار المسيرات التركية

موقع استخباراتي فرنسي: المغرب اشترى 13 مسيرة تركية

نيوزويك: البنتاجون كون جيشا سريا من 60 ألف عنصر.. هذه مهمته